لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

خبير في الشأن الإيراني: تصريحات ترامب هي التي أفشلت الاحتجاجات

12:44 م الخميس 11 يناير 2018

القاهرة (د ب أ)

اعتبر طلال عتريسي، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة اللبنانية، الخبير بالشأن الإيراني أن تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الداعمة للاحتجاجات الإيرانية كانت أحد أهم أسباب فقدها للزخم الشعبي، وذلك بعد أن كان متوقعا لها أن تتسع وربما تتحول لحركة سياسية تجتاح البلاد.

وقال عتريسي، في إطار تحليله للوضع في اتصال مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "ما أن بدأ ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأيضا الإعلام الخليجي يصرح بشكل علني عن إمكانية دعم الاحتجاجات بهدف إسقاط النظام حتى تراجع زخمها تدريجيا، ما مكن السلطات من السيطرة عليها".

وأوضح :"الاحتجاجات خرجت لأسباب اقتصادية بحتة كارتفاع أسعار المحروقات وبعض السلع الغذائية، وفشل بعض الشركات الاستثمارية التي وضعت بعض العائلات الإيرانية الكثير من رأس مالها بها عن تحقيق أرباح كافية، فضلا عن وجود نسب ليست قليلة من البطالة والفساد ... ولكن نظرا لحساسية الشعب الإيراني المفرطة لأي تدخل أو حتى شبهة تدخل تراجع عدد المشاركين والمؤيدين وحتى المتعاطفين مع الاحتجاجات. وبالتالي يمكن القول إن تصريحات وسياسات ترامب ونتنياهو هي التي قضت فعليا على هذه الاحتجاجات".

ورأى أن من العوامل التي ساهمت في انحسار الاحتجاجات هو عدم امتلاك أي حركة معارضة للنظام، وفي مقدمتها مجاهدي خلق، لأي قواعد شعبية تمكنها من ركوب موجة الاحتجاجات وقيادتها.

وعن "مجاهدي خلق" تحديدا قال :"ليس لديهم قاعدة شعبية واسعة ... أصبحوا منذ سنوات طويلة أقرب لتنظيم ينفذ عمليات بالداخل الإيراني لصالح الغير ... المنظمة كانت ولا تزال تعمل وتمول من أنظمة معادية للجمهورية الإسلامية ... وبالتالي لم يستطيعوا في هذه الاحتجاجات أن يشكلوا قوة شعبية تستطيع أن تحدث تغييرا ولو في أي مدينة".

ورأى أن هناك عاملين آخرين ساهما في تهدئة الأوضاع :"الأول هو سرعة التجاوب الرسمي مع الاحتجاجات بخروج كل من الرئيس حسن روحاني والمرشد الأعلى علي خامنئي بتصريحات، وإن كانت لا تستبعد شبهة التدخل الخارجي، إلا أنها في الوقت نفسه تعترف بوجود مطالب مشروعة للمحتجين، بل إن خامنئي طالب قبل أيام بإعادة دراسة كثير من الإجراءات التي رُفعت بسببها الأسعار؛ وكأن الحكومة تريد أن تمتص الغضب الشعبي ... أما العامل الثاني فهو سرعة الإفراج عن المعتقلين على خلفية الاحتجاجات بضغط من النواب الإصلاحيين ممن يخشون خسارة جمهورهم".

وحول أثر الاحتجاجات على توسيع هوة الخلاف بين المحافظين والإصلاحيين، وفي مقدمتهم الرئيس الإصلاحي روحاني الذي يرى البعض أن خطابه الأخير لم يكن فقط رسالة تعاطف مع المحتجين وإنما أيضا محاولة لإلقاء كل المسؤولية على التيار المتشدد، قال عتريسي :"في اللحظة الراهنة، التوافق بينهما أكثر من أي وقت مضى على عكس ما يعتقد كثيرون".

وأضاف :"جزئيا: نعم المحافظون كان بإمكانهم أن يستفيدوا من الاحتجاجات التي جاءت كدليل واضح على فشل السياسة الاقتصادية لروحاني ... لكن تطور الاحتجاجات ودخول الدعم الخارجي، أي تصريحات ترامب، جعل حتى عتاة المحافظين يشعرون بالخوف من أن تكون هناك محاولة خارجية لاستثمار تلك الاحتجاجات، ولهذا تجاوز الجانبان حسابات المكسب والخسارة وعمدا إلى حسم المسألة حتى لا تتطور لحالة يمكن أن تشكل تهديدا على نظام الحكم بأكمله".

واستطرد :"كما أن تهديدات ترامب المستمرة بالانسحاب من الاتفاق النووي، ومعارضته للإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة ولتسريع دمج النظام المالي الإيراني بالنظام الاقتصادي العالمي، كل هذا دفع الإصلاحيين وفي مقدمتهم روحاني، المعروف بميله للدبلوماسية والحوار، لاتخاذ مواقف عالية السقف والنبرة تجاه الولايات المتحدة ومن ثم أصبحت لغته قريبة للغة للمحافظين ...أي أن ترامب قدم هدية للنظام ووحد جناحيه".

إلا أنه أشار إلى وجود اختلاف غير هين في وجهات نظر الجانبين حول السياسة الاقتصادية للبلاد: فروحاني يريد الانخراط في النظام الاقتصادي العالمي ويعول على الفرص التي يؤسس لها الاتفاق النووي بين إيران والغرب خاصة فيما يتعلق بجذب الاستثمارات، بينما يرفض المرشد الأعلى للثورة الإسلامية خامنئي الثقة في الوعود الغربية ويهدف للتركيز على تحفيز الاقتصاد الذاتي أو المقاوم كما يطلق عليه.

واستبعد أن تحدث مراجعات لسياسات إيران الخارجية أو أن يتم المساس بميزانية الحرس الثوري أو الأجهزة الأمنية ونفقاتها جراء هذه الاحتجاجات.

وأوضح أن الاحتجاجات لم تشهد رفع شعارات مناهضة للسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية بالقدر الذي صورته بعض وسائل الإعلام، وأن :"إيران لديها رؤية وثوابت في سياساتها الخارجية ولا أعتقد أنه يمكن تبديلها بسهولة، خاصة بعد أن تم محاصرة الاحتجاجات التي تركزت شعاراتها في المجمل على الوضع الاقتصادي".

وأضاف أن "الحرس الثوري لديه مؤسسات رسمية يديرها أفراد منه وتعود أرباحها عليه: أي أن لديه مصادر دخل خاصة ... وبالأساس الناس تدرك أن الحكومة هي المسؤولة عن رفع الأسعار".

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان