"خلية سرية ومؤامرات".. ماذا خلف الأبواب المغلقة لمكتب التحقيقات الفيدرالي؟
كتب - هشام عبد الخالق:
قال محلل شبكة "سي إن إن" الخاص بشؤون البيت الأبيض، كريس سيليزا، إن وسائل الإعلام المحافظة اشتعلت مؤخرًا بأحاديث حول تكوين "خلية سرية" داخل مكتب التحقيقات الفيدرالي، تهدف لتقويض رئاسة دونالد ترامب.
وأضاف سيليزا أن الخلية السرية ليست خيالًا، بل هي موجودة في الواقع، ويقومون بمؤامرة ضد الرئيس دونالد ترامب محاولين تشكيل قضية قوية ضده، قد تكون بمثل قوة فضيحة ووتر جيت الخاصة بالرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون.
وتساءل الكاتب: ما نسبة الواقعية في الحديث حول تلك "الخلية السرية"؟ وما مقدار نظرية المؤامرة المفترضة حول هذا الموضوع؟
بدأت القصة - كما يقول المحلل السياسي - بتبادل لرسائل نصية بين اثنين من كبار عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي هما بيتير سترزوك وليزا يبج خلال وبعد الانتخابات الرئاسية عام 2016، حيث كان سترزوك أحد المكلفين بالتحقيق في قضية استخدام هيلاري كلينتون لبريد إلكتروني خارجي، ثم كان عضوًا في فريق التحقيق الخاص بالمستشار روبرت مولر، والمكلف بالتحقيق في احتمالية تدخل روسيا في الانتخابات الماضية.
وتم استبعاد سترزوك من فريق مولر، بعد اكتشاف تبادله رسائل نصية مع بيج تظهر عدائيته لترامب، وذلك في تحقيق داخلي بعد أن ثبت تورطهما في علاقة رومانسية أيضًا.
وقال ممثل الحزب الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا، تراي جودي، يوم الاثنين الماضي في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، إنه قد رأى إحدى الرسائل النصية التي تبادلها العشيقان، وكانت بعد انتخابات نوفمبر الماضي بيوم واحد، وكانت الرسالة تقول: "ربما يكون هذا أول اجتماع للخلية السرية"، وتساءل جودي بعدئذ: "ماهي تلك الخلية السرية التي تحدثا عنها؟"
في نفس اليوم وعلى نفس القناة، قال نائب الحزب الجمهوري عن ولاية تكساس، جون راتكليف، شيئًا مماثلًا: "علمنا اليوم أن بعض المعلومات كانت في أعقاب انتخابات ترامب مباشرة، وهي أنه ربما كانت هناك خلية سرية من أعضاء وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي، يعملون ضد الرئيس المنتخب حديثًا في ذلك الوقت".
في اليوم التالي، قال جودي، على شبكة "فوكس نيوز"، إن راتكليف وجد نص الرسالة يوم الاثنين، مضيفًا أنه غير متأكد مما كان يشير إليه مصطلح "الخلية السرية".
وأشار النائب الجمهوري رون جونسون، على شبكة "فوكس" أيضًا، إلى أن عبارة "الخلية السرية" كان لها معنى محدد، مضيفًا أن "ما تعنيه دليل أكبر على وجود فساد، وليس مجرد تحيز، الفساد في أكبر صوره داخل الإف بي آي، مصطلح "الخلية السرية"، يعني أن لدينا مخبرًا يتحدث عن جماعة من الأشخاص يعقدون اجتماعات في مكان غير معروف."
وتابع التقرير: "ثم هذا الصباح - يوم الأربعاء - أبدا أن جونسون تراجعًا عن هذا الادعاء بشكل ما، حيث قال: كان مصدر كلمة "الخلية السرية" هو المحادثات بين سترزوك وبيج، وعندما رأيت تلك المحادثات لم أكن متفاجئًا، لأننا اللجنة التي يأتي إليها المبلغون عن المخالفات، لتتحدث عن جميع أنواع المشاكل في أنحاء الحكومة الاتحادية".
وعندما ضغط عليه مذيع شبكة فوكس، حول حديثه عن لقاءات سرية في مكان غير معروف، قال جونسون: "لقد سمعتُ من شخص ما تحدث إلى لجنتنا في الكونجرس، أن هناك مجموعة مكونة من أفراد داخل مكتب التحقيقات الفيدرالي تعقد اجتماعات سرية في أماكن غير معروفة".
وتساءل سيليزا: "أين البيت الأبيض من كل هذا؟"، في حين قالت سارة ساندرز المتحدثة الرسمية يوم الثلاثاء: "لم نناقش تكوين مجموعات سرية داخل الاف بي آي ولا أستطيع التحدث عن وجودهم أيضًا".
وكتب المحلل ما يعرفه عن تكوين خلية سرية في مكتب التحقيقات، وقال راتكليف إنه وجد بعض المحادثات بين سترزوك وبيج والتي استخدم فيها مصطلح "خلية سرية"، فيما يقول جونسون إن لديه مخبرًا تحدث عن وجود أماكن سرية يلتقي فيها أعضاء بمكتب التحقيقات بشكل سري.
وتابع، ما لا نعرفه يتمثل في الآتي:
- سياق الحديث عندما ذكر مصطلح "خلية سرية"، هل هي مزحة؟ إشارة إلى مجتمع سري حقيقي معادٍ لترامب؟ أم شيء غير متعلق بترامب على الإطلاق؟ نحن لا نعرف لأننا لم نرى الرسائل كاملة.
- من هو المخبر الذي تحدث عنه جونسون؟ هل هو شخص ناقم؟ أحد المخبرين الذين يمكن الوثوق بهم؟ شخص يلعب لعبة كبيرة بلا أدلة تدعم كلامه؟ أم أحد الأشخاص الذين يريدون تحقيق الخير؟
- هل كل اللقاءات التي تمت في أماكن سرية مرتبطة بالـ"خلية السرية" المذكورة في الرسائل؟ فمن المعقول للغاية أن يكون لدى الاف بي آي عددًا كبيرًا من المنازل والأماكن السرية التي يتم ترتيب اجتماعات فيها.
ويقول الكاتب: "اختصارًا للوقت، فما لا نعرفه أكثر بكثير مما نعرفه".
ويضيف: "تتصادف كل هذه الأمور والكشف عن تلك الخلية السرية المزعومة، مع إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي عن عدم إمكانية العثور على الرسائل النصية المتبادلة بين سترزوك وبيج في الفترة بين ديسمبر 2016 ومايو 2017، وهو وقت خطر للغاية طبقًا للجمهوريين، وتبيّن أيضًا أن الرسائل النصية لم تختفِ فقط من عند سترزوك وبيج، ولكن أيضًا من على واحد من كل 10 هواتف خاصة بأعضاء مكتب التحقيقات الفيدرالية.
وقال جودي، مع رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب بوب جودلاتيه، ورئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب ديفين نونيس، في بيان: "فقدان الرسائل النصية بين ديسمبر 2016 ومايو 2017، في فترة حرجة وسط التحقيق الذي يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالي الخاص بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، وكذلك تلك الوثائق الصادرة مؤخرًا تدفعنا للتساؤل عن مصداقية وموضوعية بعض الأشخاص في الاف بي آي.
وتابع المحلل السياسي في شبكة سي إن إن، "الخلية السرية" + اللقاءات في أماكن غير معروفة" + "خمسة أشهر من الوثائق المفقودة" تعني وجود "مؤامرة."
ويختتم الكاتب تحليله قائلًا: "لا شك أن تلك العناصر الثلاثة تحتاج لإلقاء مزيد من الضوء عليها، ولكن أن نفترض أنها "متصلة" أو "تدل على وجود مخطط معاد لترامب داخل المناصب العليا في مكتب التحقيقات الفيدرالي."
فيديو قد يعجبك: