افتتاحية الإندبندنت: الأتراك والأكراد سيندمون بعد معركة عفرين
كتب – محمد الصباغ:
قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية في افتتاحيتها الصادرة اليوم الثلاثاء، إن تركيا عرضت أمنها القومي للخطر بعدما بدأت المعركة في مدينة عفرين السورية قبل أيام، والتي تستهدف مجموعات مسلحة كردية تحارب في سوريا.
وأضافت أنه كان على السلطات في أنقرة طالما أدركت على مدار سنوات ماضية أن قضية الأكراد لا يمكن حلها إلا على المدى الطويل وعبر تسوية سياسية.
وقُتل جنديين تركيين في العملية العسكرية في المنطقة السورية، ومن المرجح أنهم لن يكونا الأخيرين في الحرب المندلعة بلا رحمة في المنطقة. وكتب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عبر صفحته بموقع تويتر: "لن نترك دماء شهدائنا على الأرض ومستمرون في معركتنا حتى نجتث جذور الإرهاب".
وقالت الصحيفة أنه لو نظرنا إلى التاريخ الحديث في سوريا والعراق، فإن هذه "المعركة" سوف تستمر لعقود قادمة.
منذ فترة ليست بالطويلة، خشى كثيرون من الأتراك أن يلتف تنظيم داعش نحو حدودهم الجنوبية المشتركة مع سوريا، ومن أن تكون قواتهم المسلحة غير قادرة على مواجهة بربرية وإرهاب التنظيم.
وتابعت الإندبندنت: "الآن، يبدو أن أنقرة واثقة من قوتها، ومن أن حلفائها روسيا وإيران، سيشجعونها على غزو سوريا. الهدف الظاهري هو القضاء على العناصر الإرهابية التي تتمركز في عفرين، وحدات حماية الشعب الكردية التي خلّصت نفسها من سيطرة داعش. وبالطبع هم تواقون لبناء دولة كردية انتظروها طويلا على أراضيهم في العراق وإيران وسوريا وتركيا."
وبحسب الصحيفة، ربما وجد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فرصته في إنهاء القضية الكردية، تحت غطاء الحرب الأهلية السورية والمعركة ضد داعش. وبمبادئ أردوغان الشعبوية ربما يكون النهج الذي اتبعه منطقيًا، حتى لو كان غير إنساني أو لا صلة له بالديمقراطية.
في المقام الأول، تغامر تركيا "بحماقة" اتفاق السلام الصامد لفترة طويلة بينها وبين الولايات المتحدة من خلال حلف الناتو. وخدم هذا الأمر تركيا جيدًا، وحمى استقلالها ومكنها من مواجهة المضايقات الروسية. وأظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طموحه في دول أوكرانيا وجورجيا ودول أخرى، وذلك في ظل مساعيه لتكون بلاده قوة عظمى مجددًا.
ربما يكون الرئيس بوتين أكثر سعادة بمساعدة أردوغان لسحق الأكراد، لكنه سيحتاج إلى شيء في المقابل.
وأضافت الافتتاحية بالصحيفة البريطانية أن الغزو التركي لسوريا سيصعد مستوى العنف ضد المدنيين الأتراك في الداخل وضد القوات التركية في الداخل والخارج.
وتابعت أن القضية الكردية ربما تتجه إلى استخدام العنف وبأي ثمن. وبالتالي فما يقوم به أردوغان أمر خطير وبه شيء من الغرور.
واختتم المقال بالإشارة إلى أن المعركة التركية في عفرين يهدد الجميع، وسوف يندم الشعب التركي والأكراد على حد سواء بعد هذه الخطوة من أردوغان.
فيديو قد يعجبك: