لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صوت أمريكا: ثمن الربيع العربي الذي تدفعه الشعوب

04:44 م الخميس 25 يناير 2018

ارشيفية

كتبت - إيمان محمود:

منذ أكثر من مائة عام، لاحظ فريدريك انجلز، رفيق كارل ماركس، أن الثورات لها عادة سيئة في الانحراف إلى اتجاهات غير متوقعة، ففي الصباح التالي بعد قيام الثورة يُدرك الناس أن الثورة التي قاموا بها لم تكن مثل تلك التي كانوا يريدونها.

قالت إذاعة "صوت أمريكا" الأمريكية، إن كلمات الفيلسوف السياسي التي قالها في القرن التاسع عشر الميلادي، تبدو مناسبة تمامًا لما حدث في ثورات الربيع العربي؛ إذ بعد سبع سنوات من اندلاعها تحولت منطقة الشرق الأوسط رأسًا على عقب، لكن دون أن يلبي هذا التحول أي من آمال الثوار ولا الشعوب العاديين الذين يسعون إلى الهروب من الركود والفساد، كما أنه لم يحقق توقعات المتفرجين في الغرب.

وأضافت أنه وقتما احتفلت العواصم الغربية بالأحلام التقدمية الملهمة لكثير من الشباب العربي، تحولت الثورات في غضون شهور إلى حالة سيئة، مما أثار تفاؤل مؤيدي الحكام المستبدين الذين ثارت ضدهم الشعوب، إذ كانوا يعتقدون أن إجراء الانتخابات يمكن أن يؤدي إلى نتيجة أكثر استقرارًا من التي تنتج عن الثورات.

وتشير الإذاعة إلى التركيبة الديموغرافية لبلدان الشرق الأوسط، والتي كانت أحد أهم الأسباب في قيام الثورات، إذ قالت إن جميع البلدان تشترك في كونها تمتلك عددًا كبيرًا من الشباب، لكنهم لا يستطيعون خلق فرص عمل، مشيرة إلى أن البطالة كانت ولازالت أزمة يعاني منها الشرق الأوسط.

هجوم بنغازي

وبالنسبة للغرب، جاءت اللحظة الأولى من الشك الحقيقي مع الهجوم الجهادي على المجمع الدبلوماسي الأمريكي والملحق الاستخباراتي في مدينة بنغازي الليبية، والذي أودى بحياة السفير الأمريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز، وثلاثة أمريكيين آخرين.

وقُتل السفير الأمريكي في ليبيا، يوم 11 من سبتمبر عام 2012، اختناقًا في مبنى القنصلية الأمريكية في بنغازي، وكان هذا الهجوم على المجمع الدبلوماسي الموضوع الرئيسي لعدد كبير من جلسات الاستماع في الكونجرس الأمريكي.

وقد أكد هذا الهجوم كيف أصبحت منطقة الشرق الأوسط تعيش في فوضى واضطراب، ومدى سهولة تمكن الجهاديين من إثارة القلاقل.

وأكدت الشبكة الإذاعية الإخبارية، أن الشعب العربي لم يُعجب بما استيقظوا عليه منذ شهور فقط، وما كانوا يأملون أن يصبح حقبة جديدة من الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.

مصر

وترى الشبكة، أنه بعدما نجحت ثورة 25 يناير في إسقاط الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، تولت جماعة الإخوان المسلمين المتشددة الحكم، لكن بعد أن أغضبت تلك الجماعة الموالين لـ"الدولة العميقة"، حتى ثار عليها الشعب في 30 يونيو 3013.

ليبيا واليمن

أما ليبيا فترى الشبكة، أنها تعثّرت في أعقاب الإطاحة برئيسها الراحل العقيد مُعمر القذافي، حينما وقعت في سلسلة من الحكومات وجهود كل واحدة الرامية إلى إقامة نظام جديد وفرض أيدولوجيتها، مما أدى إلى تدمير البلاد الواقعة شمالي افريقيا.

كما وقعت البلد العربي في أزمة محاربة تنظيم داعش مع الإرهاب المتفشي بها منذ عام 2011، بالإضافة إلى تفشي ظاهرة تُجار البشر.

ولم يختلف حال اليمن كثيرًا عن ليبيا، إذ أنه وقع في شرور الحرب الأهلية، وجماعة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، والتي تحارب القوات الشرعية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي –الرئيس الشرعي لليمن- ودول التحالف العربي بقيادة السعودية والتي تحاول كسر شوكة هذه الجماعة المُتطرفة.

هذه الحروب أدت جميعها لتفاقم معاناة الشعب اليمني الذي بات يعاني من المجاعة وتفشي مرض الكوليرا الذي قضى على أكثر من مليون شخص، وعددًا كبيرًا من أطفال اليمن دون رحمة.

سوريا

أما سوريا؛ التي تُعتبر قلب منطقة الشرق الأوسط، فشهدت عمليات قمع شرسة وعنيفة للثورة الشعبية السلمية التي اندلعت في عام 2011، إذ قام نظام الرئيس بشار الأسد بأعمال قتل واغتصاب مُمنهج، واعتقالات جماعية بالإضافة إلى التعذيب الوحشي، بحسب الشبكة الأمريكية.

وقالت الشبكة إن كل تلك الممارسات هي التي أدت إلى ثورة مُسلحة، شجعت تدخل القوى الخارجية، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة، وإيران والمملكة العربية السعودية وتركيا وقطر.

وتشوهت الثورة بسرعة ظهور تنظيم داعش الإرهابي والحرب بين الإسلاميين والمعتدلين، مع سقوط مئات الآلاف من القتلى، لايزال عددهم في تزايد مستمر.

تونس

النموذج الناجح الوحيد الذي أشارت إليه الشبكة في ثورات الربيع العربي؛ هي تونس، التي اعتبرت أنها تمكنت من تحقيق انتقال السلطة السلمي من نظام استبدادي كان يمثله الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، حتى استطاعت بعد اسقاطه ونظامه، الانتقال إلى نظام ديمقراطي.

ورغم ذلك، تعاني تونس من وضع اقتصادي سيء دفع شعبها للقيام باحتجاجات عارمة بعد تطبيق الحكومة التونسية سلسلة جديدة من إجراءات التقشف وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية والوقود والطاقة.

التونسيين رفضوا هذه الإجراءات واستعادوا احتجاجات عام 2011، بعدما حاولت الشرطة التونسية قمع المتظاهرين والنشطاء من حملة "فش نستناو" أي "ماذا ننتظر"، لكن دون أن تنجح الشرطة في قمعها.

الإسلاميون والثورة

وقال محللون سياسيون، إن مع انهيار الحكومات وتفكك الدول العربية، قام المتعصبون الدينيون، من الجهاديين السنة والإسلاميين إلى الشيعة المسلحين، بملء الفراغ، إذ لم يكن التقدميين والمعتدلين جاهزين لشغل مكانة الأنظمة التي تم إسقاطها.

ونقلت الشبكة عن جون برادلي، مؤلف الكتاب بعد الربيع العربي قوله إن الإسلاميين "اختطفوا" ثورات الشرق الأوسط، وتناقشوا مع الغرب بشكل أسرع من غيرهم، بينما كان الشعب يكتفي بأن يحلم بنتيجة الثورة المرجوة، مشبهًا هذا الوضع بسقوط حائط برلين عام 1989.

وأضاف أن "أمريكا واوروبا تحتاجان إلى القيادة من الجبهة وليس من الخلف"، مشيرًا إلى أن عواقب الربيع العربي تكشفت.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان