بعد 7 أعوام من ثورة الياسمين.. الجارديان: الديمقراطيون في مرمى الشارع التونسي
كتبت- رنا أسامة:
ألقت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في افتتاحيتها، الضوء على الاحتجاجات المتصاعدة في تونس. وقالت إن ما يحدث الآن يُعيد إلى الواجهة نفحات "ثورة الياسمين" التي أشعل فتيلها البائع التونسي محمد بوعزيزي بعد أن أضرم النار في نفسه، عام 2011، احتجاجًا على سياسات القمع والبطالة، في انتفاضة باتت "ربيعًا عربيًا"، أطاحت بالرجل التونسي القوي زين العابدين بن علي، لتُصبح أول بلد عربي يُطيح بحاكمه الديكتاتور.
وكتبت الصحيفة "الآن، وبعد 7 سنوات من رحيل الديكتاتور، همّ التونسيون إلى الشوارع ردًا على برنامج التقشف وارتفاع الأسعار. وقُتِل ما لا يقل عن متظاهر واحد واعتُقِل المئات في مواجهات اتسمت بالعنف أحيانًا".
واندلعت الاحتجاجات في تونس، أول يناير الجاري، بسبب غلاء الأسعار ورفع الضرائب في قانون الميزانية لهذا العام.
واعتقلت السلطات، الثلاثاء، أربعة رجال لرميهم قنابل حارقة على مدرسة يهودية. وأوضحت وزارة الداخلية أن الهجوم لم تكن له دوافع دينية، بل إن المتهمين استغلوا الاضطربات "لزرع الفوضى".
واتهمت الحكومة المُعارضة و"مثيري الشغب" بتأجيج الاضطرابات، وهو ما تنفيه المعارضة. وتعهّدت بعدم التراجع عن إجراءات التقشف، التي اتخذتها استجابة لشروط المؤسسات المالية الأجنبية المانحة للقروض.
وتضمنت إجرءات التقشف التي اتخذتها الحكومة رفع سعر الوقود وبعض السلع الأساسية، ورفعت الرسوم على السيارات والمكالمات الهاتفية والانترنت والخدمات الفندقية وغيرها.
وتابعت الجارديان: "قد ينظر البعض إلى تونس باعتباره بلدًا صغيرًا، فقيرًا في النفط أو ذي كثافة سكانية قليلة للغاية بما لا يسترعي اهتمامًا كبيرًا. ولكن منذ عام 2011، تفوّق هذا البلد على جميع الدول العربية الأخرى في بناء مؤسسات ديمقراطية واعتماد دستور ليبرالي. وفاز ساسة تونسيون بجائزة نوبل للسلام عام 2015، لأنهم أحدثوا تغييرًا سياسيًا دون عنف".
وأشارت إلى أن المكاسب الديمقراطية التي جنتها تونس لم تتحقّق بسهولة كما أنها ليست مضمونة؛ إذ فشلت الحكومات المتعاقبة في تحقيق هذا النوع من النهضة الذي يصبو إليه التونسيون من كل حكومة مُنتخبة. فضلًا عن أن اقتصادات شمال أفريقيا باهتة، غير قادرة على خلق فرص عمل كافية. ومع ضرب السياحة في تونس جراء الهجمات الإرهابية، اضطرت البلاد إلى اقتراض 2.9 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، مقابل دفع أسعار الفائدة التي لا تحظى بشعبية مع الدفع بخفض الإنفاق.
ولفتت "الجارديان" إلى أن الإنجازات التي تحقّقت في تونس منذ ثورة الياسمين عام 2011 جاءت جميعها سياسية، وأبرزها التوفيق بين المعارضين المتناحرين وإدماج حزب النهضة الإسلامي. وهذا الإنجاز ليس بالصغير في دولة عُرِفت على مدى 22 عامًا بأنها "دولة بوليسية". وفي 2013، قررت حركة النهضة، من أجل البقاء، حل الائتلاف الحاكم بعد تنامى الغضب الشعبى بشأن الثغرات الأمنية وعدم الاستقرار الاقتصادي، في خطوة حالت دون وقوع مواجهات بين الإسلاميين والعلمانيين.
وأصبح العلمانيون التونسيون فى السلطة ويواجهون الاحتجاجات الآن. وبات حزب النهضة جزءً من "حكومة تلعب بالنار في حفرة جافة من عدم المساواة والكسب غير المشروع"، بحسب تعبير الصحيفة.
واختتمت الصحيفة مقالها بالقول: "في تونس أسقط الشارع العربي ديكتاتورًا. والآن يُمكنه أن يطيح بالديموقراطيين أيضًا".
فيديو قد يعجبك: