هل يشهد عام 2018 إحلال السلام في سوريا؟
كتبت – إيمان محمود:
عام جديد تدخله سوريا دون انتهاء الحرب التي تعانيها، منذ أكثر من ست سنوات متتالية، في ظل استمرار محادثات من أجل تطبيق الحل السياسي في جنيف، وأخرى في أستانة لفرض مناطق آمنة وإنهاء المعاناة الإنسانية للمدنيين السوريين، دون أن يسفر أي منهما عن نتيجة إيجابية ما تنهي معاناة السوريين.
لم يحل العام الجديد بالأمل في حل الأزمة؛ إذ يرى سياسيون سوريون أن الأزمة لم تنتهِ هذا العام، ولن تشهد سوى مزيد من المماطلة والتعنت من كافة أطراف الصراع.
الكاتب تيسير النجار، رئيس الهيئة العامة السورية لشؤون اللاجئين في مصر، قال إنه لا يتوقع انفراجة في الأزمة السورية، في ظل "غطرسة ولف ودوران" الحكومة السورية برئاسة بشار الأسد وحليفته روسيا، على حد قوله.
وأوضح "النجار"، في تصريحات لمصراوي، أن روسيا لا تريد الحل السياسي في جنيف، ولذلك اقترحت مؤتمر سوتشي ليكون تحت رعايتها والتي اشترطت من خلاله عدم مناقشة بقاء بشار الأسد في الرئاسة، الأمر الذي رفضته المعارضة السورية، وبالتالي لم يتم التوصل إلى حل سياسي للأزمة.
وتسعى روسيا لعقد مؤتمر للحوار الوطني السوري بين أطراف معارضة والحكومة السورية، في مدينة سوتشي، لكنها اشترطت عدم الحديث عن رحيل الأسد والذي يُعد مطلباً أساسياً لأغلب فصائل المعارضة، ما أسفر عن إعلان عدد كبير منهم مقاطعة المؤتمر، متهمين روسيا بمحاولة إفشال محادثات جنيف برعاية الأمم المتحدة.
وعلى المستوى العسكري الداخلي؛ استبعد أن تصل الخلافات بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" حول الأراضي التي سيطرت عليها، إلى شن الجيش السوري حرباً للسيطرة على تلك الأراضي، قائلاً إن الأمر يتوقف على الولايات المتحدة التي تدعم قوات "قسد".
وتُسيطر قوات "قسد" المدعومة من الولايات المتحدة، على أكثر من 25 في المئة من مساحة الأراضي السورية، ضمنها مدينة الرقة التي تسابقت مع الجيش السوري للسيطرة عليها، لكن الرئيس السوري أكد مرارًا على أنه سيستعيد هذه الأراضي من القوات التي يعتبرها "خائنة".
ويأمل فراس حاج يحيى، الحقوقي السوري وعضو الائتلاف الوطني المعارض، حدوث انفراجة في العام الجديد، يتمخض عنها انتقال سياسي، لكنه في الوقت ذاته استبعد حدوث تلك الانفراجة، وأن يشهد عام 2018 استكمال المعارك الجارية، قائلاً "لست متفائلاً كثيراً".
وقال "يحيى"، في تصريحات لمصراوي، إن الأزمة لن يحدث بها أي تقدم في ظل تعنت الحكومة السورية وحليفاها الإيراني والروسي، وعدم جديتهم في الحل السياسي.
وعلى الصعيد العسكري؛ أكد "يحيى" أن الجيش السوري لن يترك لقوات سوريا الديمقراطية الأراضي التي سيطرت عليها، وبالتالي فالحرب بينهما قادمة لا محالة.
أما السفير رياض السنيح، القائم بأعمال السفير السوري في مصر، فأكد لـ"مصراوي" أن العام الجديد لن يحمل أي جديد لحل الأزمة السورية، قائلا: "لا أتوقع أي شيء جديد".
الثورة الإيرانية والأمل السوري
الكاتب السوري تيسير النجار توقع أن تظل الأزمة السورية هذا العام دون جديد، لكنه أشار إلى الانتفاضة في إيران على أنها الأمل الذي من الممكن أن يغير اتجاه الأزمة السورية عن مسارها الحالي.
ويرى "النجار" أن الأمل الوحيد أن ينجح الشعب الإيراني في إسقاط النظام الحالي، والذي يمكن أن يغير وجه الأزمة في سوريا، حيث سينسحب المقاتلون التابعون لإيران من الأراضي السورية، مشيراً إلى أن المعارضة الإيرانية لا تؤيد الرئيس السوري بشار الأسد بل يطالبون النظام الإيراني بالخروج من سوريا.
فيما أكد فراس حاج يحيى، أنه إذا نجحت الثورة الإيرانية في إسقاط النظام الإيراني الحالي سيتغير وجه الحياة في سوريا، بل في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، على حد قوله.
وأوضح "يحيى" أن إيران لها 60 ألف مقاتل داخل الأراضي السورية، وبالتالي سقوط النظام الإيراني سيجبر نظام بشار الأسد بقبول الحل السياسي والتفاوض في جنيف.
وتشهد إيران منذ حوالي أسبوع انتفاضة مستمرة، إذ عبّر آلاف المتظاهرين عن عدم رضائهم من الأوضاع الاقتصادية في إيران، وغضبهم من الحكومة الإسلامية التي تحكم إيران منذ عام 1979، وندد المتظاهرون بالتطورات الأخيرة التي أجرتها الحكومة، سواء اقتصاديًا أو بخصوص تدخلاتها الإقليمية في بعض دول المنطقة.
فيديو قد يعجبك: