إعلان

بعد القصف التركي.. لماذا لم تلقَ "عفرين" تعاطفاً مثل حصار حلب؟

07:24 م الإثنين 22 يناير 2018

كتبت – إيمان محمود:

قبل أيام، أقدمت تركيا على قصف منطقة "عفرين" الواقعة قرب حدود سوريا مع أنقرة، في عملية أسمتها "غُصن الزيتون"، ضد القوات الكردية المتمركزة في تلك المنطقة بموافقة روسية إيرانية.

وقابلت العملية العسكرية التركية صمتاً مُطبقًا حيال مدينة عفرين الواقعة في محافظة حلب، ربما اختلف رد الفعل هذا عن الهجمات الأخرى التي شنتها كل من القوى المتصارعة في سوريا، وعلى رأسها مدينة حلب التي شهدت تعاطفًا واسعًا على مستوى العالم كله.

وفي أواخر ديسمبر من عام 2016، أعلنت القوات الحكومية السورية المدعومة بالطيران الروسي وميليشيات ‏موالية ‏مسلحة، السيطرة على كامل مدينة حلب بعدما دخلت المناطق ‏الشرقية التي ‏كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة بعد حصار دام عدة أشهر، أسفر عن خروج جميع المستشفيات من الخدمة‎، وقلة المواد الغذائية الأساسية اللازمة للمعيشة، بالإضافة إلى تعرض مناطق المدنيين لقصف يومي مُكثف.

ويرى السياسي السوري، ياسر الحلاق، أن الأوضاع في عفرين وحلب مختلفتان تمامًا، موضحاً: "في حلب كانت القوات الحكومية تشن الهجمات على المدينة المحاصرة بالطائرات الحربية والمتفجرات على أهداف مدنية، ما تسبب في قتل عدد كبير من المدنيين وتدمير المدينة".

وقال "الحلاق" لمصراوي، إن حلب المُحاصرة لم تكن تتمتع بأي طرق إمداد للمواد الضرورية للمعيشة، فكان الوضع الإنساني داخل المدينة مزرياً، دون غذاء أو دواء، بينما في "عفرين" الطائرات الحربية التركية تشن هجماتها على أهداف عسكرية أو مستودعات ذخيرة وليست أهدافًا مدنية على الإطلاق.

وتابع: "الجهة التي كانت تُسيطر في حلب هي جهة غير مُصنفة على قائمة الإرهاب –الجيش السوري الحر- أما في عفرين؛ فهناك قوة إرهابية وميليشيا انفصالية تهدف إلى تقسيم سوريا ولا تختلف عن تنظيم داعش الإرهابي".

كان الجيش السوري الحر المعارض لنظام الرئيس بشار الأسد، يسيطر على حلب منذ عام 2012، قبل أن ينتزعها الجيش السوري من سيطرة المعارضة تحت غطاء جوي روسي، ليسيطر عليها عام 2016.

الكاتب ورئيس الهيئة العامة للاجئين السوريين، تيسير النجار، يرى أيضا أن المعركة في "عفرين" ليست ضد مدنيين، وإنما ضد القوات التابعة لحزب العمال الكردستاني التركي "بي كا كا" الذي تعتبره أنقرة "إرهابياً"، مشيرًا إلى أنه لا يختلف كثيرا عن تنظيم داعش الإرهابي، سوى أن الأول يحمل أجندة انفصالية، والثاني يحمل أجندة إسلامية.

وأكد "النجار"، دعم أكراد سوريا، البعيدين عن تنظيم "بي كا كا"، ورغم أن أمريكا تدعم قوات سوريا الديمقراطية، إلا أنها لم تعترض على الحملة العسكرية التركية، ما أثار غضب الأكراد، على حد قوله.

وتعتبر تركيا أن قوات سوريا الديمقراطية جزءاً من حزب العمال الكردستاني، لكنها أكدت في بيان أصدرته منذ أيام، أنها ليست جزءاً منه، وأنها على استعداد التعامل مع دول الجوار ومن ضمنهم تركيا.

الاختلاف الأهم الذي لفت إليه "النجار"، أن أهل حلب دشنوا حملة تكشف ما يتعرضون له من قصف وحصار وجوع، ما ساهم بشكل كبير في كشف الأوضاع، وكسب التعاطف.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان