إعلان

بعد نهاية داعش.. هل يسقط التحالف الدولي في سوريا والعراق؟

09:48 م الإثنين 29 يناير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

نشر موقع "CAPX" البريطاني، تقريرًا لمراسله السياسي جيمس سنيل، قال فيه: "إن تنظيم داعش عدو مثالي، وكان نجاحه المبدئي صادم للجميع، حيث كانت طريقة عمله وحشية للغاية لدرجة أنها لفتت انتباه الجميع حول العالم، فإنشاء دولة الخلافة العنيفة والثيوقراطية، هدد ليس فقط الأبرياء في مناطق عملها، ولكن أيضًا الدول الأخرى التي يفر إليها المقاتلون، وظهر تنظيم داعش - بامتياز - على أنه عدو مشترك للجميع.

و"CAPX" موقع بريطاني يُموله مركز الدراسات السياسية في لندن، ويقوم على التقارير المجمعة ومقالات الرأي لكبار الكتاب.

وتابع التقرير، كانت المشكلة بعد التوصل إلى هذا الحل واضحة منذ البداية، فبعد أن أصبحت الحرب ضد تنظيم داعش قضية جدلية، حاولت بعض القوات الاستفادة من هذا الصراع، ومن ضمنهم نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي ارتكب ومازال يرتكب جرائم تُرقى لتلك التي يرتكبها تنظيم داعش، وبدأ النظام في حملة لتصوير الديكتاتور على أنه عدو للجهاديين.

ولم يكن النظام السوري فقط هو من يقتل الأبرياء، ولكن أيضًا روسيا وإيران، اللتان قتلتا دون تمييز بين الصالح والطالح، في الوقت الذي حاولتا إظهار نفسيهما على أنهما أصدقاء المدنيين السوريين.

ولكن تم رفض تلك المحاولة في الحصول على الفضل في هزيمة داعش، وعلى الرغم من أن الأسد ومعاونيه جنوا ثمار مكافحتهم الظاهرية لداعش، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن إيران وروسيا والنظام السوري تم استبعادهم من التحالف الدولي المكون من أكثر من 60 دولة وتم تشكيله لمحاربة داعش بشكل رسمي.

وكان هناك بعض التوترات داخل التحالف - حسبما يذكر التقرير - فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة قدمت أغلب الدعم وقادت الحملة الجوية، كانت شبكات المقاتلين المحليين هي من تقوم بالقتال الأرضي.

وحازت العراق على أغلب الدعم الذي قدمه التحالف، ولكن كذلك الميليشيات المتواجدة فيها، والتي كانت تدعم إيران أعدادًا كبيرة فيها، تحت مسمى قوات التعبئة الشعبية، وفي شمال الدولة تحارب قوات البيشمركة الكردية لصالح حكومة إقليم كردستان.

وفي سوريا، اعتمدت القوات الأمريكية على مندوبيها من الأكراد، داعمةً هذه المرة وحدات حماية الشعب، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، وكذلك بعض مجموعات المقاومة السورية.

ومثّل المندوبون الذين اعتمد عليهم التحالف الدولي خطرًا عليه، حيث كانوا يتقاتلون فيما بينهم، وكانت الولايات المتحدة وباقي الدول قادرة على الحفاظ على تلك الوحدة بين أعضاء التحالف في الوقت الذي ظلّت فيه داعش خطرًا على الجميع، ولكن الوضع تغير الآن، فقد انسحبت داعش من أغلب المناطق التي تسيطر عليها.

الآن انهار التحالف الدولي الذي تم تشكيله في الأساس لمحاربة داعش، وأدى هذا في سوريا إلى صراع مفتوح بين تركيا، حليف لحزب الناتو وللولايا ت المتحدة، وبين وحدات حماية الشعب الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة.

حزب الاتحاد الديمقراطي، له علاقات وطيدة مع حزب العمال الكردستاني، إحدى الحركات الماركسية المتمردة والمصنفة تنظيمًا إرهابيًا والتي نظمت بعض الأحداث العنيفة داخل تركيا، وتأمل وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا أن تؤسس منطقة إدارة منظمة لها في الشمال، وأطلقت عليها اسم "روج آفا" اختصارًا لمنطقة الإدارة الذاتية في شمال سوريا.

وتخشى تركيا أن يؤسس حزب الاتحاد الديمقراطي - وثيق الصلة بحزب العمال الكردستاني - قاعدة يستطيع الأكراد شن الهجوم منها.

هجوم التحالف الدولي على داعش، اعتمدت الولايات المتحدة بشكل كبير على حزب الاتحاد الديمقراطي، كجزء من قوات سوريا الديمقراطية، لإعادة الاستيلاء على المناطق التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي في وقت سابق، وكان من ضمن تلك المناطق، مدينة منبج، وكذلك عاصمة التنظيم في سوريا، الرقة.

أدى هذا إلى غضب في الجانب التركي، لأنها حاولت السيطرة على تركيا بنفسها وبمساعدة الجيش السوري الحر، في عملية "درع الفرات"، والتي نجحت في استعادة السيطرة على عدة مناطق منها مدينة "جرابلس"، ولكن لم يستطع الأتراك أو حلفائهم السيطرة على الرقة بالسرعة التي طلبتها الولايات المتحدة، التي قررت أن الرهان على قوات سوريا الديمقراطية سيكون خيارًا أفضل.

أدركت تركيا - بعد تقهقر داعش خارج المناطق المدنية، ومحادثات الأكراد لتكوين دولة في شمال سوريا بدأت تبدو حقيقية - أنها لن تسمح بوجود عدو على حدودها الجنوبية، وبعد عملية درع الفرات حركت قواتها نحو إدلب وتحاول الآن السيطرة على مدينة عفرين.

تمتلك تركيا وحلفائها ممثلين في الجيش السوري الحر، أفضلهم قوات حزب الاتحاد الديمقراطي في عفرين، ولكنهم يعانون من الأوضاع المتردية الآن في المدينة، ولكن لن يوقف هذا القتال، ولا حتى التدخل الخارجي.الذي اعتمد عليه الأكراد سابقًا عندما استمال قادتها الأمم المتحدة والعالم.

ويترك هذا الولايات المتحدة في موقف صعب للغاية، فتركيا حليف في الناتو ولكنها تصرفت بشكل سيء، وحزب الاتحاد الديمقراطي أحد الحلفاء الأمريكيين، فلن يكون للوساطة أثر يذكر.

سوف يتحارب الفريقان في عفرين، ومن الممكن أن ينتشر الصراع خارج المدينة السورية، فهزيمة داعش لم تنهي حمام الدماء في سوريا والعراق، فانتهاء دولة الخلافة قد يكون نبوءة لنهاية التحالف الذي شُكل لمحاربة تنظيم داعش.

afrin-syria-turkey-rtr_img

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان