غضب عالمي من تصريحات ترامب "العنصرية" ضد الأفارقة
كتبت- هدى الشيمي:
أغضبت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الخميس، بشأن المهاجرين الأفارقة والقادمين من هايتي وسلفادور مواطني وحكومات هذه الدول، وذلك بعد اطلاعه على مقترح عرضه عليه مُشرعون لاستعادة الحماية المكفولة للمهاجرين القادمين من تلك البلدان.
وقدم اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ المقترح، بعد اجتماع مع ترامب في البيت الأبيض، والذي تضمن اعادة وضع الإقامة الخاص للسلفادوريين وغيرهم ضمن تشريع يقتضي كذلك بتمويل لجدار على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك وتغيير نظام التأشيرة العشوائي.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية عن مسؤولين اثنين أن الرئييس الأمريكي رد على المقترح قائلا: "لماذا نسمح لأشخاص يعيشون في حثالة الدول بالقدوم إلى هنا، بدلا من أماكن مثل النرويج".
بيد أن ترامب نفى استخدام ذلك اللفظ المبتذل، وإن أقر بأن لغته كانت قاسية. وقال في تغريدة بموقع تويتر: "لم أقل أي شيء يسيء لمواطني هايتي أو غيرها من الدول، بالتاكدي هي بلد فقير مضطرب جدا".
وتابع: "لم ادعو لاخراجهم من البلاد، بل هي أشياء من صنع الديمقراطيين، لدى علاقة رائعة بشعب هايتي".
"نزعة عنصرية"
واعتبرت صحيفة نيويورك تايمز تصريحات ترامب أحدث الأمثلة على نزعته أو ميوله للتصريحات المسيئة للمهاجرين، ونقلت عن مسؤولين، تحدثوا إليها شرط عدم الكشف عن هوياتهم، أن تصريحات ترامب أحدثت حالة من التخبط والغموض داخل الكونجرس.
وقال المسؤولان إن ترامب طالب باستبعاد مهاجري هايتي من الاتفاق، قال "لماذا نريد أشخاص من هايتي هنا؟".
"قلق أفريقي"
وأعرب الاتحاد الأفريقي عن قلقه من تصريحات ترامب. وقالت المتحدثة باسم الاتحاد الأفريقي إيبا كالوندو، لوكالة الأسوشيتيد برس، "بالنظر إلى الحقيقة التاريخية بشأن كيف وصل الكثير من الأفارقة إلى الولايات المتحدة كعبيد، هذا التصريح يتعارض تماما مع كل السلوك والممارسة المقبولة."
وأضافت أن "هذا مفاجئ بشكل خاص بالنظر إلى أن الولايات المتحدة لا تزال نموذجا عالميا لكيف أن الهجرة أنجبت أمة قائمة على قيم التنوع والفرص القوية."
"أقذر فم بالعالم"
وأغضبت تصريحات الرئيس الأمريكي المسؤولين في جميع أنحاء العالم، فكتب رئيس المكسيك السابق فيسينتي فوكس تغريدة قال فيها: "دونالد ترامب.. فمك أقذر مكان في العالم. بأي سلطة تحدد من موضع ترحيب في أمريكا ومن ليس كذلك".
وتابع: "عظمة أمريكا تقوم على التنوع. ولكن هل نسيت أصولك المهاجرة؟".
وأدان رئيس وزراء هايتي السابق لوران لاموث تصريحات الرئيس الأمريكي، وقال في تغريدة: "العار على ترامب! العالم يشهد انحطاطا جديدا بعد هذه التصريحات، وهي غير مقبولة تمامًا!".
وقال لاموث إن التصريحات تُظهر عدم احترام وجهل لم يظهرا من قبل في تاريخ أي رئيس أمريكي.
"تصريحات صادمة"
واعتبرت الأمم المتحدة تصريحات الرئيس الأمريكي صادمة ومعيبة وعنصرية.
وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان للصحفيين في جنيف "في حال تأكدت، فإنها تصريحات صادمة ومعيبة من رئيس الولايات المتحدة. آسف، لكن لا أجد كلمة أخرى غير عنصرية لوصفها"، بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس.
"أعظم الدول حقارة"
كما أثارت التصريحات جدلاً كبيرًا بين مواطني الدول التي أساء إليها ترامب، فضلاً عن بعض الأمريكيين الذين اعتبروها أحدث حلقة في سلسلة التصريحات العنصرية التي أدلى بها الرئيس الجمهوري منذ ترشحه للانتخابات في عام 2016، وتوجه الكثير منهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي، للإعراب عن غضبهم.
ودشن مستخدمو موقع تويتر هاشتاج حمل اسم " #shitholefakepresident" أو "حثالة الرؤساء المزيفيين"، وما أن ظهر الهاشتاج حتى انهالت التغريدات والمنشورات التي تهاجم الرئيس الأمريكي.
فكتبت الإعلامية الجنوب أفريقية ليان ماناس في تغريدة ساخرة: "صباح الخير من أعظم وأجمل "دولة حقيرة" في العالم"، ورد عليها متابعوها من جوهانسبرج، وغيرها من الدول ساخرين أن بلادهم "أعظم الدول "حقارة"، وأنهم فخورين بالانتماء إليها.
وقال مُقدم برنامج "ديلي شو" تريفور نوح، المولود في جنوب أفريقيا، "كشخص من (دولة) الجنوب الحقيرة، تريفور تعرض لإهانة شديدة من تصريحات الرئيس."
ونشر أحد المستخدمين مجموعة من الصور لبلده هايتي وكتب مُعلقا: "أهلا أقذر الرؤساء في العالم.. هكذا تبدو دولتي القذرة".
وأكد عدد من مستخدمي تويتر الأمريكيين أن بلادهم تم بنائها على أيدي المهاجرين المكسكيين والأفارقة، واعتذروا بالنيابة عن بلادهم لمواطني الدول التي أهانها الرئيس الأمريكي، ومن بينهم تشيلسي كلينتون، ابنة السياسية الديمقراطية هيلاري كلينتون، والتي قالت في تغريدة: "سيدي الرئيس، المهاجرون من سلفادور وهايتي وغيرهم من 54 دولة أفريقية ساعدوا على بناء المباني، وبالتأكيد ساعدوا على بناء دولتنا".
"شخص عنصري"
كما أكد جيمس كومي، رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق (اف بي آي) في تغريدة أن عظمة الولايات المتحدة تقوم على التنوع.
ورد العضو الديمقراطي في الكونجرس لويس غوتيريز، على تصريحات ترامب قائلا إن الرئيس "شخص عنصري ولا يقبل بالقيم المدرجة في الدستور الأمريكي." كما خرج بعض أعضاء الكونجرس الجمهوريين عن صمتهم وأدانوا تصريحات ترامب.
ولاتعد هذه المرة الأولى التي يُدلى فيها ترامب بتصريحات مُسيئة للمهاجرين، فقال خلال حملته الانتخابية إن المكسيك تُرسل إلى بلاده "مهربي مخدرات ومغتصبين، " ودعا إلى بناء جدار يفصل بين الحدود المكسيكية والأمريكية.
ويحاول الرئيس الأمريكي باستماتة اصدار قرارات من شأنها منع دخول المهاجرين إلى بلاده، وتقليل أعدادهم عما كانت عليه وقت حكم الرئيس السابق باراك أوباما، كما وقع على أكثر من مرسوم تنفيذي من شأنه منع دخول مواطني دول ذات أغلبية اسلامية للولايات المتحدة.
فيديو قد يعجبك: