لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بلومبرج: "غصن الزيتون" مشكلة بوتين الجديدة في سوريا

12:22 ص الثلاثاء 23 يناير 2018

كتب - عبدالعظيم قنديل:

قالت شبكة "بلومبرج" الإخبارية الأمريكية إن العملية العسكرية التركية في شمال سوريا تُمثل مشكلة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ساعد نظيره السوري بشار الأسد في استعادة السيطرة على الكثير من الأراضي التي فقدها منذ بداية الحرب الأهلية السورية.

وبدأت تركيا السبت الماضي عملية عسكرية سميت "غصن الزيتون" في منطقة عفرين شمالي سوريا وكثفت القصف المدفعي والغارات الجوية على مواقع "وحدات حماية الشعب الكردية" التي تسيطر على المنطقة.

وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إضفاء الشرعية على حكم الأسد تواجه تحديًا واضحًا، منوهة أن روسيا كانت تخطط إلى نقل المعارك من ساحات القتال إلى المفاوضات والدبلوماسية.

يشار إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين أعلن، خلال زيارته لقاعدة حميميم الجوية في سوريا، الشهر الماضي، عودة "جزء كبير" من قوات بلاده المتمركزة في سوريا إلى روسيا.

وأضاف بوتين بقوله: "خلال عامين تمكنت القوات المسلحة الروسية، بالتعاون مه الجيش السوري بإلحاق الهزيمة بمعظم المجموعات القاتلة المكوّنة من إرهابيين دوليين".

ووفقًا لـ"بلومبرج"، من المتوقع أن يتحول مؤتمر "سوتشي"، والذي من المقرر عقده في 29 و30 يناير المقبل، إلى لقاء حلفاء النظام السوري بشار الأسد فقط، حيث تتخذ جماعات المعارضة المدعومة من الغرب موقف معادي من محادثات السلام التى تستضيفها روسيا.

"تصعيد كبير"

واعتبرت الشبكة الأمريكية أن الهجوم التركي على وحدات حماية الشعب الكرية شمالي غرب سوريا يهدد بفتح جبهة جديدة في صراع تحاول روسيا أن تنتهي منه، حيث ترى موسكو أن الأكراد السوريين الذين يسيطرون على مناطق كبيرة بالقرب من الحدود التركية، حليف محتمل وجزء أساسي من أي تسوية، في حين ينظر إليهم أردوغان باعتبارهم تهديد إرهابي ويتعهد بسحقهم.

وتعتبر تركيا قوات وحدات حماية الشعب جماعة "إرهابية" لصلتها القوية بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يسيطر على المناطق ذات الغالبية الكردية في سوريا.

ونقلت "بلومبرج" عن إيرينا زفياجيلسكايا، باحثة في شئون الشرق الأوسط بمعهد الدراسات الشرقية في موسكو قولها: إن "الأتراك يجعلون الامور أكثر صعوبة". وأضاف: "مايقوم به أردوغان يعرقل جهود دفع عملية السلام إلى الأمام، خاصة وأن التصعيد العسكري غير بناء ومن شأنه أن يضع روسيا في موقف دقيق".

وبحسب التقرير، عندما أرسل بوتين قواته إلى سوريا في عام 2015، توقع نظيره الأمريكي باراك أوباما أن ينتهي بهم المطاف في مستنقع، لكن ذلك لم يحدث، فقد نجحت روسيا في تحقيق هدفها الرئيسي بأقل قوة ممكنة وبدون خسائر فادحة، ولذا يشير المحللون إلى أنه مهما كانت الصعوبات التى يواجهها بوتين الآن، لكن الرئيس الروسي لم يدفع نفس فاتورة الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

ومع ذلك، لا يوجد مخرج سلمي يلوح في الأفق بين كافة الأطراف، لاسيما مع توغل تركيا والقرار الأمريكي بالبقاء في سوريا بعد هزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي.

وكانت هيئة التفاوض المنبثقة من المعارضة السورية توجهت الاثنين إلى موسكو، فى زيارة هى الأولى من نوعها تسبق حسم موقفها من المشاركة فى مؤتمر الحوار السورى المقرر فى سوتشى نهاية الشهر الحالي.

"القوات الأمريكية لن تغادر"

رسميا، هناك حوالي 2000 جندي أمريكي في سوريا، معززين بالمقاتلين الأكراد الذين يسيطرون على ربع البلاد، في الوقت نفسه أعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، في 14 يناير الماضي، أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يعمل على تشكيل قوة حدودية جديدة قوامها الكلي يقارب 30 ألف مقاتل، مهمتها حماية المنطقة الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والأكراد حاليًّا.

ورد الرئيس التركي أردوغان في خطاب ألقاه في أنقرة: "إن دولة نعتبرها حليفة تصر على تشكيل جيش إرهابي على حدودنا، ماذا يمكن أن يستهدف هذا الجيش الإرهابي غير تركيا؟ مهمتنا هي إنهاء هذه القوة قبل أن تولد حتى".

وبحسب "بلومبرج"، قال أيهم كامل، رئيس بحوث الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة أوراسيا إن الوجود الأمريكي هو "أحد أكثر القضايا زعزعة للاستقرار".

وذكر: "من الصعب جدا تصور أن حكومة الأسد ستقبل بمنطقة تسيطر عليها الولايات المتحدة على المدى الطويل، وحتى لو كان ذلك ممكنا، فإن حليف سوريا الرئيسى لن يوافق على الأرجح".

وتابع قائلًا: "إن النظام الإيراني سيدفع الأسد نحو الصدام''.

"مؤتمر سوتشي"

ومن المقرر أن ينعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة "سوتشي" الروسية يومي 29 و30 الشهر الجاري بحضور ممثلين عن الحكومة السورية ومختلف أطياف المعارضة.

وفي هذا الصدد، قال كامل: إن "روسيا على حق، توازن القوى يتحول بعيدا عن المعارضة المنفية التي تتخذ من تركيا مقرا لها والمملكة العربية السعودية"، مشيرًا أن جناحها المسلح لا يسيطر عمليا على أي إقليم داخل سوريا.

كما نقل التقرير عن مكسيم سوشكوف، المحلل في نادي فالداي الدولي التابع للحكومة الروسية، قوله إن روسيا ستسعى إلى فرض اتفاق في سوتشي ثم الحصول على موافقة رسمية في محادثات الأمم المتحدة بجنيف.

"نفس اللغز"

وأوضح التقرير أن القوى الغربية مازالت تمتلك أوراق رابحة في المشهد السوري، خاصة وأن سوريا بحاجة إلى مايقدر بنحو 300 مليار دولار لإعادة إعمارها بعد 7 سنوات من الحرب الأهلية، لافتة إلى أن ذلك يضع القيادة الروسية في موقف صعب.

وقال يوري بارمين، كبير محللي الشرق الأوسط في مجلس الشؤون الدولية الروسي: إن "روسيا لا تزال تتعامل مع نفس المعضلة وليس لديها أي فكرة عن كيفية حلها"، مضيفا "لا أحد يقول إن الحرب ستنتهي هذا العام وستستمر التسوية السياسية - فسوف يستغرق ذلك سنوات".

وكان القائم بأعمال نائب وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد ساترفيلد صرح، الخميس الماضي، أنه لن يكون هناك أي انتصار عسكري في سوريا دون تحقيق الانتقال السياسي بالبلاد.

ولفت ساترفيلد إلى أن "القوى الداعمة للنظام السوري، كروسيا وإيران، لا تمتلك القدرة على إعادة إعمار سوريا بدون الغرب".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان