حيدر العبادي.. رجل المهام الصعبة مرشحاً برلمانياً (بروفايل)
كتبت – إيمان محمود:
4 سنوات كانت كافية ليثبت خلالها حيدر العبادي، قدرته على إدارة شئون العراق. استطاع إعادة بناء الجيش، وهزيمة أقوى تنظيم إرهابي في العالم، "داعش"، بعدما أنهى الانقسامات في صفوف العراقيين.
الإنجازات السياسية والعسكرية لـ"عبادي"، دفعته لإعلان خوضه الانتخابات البرلمانية المُقبلة، وتشكيل ائتلاف "النصر والإصلاح"، داعياً الكيانات السياسية للانضمام لائتلافه الوطني العابر للطائفية.
ودائمًا ما نادى حيدر جواد العبادي، (مواليد بغداد 1952)، بوحدة الشعب العراقي وتماسكه من أجل هزيمة داعش، وهو ما استطاع القيام به من خلال التنسيق مع الحشد الشعبي وقوات البيشمركة الكردية، للتحالف مع الجيش العراقي في المعارك ضد تنظيم أبوبكر البغدادي.
وعلى وقع استفتاء انفصال كردستان العراق في العام الماضي، استطاع أن يحتوي الأزمة، ويحول دون تقسيم الأراضي العراقية، بالتضييق على الأكراد وحصار الإقليم، واستعادة السيطرة على حقول النفط والمناطق المُتنازع عليها، لتقترب الأزمة من النهاية.
حصل "العبادي" على بكالوريوس الهندسة الكهربائية من الجامعة التكنولوجية في بغداد عام 1975، ثم عمل معيداً في قسم الهندسة الكهربائية، كما سجل عام 2001 براءة اختراع في لندن لعمله في مجال النقل السريع "سنكروريل" باستخدام تكنولوجيا حديثة، باعتماد أطروحته لشهادة الدكتوراه في جامعة مانشستر اللندنية عام 1980، حيث بقي فيها، ولم يعد إلى العراق إلا بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003.
وبعد عودته إلى العراق؛ عُيّن وزيرًا للاتصالات في العام 2003، حيث أشرف على إعمار البدالات التي دمرت إبان الحرب، وإعادة خدمة الهواتف الأرضية في وقت قياسي، وفي فترة توليه الوزارة توسعت خدمة الإنترنت بشكل سريع كما ابتدأت أول خدمة للهاتف اللاسلكي.
وفي بداياته السياسية، انضم الى حزب الدعوة الإسلامية عام 1967 بعد نكسة يونيو، وكان عمره آنذاك خمسة عشر عامًا، وتدرج في المناصب ليصبح عضوًا للقيادة التنفيذية لحزب الدعوة الإسلامية، وكان مسئولا عن تنظيماته في بريطانيا عام 1977، ثم تدرج في المناصب داخله إلى أن أصبح متحدثا باسم الحزب في المملكة المتحدة والخارج، خصوصا لوسائل الإعلام الأجنبية.
وتولى "العبادي" منصب رئيس لجنة الاستثمار والإعمار في مجلس النواب، كما أصبح في عام 2005 مستشارًا لرئيس الوزراء، وتولى عددًا من الملفات مثل المنسق العام لمدينة تلعفر، ومهمة التنسيق مع الأمم المتحدة في شئون المهجرين العراقيين.
كما تولى مهمة التنسيق مع الأمم المتحدة حول المهجرين العراقيين جراء الأعمال الإرهابية، مع متابعة مؤسسة المعلوماتية لوضع المقاييس لها وللحاسبات الرقمية في العراق.
وانتخب في العام التالي عضوًا في البرلمان حيث تولى ما بين عامي 2006 و2010 رئاسة لجان الاقتصاد والاستثمار وإعادة الإعمار ثم اللجنة المالية.
دخل اسم العبادي فجأة كمرشح لرئاسة الوزراء إثر أزمة رفض الكتل السياسية إعطاء ولاية ثالثة لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، ورفض الكتل داخل التحالف الوطني، أمثال التيار الصدري وكتلة المواطن التي تمثل المجلس الإسلامي الأعلى تقديم المالكي مرشحًا عن التحالف لهذا المنصب.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أن العبادي تولى منصب مسئول المكتب السياسي في حزب الدعوة خلفاً لإبراهيم الجعفري، الذي أُبعد قبل سنوات عن منصب رئيس الوزراء، ورشح بدلًا منه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. وانشق الجعفري على إثر ذلك عن حزب الدعوة، وشكل تيار الإصلاح الوطني.
وتسلم حيدر العبادي منصب النائب الأول لرئيس البرلمان، عام 2014، وهو العام ذاته الذي اختير فيه لشغل منصب رئيس وزراء العراق.
فيديو قد يعجبك: