مقتل ثلاثة مدنيين بتفجير قنبلة في سوق مزدحم في جنوب تايلاند
تايلاند - (أ ف ب):
قتل ثلاثة مدنيين وجرح 24 آخرون صباح الاثنين في انفجار دراجة نارية مفخخة في سوق مزدحم في جنوب تايلاند الذي يشهد تمردا في اول هجوم من نوعه على "هدف سهل" في المنطقة ذات الغالبية المسلمة بعد أشهر من الهدوء.
ويشهد جنوب تايلاند المحاذي لماليزيا والمتنوع ثقافيا واتنيا تمردا ضد النظام في البلاد ادى منذ العام 2004 الى مقتل سبعة آلاف شخص معظمهم من المدنيين.
وبلغت حصيلة الضحايا في 2017 جراء التمرد 235 قتيلا هي الاقل في 13 عاما من النزاع، وذلك مع تقدم مفاوضات السلام وتعزيز الجيش التايلاندي حصاره على المنطقة الجنوبية.
لكن القنبلة التي استهدفت الاثنين سوقا في بلدة يالا التي يقصدها البوذيون والمسلمون قد تشير الى عودة المتمردين لاستهداف المدنيين.
وعثر على جثتين بين بقايا دراجات نارية محترقة وحطام اكشاك تناثرت في احد الازقة الضيقة في السوق حيث وقع الانفجار.
وقال شرطي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان "المشتبه بهم ركنوا الدراجة النارية امام كشك يبيع لحم الخنزير في وسط يالا (...) وانفجرت بعد عشر دقائق". واضاف "قتل ثلاثة مدنيين. إنه اول هجوم كبير في وسط بلدة يالا في سنتين".
وقال مسؤول في مستشفى في يالا ان اثنين من القتلى بوذيان -- والثالث مسلم -- وان 24 شخصا جرحوا.
ولم يتضح على الفور ما اذا كان التفجير يستهدف كشك بيع لحم الخنزير وزبائنه البوذيين، ام مصادفة.
واكد ناطق باسم الجيش في المقاطعة الحصيلة. ووجه اصابع الاتهام الى "متمردين" قائلا ان تفخيخ الدراجات النارية يشبه اسلوب عملهم.
وقال براموت برون-ان ان "التفجير يثبت ان المتمردين لا يتوقفون عن محاولة تدمير الارواح والممتلكات عشوائيا" مضيفا ان الهجوم يهدف الى تقويض الامل في "النظام الامني للدولة".
- اشارات لأمور ستحدث -
تواجه تايلاند التي استعمرت الجنوب حيث تعيش اتنية المالايو منذ ما يقارب القرن، متمردين يسعون الى مزيد من الحكم الذاتي، لكن النزاع بلغ اعنف مراحله العام 2004.
وتتهم منظمات حقوقية المتمردين وقوات الامن التايلاندية على السواء بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان على نطاق واسع، فيما المدنيون عالقون بين الطرفين.
ونادرا ما تعلن خلايا المسلحين المسؤولية عن الهجمات أو تتحدث الى وسائل الاعلام.
وخلاياهم التي تعمل من مناطق نائية والحدود الماليزية التي تنتشر فيها الغابات، توقفت عن استهداف المدنيين ومنهم الاساتذة واشخاص آخرين يعتبرون متعاونين مع الدولة التايلندية.
ولم تفض محادثات مستمرة منذ سنوات بين الدولة التايلاندية ومجموعة تقول إنها تمثل المتمردين الى نتيجة.
لكن تراجع وتيرة اعمال العنف مؤخرا اعتبر مؤشرا على بناء الثقة بين الطرفين -- رغم ان مجموعة التمرد الرئيسية، الجبهة الثورية الوطنية، تبرأت من المحادثات.
ويمكن ان يسجل هجوم الاثنين انعطافة جديدة في التكتيكات المتبعة.
وقال دون باثان المحلل المستقل في تايلاند لوكالة فرانس برس "اذا كان هذا من عمل المتمردين، فانه اشارة لأمور ستحدث ورسالة قاسية الى السلطات بانهم سيعمدون الى ضرب الاهداف السهلة".
وتكهن باثان ان يكون تفجير الاثنين "ردا انتقاميا" على حادثة معينة في نزاع يشهد عمليات متبادلة بين المتمردين وقوات الامن. لكنه اضاف انه"في السنوات الاخيرة لم يستهدف المتمردون المدنيين مباشرة (...) هذا (التفجير) يثير قلقا كبيرا".
في مايو الماضي انفجرت سيارة مفخخة في اقليم باتاني المجاور مما ادى الى جرح عشرات الاشخاص.
وكثيرا ما يسقط قتلى من عناصر الجيش والشرطة ومسؤولون محليون في كمائن وعبوات ناسفة تزرع تحت طرق ريفية.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: