إعلان

كتاب إسرائيلي يكشف خطط الاحتلال لاغتيال عرفات

03:24 م الأربعاء 24 يناير 2018

الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات

كتبت- هدى الشيمي:

حاول مسؤولون إسرائيليون التخلص من الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في الثمانينات، وعكفوا على التخطيط لعملية اغتياله سنوات طويلة، للقضاء على أحلام الفلسطينيين بدولتهم المستقلة، بحسب ما كشفه كتاب إسرائيلي من المقرر أن يُنشر قريبًا.

وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء، إن "أرييل شارون"، خلال توليه لوزارة الدفاع الإسرائيلية، أمر جيش الاحتلال بإسقاط طائرة ركاب بعد تأكدهم من وجود عرفات على متنها، مع علمه بوجود حوالي 30 طفلا فلسطينيا مُصابا من الناجين من مذبحة صبرا وشاتيلا بين ركابها.

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن الكتاب الذي ألفه الصحفي الإسرائيلي "رونين بريجمان"، قوله إن شارون ألغى عملية الاغتيال، والذي استوحى منها صنّاع فيلم " The Manchurian Candidate" التيمة الرئيسية للأحداث.

وكشف الصحفي الإسرائيلي عن بعض الأجزاء من كتابه في مقال نشره بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، وقال إن جهاز الموساد الإسرائيلي كان المسؤول عن تنفيذ العملية العسكرية، وكانوا يحاولون استغلال الثغرات الأمنية في مطار أثينا، وانتظر العملاء (المكلفين بتنفيذ المهمة) عرفات في المنطقة التي من المفترض أن تهبط بها الطائرات الخاصة.

وبحسب الكتاب فإن الفريق "رافائيل إيتان"، رئيس هيئة الأركان السابق، أصدر أمرا للطائرات الإسرائيلية بملاحقة الطائرة التي كانت تقل عرفات، بهدف إسقاطها.

وزعم الكاتب الإسرائيلي أن "إيتان" شدد على الطيارين عند إقلاعهم من مطار أثينا بألا يطلقوا النار بدون موافقته. وقال رئيس الأركان السابق: "حتى إذا حدثت مشاكل في الاتصال، إذا لم تسمعوا أمر إطلاق النار مني مباشرة فلا تنفذوا العملية"، بيد أن الأمر لم يصدر مُطلقا، بعدما اكتشفت السلطات الإسرائيلية أن عرفات لم يكن على متن الطائرة، وكان شقيقه الأصغر أحد ركابها.

وذكر الصحفي الإسرائيلي، في كتابه المرتقب، أن الطائرات الإسرائيلية (إف 16، وإف 15) كانت على أهبة الاستعداد لشن هجوم على عرفات طوال الفترة من نوفمبر 1982، وحتى يناير 1983.

وكتب بريجمان أن الطائرات الإسرائيلية حاولت خمس مرات تقريبا تفجير طائرات ظنت أن عرفات على متنها، إلا أنها تراجعت بعد اكتشافها أنه لا يوجد بداخلها.

وكادت الطائرات الإسرائيلية تفجر طائرة كانت متجهة من عمّان إلى تونس، قبل أن يكتشفوا في اللحظة الأخيرة أن عرفات لا يوجد بداخلها، فألغوا العملية، وكذلك أوشكوا على تفجير طائرة بوينج 707 شكوا أن الزعيم الفلسطيني أحد ركابها.

"اقتلوهم جميعًا"

ووفقا للكتاب الجديد، فإن "إيتان" أصدر أوامره بقتل كافة أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية، بعد تنفيذها معركة نهاريا عام 1979، والتي تسبب في مقتل 4 مستوطنين إسرائيليين بينهم طفلة إسرائيلية ووالدها وشرطي.

وعندما تولى إرييل شارون وزارة الحرب الإسرائيلية عام 1981، أحدث تغيرات في خطة الاغتيال، واقترح أفكارًا جديدًا من بينها خطة لتفجير استاد بيروت خلال حضور القيادة الفلسطينية لحدث كان من المقرر أن يُقام هناك.

إلا أن هذه الخطة لم تلق رواجًا بين قادة الجيش الإسرائيلي، وحذر أحد الضباط، مناحم بيجن، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، من خطورتها، قائلا: "لا يمكن تنفيذ عملية اغتيال في استاد، سينقلب العالم كله علينا".

ومع ذلك، لم يتردد شارون، وبعد غزو جنوب لبنان عام 1982، عمل على خطة جديدة من شأنها إجبار الفلسطينيين على النزوح إلى الأردن، ما يقضي على أحلامهم ومطالبهم بتأسيس دولة مستقلة في الضفة الغربية، وكان عنصرها الرئيسي اغتيال عرفات.

"السمك المملح"

وقال بريجمان في كتابه إن "إيتان" وغيره من القادة العسكريين خططوا جيدًا لتنفيذ عملية الاغتيال، وأطلقوا عليها اسم "السمك المملح" كاسم سري.

وتابع: "اعتقد أن اغتيال عرفات كان بإمكانه تغيير التاريخ، لأنه لم يكن قائدًا فلسطينيًا فقط، ولكنه كان بمثابة مؤسس الدولة الفلسطينية، وقتله سيحدث صراعات كثيرة في المنطقة".

وحاول الفريق المسؤول عن تنفيذ عملية "السمك المملح" تنفيذ عمليات في بيروت، فتعقبوا الصحفي الإسرائيلي "أوري أفنيري" في رحلته إلى لبنان لمقابلة عرفات، لكي يعرفوا مكانه ويتخلصوا منه، ولكنه نجا.

وأرجع عوزي دايان، قائد عملية السمك المملح، نجاة عرفات من عمليات الاغتيال إلى حسن حظه. كما أعرب القائد الإسرائيلي عن رفضه لقتل مدنيين من الجانبين خلال تنفيذ عملية الاغتيال.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان