إعلان

هآرتس: مايك بنس غير مُرحب به في فلسطين

12:17 م الخميس 18 يناير 2018

نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس

كتبت- هدى الشيمي:

ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس ليس موضع ترحيب في الأراضي المحتلة، وأن الفلسطنيين لن يقابلوه بالاحتفاء المعهود خلال زيارته لإسرائيل في 22 يناير الجاري، في إطار جولته بالشرق الأوسط والتي تتضمن زيارات مصر والأدرن.

وقالت زها حسن، المحامية بحقوق الإنسان وزميلة ببرنامج الشرق الأوسط في مؤسسة أمريكا الجديدة، في مقال رأي نُشر بالصحيفة الإسرائيلية أمس الأربعاء، إن الفلسطنيين يستخدمون كلمتي "أهلا وسهلا" للترحيب بالضيوف، إلا أن هذه الكلمات لن تُوجه لبنس، والذي يزور المواقع المقدّسة في شرق القدس المُحتلة الأسبوع المُقبل.

وأشارت حسن إلى أن نظرة بنس المليئة بالاعجاب التي نظر بها إلى ترامب خلال إعلانه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ومطالبته لوزارة الخارجية بنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة، مازالت عالقة في ذهن كل فلسطيني.

ونقلت الكاتبة الفلسطينية عن سجلات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "اوتشا" أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت حوالي 14 فلسطينيًا وتسببت في إصابة أكثر من 3600 أخرين في الفترة ما بين 6 ديسمبر و31 من الشهر نفسه، وذلك إما عن طريق استنشاقهم للغاز، أو لاصابتهم بالرصاص المطاطي والحيّ.

خلال الحملة الانتخابية، تقول حسن إن بنس روّج لنفسه على أنه البطل المُدافع عن حقوق المسيحيين في الشرق الأوسط الذين يعانوا من العنف والتطرف. وفي نفس الوقت ظهر في إعلانات كانت موجهة إلى الإمريكيين الذين يعيشون في المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية، وقال لهم إن "حرب إسرائيل هي حرب أمريكا، وقضيتها هي قضية أمريكا".

وترى الكاتبة الأمريكية أن الاعتراف بفضل نائب الرئيس في التحول الكبير الذي شهدته السياسة الخارجية الأمريكية بعد الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل لن يكون عادلا، بيد أن بنس، مثل كل نائب جيد يريد يومًا ما أن يكون رئيسًا، يحاول التقرب من أنصار ترامب الإنجلييين.

وفي حقيقة الأمر، تقول حسن إن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لم تكن إحدى مهام بنس، ولم يكن أمرًا دينيا بالمرة، ولكنه كان أمرًا دنيويا بحت، إلا أن السياسيين الأمريكيين استخدموا الكتاب المقدس والنبوءات القديمة لجعل الأمر سائغا، وأكثر تقبلا.

ووفقا للكاتبة الفلسطينية، فإن أوضاع السياسة الداخلية في أمريكا قبل إعلان ترامب لقراره يجب أن توضع في الاعتبار عند التفكير في هذا الأمر، ففي 1 ديسمبر بدأ تحقيقًا خاصًا في مزاعم تورط روسيا في الانتخابات الأمريكية رأسه روبرت مولر، والذي اعترف له مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق، بتضليله للتحقيقات الخاصة بهذا الشأن، كما حقق مولر مع دونالد ترامب الابن، وجاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط وزوج ابنته.

إلا أن سحب القدس من على طاولة المفاوضات، وقتل حل الدولتين لن يكونا كافيين لاشباع جوع مؤيدي ترامب وبنس، ولن يُرضي المتبرعين لهما، ولكنه سيقضي على الفلسطين، وعلى تاريخهم، وحقوقهم.

وبعد رفض الفلسطنيين وبعض الدول العربية والأوروبية لقرار ترامب، قررت الإدارة الأمريكية تقليص مساعدتها لمنظمة الأونرا "وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى"، وحجب 65 مليون دولار عنها من المساعدات والتي تجاوزت عام 2013 مبلغ 130 مليون دولار أمريكي.

وترى حسن أن ترامب لا يفهم أن اللاجئين الفلسطنيين وحقوقهم الشرعية لا يمكن أن تختفي ببساطة بتقليص المساعدات أو تدمير منظمة الأونروا، موضحة أن افعاله الأخيرة ستكون سببًا في زيادة فقر العائلات الفلسطينية، والأردن ولبنان وسوريا، وقد يتسبب في حدوث مجاعة، وتسرب حوالي نصف مليون طفل من التعليم.

وتؤكد أن أفعال ترامب "القاسية" وقصر نظره لن يلحقاان الضرر بالدول التي تستضيف اللاجئين الفلسطنيين وحسب، بل أنه سيتمد في جميع أنحاء المنطقة وخارجها.

وللأسباب السالف ذكرها، تقول الكاتبة إن بنس عليه أن يسامح الفلسطينيين، مُسلمين ومسيحيين، لعدم ترحيبهم به في وطنهم، وداخل كنائسهم ومساجدهم، وعندما لا يظهرون له كرم ضيافتهم ودفئهم المشهورين به.

وتابعت: "فهم الآن يحاولون النجاة، ويقاومون احتلالاً عسكريًا، والذي يدعمه بنس، ويتعامل معه على أنه قضيته وحربه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان