إعلان

واشنطن بوست: ترامب يبدأ حرب "تويتر 2018"

03:00 م الأربعاء 03 يناير 2018

كتبت – إيمان محمود:
ثلاثة أيام فقط مرت من العام الجديد 2018، لكن أجندة السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أو على الأقل –نسخة تويتر منها- تسببت في بدء عدد من المشكلات الجديدة للولايات المتحدة في الخارج، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

هدد ترامب، الاثنين، بخفض المساعدات الخارجية لباكستان، قائلاً في تغريدة على حسابه الشخصي إن الولايات المتحدة "حمقاء" لأنها أعطت حلفائها في مكافحة الإرهاب 33 مليار دولار كمساعدات منذ بداية الألفية الجديدة، لكنها لم تحصل على شيء في المقابل "سوى مجرد أكاذيب".

أثار تصريح ترامب ردود فعل غاضبة من العاصمة الباكستانية إسلام آباد، وقال مسؤولون باكستانيون في بيان يوم الثلاثاء، إن "التصريحات الأخيرة للقيادة الأمريكية كانت غير مفهومة تمامًا وتتناقض مع الحقائق بشكل واضح، وتنكر عقود التضحيات التي قضتها الأمة الباكستانية".

وقال وزير الدفاع الباكستاني عبر تويتر "الأمريكيون لم يعطونا شيئًا بعد 11 سبتمبر سوى عدم الثقة"، بحسب ما نقلته الصحيفة.
ومع توجه آلاف الجنود الأمريكان إلى أفغانستان هذا العام، يُعتبر هذا هو الوقت الأمثل لرفع حدة التوتر مع باكستان، إذ أن ترامب لديه القليل ليكسبه من وراء خسارة حليف رمزي وذو سلطات هامة في المنطقة.

لكن في 2018، ليس من السهل معرفة اختيار ترامب ليقوم بمخاطرة سياسية عبر تويتر أكثر من العام الماضي، فقد تكررت تغريداته العام الماضي عن حلفاء الولايات المتحدة القريبين، والتي كانت تُقابل بانتقادات منهم، وتسببت أحيانًا في تقويض مسؤولي تلك الدول، وصعوبة تحديد موقف ترامب من القضايا الحرجة.

بعد يوم واحد من تصريحاته المُتعلقة بباكستان، تحدث ترامب عن الاحتجاجات الشعبية المتزايدة في إيران، مُعربًا عن مخاوفه من أن تقوم الحكومة الإيرانية بقمه المتظاهرين، وقال ترامب إن "الشعب الإيراني يتصرف في النهاية ضد النظام الإيراني الوحشي والفاسد... الولايات المتحدة تراقب".

يرى مراقبون أن تصريحات ترامب بدعم المتظاهرين يمكن أن يُصبح ذريعة بالفعل لقمعهم، خصوصًا بعد أن اتهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، "أعداء أجانب" بالتدخل في شؤون البلاد، بحسب الصحيفة.

وقال خامنئي "في الأيام الأخيرة استخدم أعداء إيران أدوات مختلفة بما فيها النقد والأسلحة والسياسة وجهاز المخابرات لخلق مشاكل للجمهورية الإسلامية" دون تسمية أي دولة، وبعد ذلك اتهم مسؤول آخر الولايات المتحدة وبريطانيا والمملكة العربية السعودية.

ولفتت الصحيفة الأمريكية، إلى الدهشة التي أصابت إيران بسبب الاحتجاجات.
وقال كريم سادجادبور، المحلل في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: "إن هؤلاء المتظاهرين غير المسلحين وغير المنظمين، يسعون إلى الكرامة الاقتصادية والتعددية السياسية، مقابل مجموعة من المسلحين المنظمين، الذين يحكمون بمبدأ البيروقراطية".

ونظرا لانحسار احتمال أن تؤدي الاحتجاجات إلى تغييرات كبيرة، قدم فيليب جوردون مساعد وزير الخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، نصيحة إلى ترامب الأسبوع الماضي، بألا يتدخل فيما يحدث في إيران "لا تفعل شيئا مثلما فعل أسلافك خلال الاحتجاجات في عام 2009"، بحسب ما نقلته الصحيفة.

وأكدت الصحيفة أنه لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يحدث إذا فرض ترامب مرة أخرى عقوبات على طهران، مشيرة إلى أن مؤيدي هذه الخطوة يأملون أن تؤدي العقوبات إلى زعزعة استقرار النظام الإيراني، لكنه أيضًا يمكن أن يتسبب بإلقاء اللوم على الولايات المتحدة على المشاكل الاقتصادية التي تمر بها إيران، ما يتسبب في عزل واشنطن خاصة إذا أصرت الدول الأوروبية على رأيها باستمرار الاتفاق النووي.

وقالت الصحيفة إن ترامب لديه قناعة بالفعل بأن العقوبات و"الضغوط الأخرى" بدأت تترك أثرًا كبيرًا في مكان آخر، كما كتب الثلاثاء بعد يوم من قيام الديكتاتور الكوري الشمالي كيم يونج أون، بتهديدات جديدة ضد الولايات المتحدة، لكنه عرض أيضًا إرسال وفدًا إلى كوريا الجنوبية لإجراء محادثات مباشرة قبل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الشهر القادم.
وأضافت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي حريص على الاعتماد على عرض زعيم كوريا الشمالية، ورغبته المفاجئة في الحوار والتي قد تكون في الواقع بسبب الخطاب العدائي لترامب.

وشهدت الأشهر الماضية مشاحنات بين ترامب ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي، إذ اتهمه الأول بـ"استرضاء" كوريا الشمالية، من خلال الرغبة في التحدث مع النظام، لكن المُتحدث باسم الرئاسة الكورية تجنب الرد على هذا الاتهام.

ويعتقد بعض المحللين أن كيم قد يسعى إلى استغلال التوترات المتصاعدة بين واشنطن وسول، كما يرى روبرت ليتواك الباحث في كوريا الشمالية، الذي يعمل في مركز وودرو ويلسون أن "كيم يرى فرصة نادرة في هذا الخلاف للوقوف إلى جانب الكوريين الجنوبيين ضد ترامب".

وقالت الصحيفة إنه لا ينبغي أن تكون أي من ردود الفعل هذه بمثابة مفاجأة لترامب أو أي شخص آخر، فعام 2017 مليء بالأمثلة، والتوترات المتصاعدة بين إيران والولايات المتحدة تُعتبر فرصة لمن ينتقدهما، لكن الأيام الأولى من 2018 تشير إلى أن ترامب وفريقه ليس لديهم نية لتعلم الدرس من الأشهر الـ12 الماضية.

trump 1trump 2trump 3

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان