سوريا.. صحيفة: تركيا تلقي ورقتها الأخيرة في اللعبة الكبرى
كتب- عبدالعظيم قنديل:
قالت صحيفة "آسيا تايمز" الإلكترونية، المعنية بالشؤون الآسيوية، إن الهجوم التركي على شمال سوريا حصل على دعم من كبار جنرالات موسكو مسبقًا، حسبما أكدت مصادر دبلوماسية.
وأشار التقرير إلى أن الهجوم التركي، المعروف باسم "غصن الزيتون"، ليس مفاجأة، خاصة وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ألمح إلى رغبته في القيام بتلك العملية منذ أكثر من عام، ولكن الفشل سيؤدي إلى عواقب وخيمة.
وقد اتخذت أنقرة قرار التدخل البري في سوريا بعد أن طلب الروس من الأكراد أن يقدموا على الأقل بادرة من التهدئة تجاه تركيا، وفق التقرير الذي أوضح أن دعم الولايات المتحدة لأكراد سوريا بات مصدر إزعاج للقيادة التركية.
وبحسب التقرير، قال آلدار خليل، القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي في عفرين، إن: "القوات الكردية السورية تلقت إنذارا خلال عطلة نهاية الأسبوع، والذي تضمن: اتركوا مواقعكم للنظام السوري أو مواجهة غضب أنقرة".
وتابع: "لقد اختاروا البقاء ".
يذكر أن الجيش التركي بدأ، الأسبوع الماضي، "عملية غصن الزيتون"، وهاجم مواقع "وحدات حماية الشعب" الكردية في منطقة عفرين جوًّا وبالمدفعية أيضًا، وتبع ذلك هجوم بري.
وتخضع عفرين لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية.
"دوافع أردوغان"
وذكرت الصحيفة أن عرض إقامة تركيا "منطقة آمنة" على الحدود مع سوريا لم يكن كافيًا لاسترضائه، لاسيما وأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعتبر "القوة الحدودية" التى اقترحتها الولايات المتحدة والبالغ قوامها 30 ألفًا، قادرة على شن عمليات توغل فى جنوب شرقى تركيا فى المستقبل القريب.
داخليا، عملية "غصن الزيتون" تعد خطوة ماكرة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل الانتخابات، لذلك يعتبر الرأي العام هو إلى حد كبير وراء العملية، حسبما أوردت صحيفة "آسيا تايمز".
ومع ذلك، تكشف المحادثات مع المحللين أنه لا يوجد ضمان بأن أنقرة لديها القدرة العسكرية للاستمرار في توغلها داخل الأراضي السورية، حسب التقرير الذي ذكر أن الجيش التركي عانى من فرار الكثير من الخبرات خلال السنوات القليلة الماضية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
وأوضحت الصحيفة الآسيوية أنه طالما العملية تظهر أمام الرأي العام على أنها "دفاع عن الوطن"، فإن ذلك من شأنه أن يمنح زخمًا قويًا لصمود الجيش، وإذا اتضح أن الحرب الأهلية أصبحت مستنقعًا لتركيا، فإن أردوغان سيواجه مشاكل لا يمكن التغلب عليها.
"الأسد بجانب حلفاء واشنطن"
ولفت التقرير إلى أن العالم يشهد ظاهرة نادرة، منذ بداية الحرب الأهلية السورية، وهي أن الرئيس السوري بشار الأسد يراقب الوضع الراهن مثل الولايات المتحدة وحلفائها، وبرغم أن أردوغان يخضع تحت رحمة النوايا الحسنة لروسيا، لكن موسكو وأنقرة في الوقت الحالي متفقتان على قضية واحدة، وهي أن واشنطن يجب أن تُحرم من أي نفوذ في سوريا.
وخلاصة القول، الكرملين يريد أردوغان على متن طائرته في سوريا، لكنه يضطر إلى اتباع نهج محفوف بالمخاطر، ومن غير المرجح أن تُضحي موسكو بقطعة رئيسية من العقارات السورية، ذلك إلى جانب علاقاتها الوثيقة مع طهران ودمشق، في مقابل أن تُقدم أنقرة مجموعة من المتشددين السنة إلى طاولة سوتشي.
يُشار إلى أن وزارة الخارجية الروسية أعلنت توجيه دعوات إلى 1600 سورى لحضور مؤتمر (الحوار الوطنى السوري) المقرر عقده فى سوتشى يومى 29 و30 الجارىين، بالإضافة إلى توجيه الدعوة لعدد من الدول العربية والأجنبية.
فيديو قد يعجبك: