الجارديان: لا أحد يعرف كيف ستنتهي الحرب بسوريا بعد الغزو التركي
كتب - عبدالعظيم قنديل:
خصصت صحيفة "الجارديان" البريطانية افتتاحية عددها، الخميس، للحديث عن العملية العسكرية التي تنفذها القوات التركية داخل سوريا، والمعروفة باسم "غصن الزيتون".
واعتبرت الافتتاحية الهجوم التركي على جيب عفرين الكردستاني مرحلة جديدة غير مرحب بها في الحرب الأهلية السورية التي دامت سبع سنوات، ولكنه كان أمرًا متوقعا على نطاق واسع.
كما أبدت الصحيفة البريطانية اندهاشاً من الاسم الذي أطلقته الحكومة التركية على الهجوم، قائلة: إن "المفاجأة الوحيدة هي اسمها غير المناسب "عملية غصن الزيتون".
وذكرت الافتتاحية أن نفور أنقرة من احتمال قيام دولة كردية مستقلة واضح منذ أمد طويل، مضيفة أنه بينما تتابع أطراف متعددة مصالحها في سوريا، يستمر المدنيون في دفع فاتورة الثمن.
وانتقدت الصحيفة البريطانية تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها الأكراد بعد انهيار تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكدة أن واشنطن اعتمدت على مبدأ "عدو عدوي هو صديقى" على المدى القصير ولكنه ليس التزامًا طويل الأجل.
وحسب الافتتاحية، فى ضوء عدم اهتمام تركيا فى مساعدة الولايات المتحدة في حربها ضد دولة الخلافة المزعومة، ولذا سمحت أنقرة على مضض بتفاقم الأزمة في ظل تقارب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جانب وقوات حماية الشعب الكردي من جانب آخر، ولكن مع انهيار "داعش" في سوريا والعراق عادت الأوضاع إلى نقطة البداية من جديد.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الأكراد كانوا يأملون في خضوع المنطقة المتاخمة للحدود الشمالية الغربية مع تركيا تحت سيطرتهم، ويعتقدون أن إسهامهم في الحرب ضد تنظيم "داعش" عززت من قضيتهم لإقامة منطقة حكم ذاتي داخل سوريا "الفيدرالية"، لافتة إلى أن عداء تركيا لهذه الطموحات الإقليمية قد تأثر كثيرًا برعاية الولايات المتحدة لتلك الجماعات المسلحة.
ووصفت الافتتاحية تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون حول بقاء القوات الأمريكية في سوريا إلى أجل غير مسمى بـ"القشة التي قصمت ظهر البعير"، لاسيما أن ذلك من شأنه أن يقدم بشكل فعال ضمانة عسكرية للأكراد في ضوء مخاوف تركيا على مواطنيها من أكراد سوريا، والذين يشكلون ذراعاً لحزب العمال الكردستاني المحظور في الداخل التركي.
ووفقًا لـ"الجارديان"، تبقى أهداف السياسة الأمريكية في سوريا واضحة، وهي ملاحقة فلول "داعش" في المناطق المحررة، والحفاظ على نفوذها في المنطقة، ومقاومة محاولات موسكو لإقامة طويلة الأمد، ولذا عززت واشنطن الضغط من خلال تحميل موسكو مسؤولية الهجمات الكميائية على المدنيين.
وشددت الافتتاحية على أنه على الرغم من الاختلافات المتعددة مع أنقرة، خاصة بعد الانقلاب الفاشل عام 2016، ورفض واشنطن تسليم "فتح الله جولن" إلى تركيا، لكن الإدارة الأمريكية بحاجة إلى الحفاظ على حليف الناتو إلى جانبه.
تركيا وايران تشاركان في الجهود الدبلوماسية التي يرعاها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الشهر، والتي تخشى الدول الغربية أن تستخدم للإطاحة بعملية الأمم المتحدة والتوصل إلى صفقة تترك الأسد في مكانه، وفق الصحيفة البريطانية التي أوضحت أن علاقة أردوغان وبوتين هي أفضل من أي وقت مضى.
وتختتم الافتتاحية بالقول: إن "الرسائل المختلطة والمتناقضة من الإدارة الأمريكية تجعل الأمور أكثر سوًءا، ولكن المشكلة الكامنة وراء ذلك هي أن العديد من الأطراف تسعى إلى تحقيق طموحات معقدة ومتضاربة. وفي حين أن الولايات المتحدة وتركيا قد تصلان إلى اتفاق من أجل مصالحهم الخاصة، وتتزايد احتمالات التوصل إلى حل تقابلها على الأقل مخاطر من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة المكتظة بالصراعات، الجميع يتوقع أن يحدث ذلك.. لا أحد يعرف كيف ستنتهي".
فيديو قد يعجبك: