4 سيناريوهات أمام إيران.. ماذا بعد الاحتجاجات؟
كتبت- هدى الشيمي:
رغم ضبابية الأوضاع في إيران وعدم قدرة أي جهة على توقع ماذا سيحدث بعد الاحتجاجات التي انطلقت من مدينة مشهد، منذ الخميس الماضي، وامتدت إلى أكثر من 12 مدينة وولاية بالإضافة إلى العاصمة طهران، حدد محللون وخبراء دوليون 4 سيناريوهات مُحتملة لمستقبل الأحداث، وتوقع البعض ألا تثمر الاحتجاجات عن أي تغيير، وأن تنتهي مع الوقت، فيما رجح آخرون تصاعد حدة القمع لإخماد الحركة، ورأى البعض أن كل الطرق تؤدي إلى سقوط النظام الحالي.
وتضاربت المواقف الرسمية الإيرانية حيال التظاهرات، ففي حين أكد الرئيس الإصلاحي حسن روحاني، أن الشعب لديه كامل الحق في النقد والتعبير عن رأيه، قال المرشد الأعلى آية الله خامنئي، إن أعداء بلاده يثيرون الاضطرابات، وإنه سيتعامل مع من يشيع الفوضى بالقوة.
وقُتل 21 شخصا على الأقل حتى الآن في التظاهرات وألقت السلطات الإيرانية القبض على مئات المتظاهرين، وبحسب وكالات إخبارية فإن عدد المعتقلين وصل إلى 450 شخصًا خلال الأيام الماضية.
"خيارات متاحة"
قال عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مهدي عقبائي، إن تغيير النظام هو المطلب الأساسي، والرئيسي للشعب والمقاومة، ولهذا السبب بدأت المظاهرات بالاحتجاج على غلاء الأسعار،ثم ردد المتظاهرون شعارات مثل "الموت لخامنئي" و"الموت لروحاني" و"الموت للديكتاتور".
وبحسب عقبائي، فإن النظام الإيراني لديه خيارين فقط، أما مواصلة القمع والعنف، أو السماح للمتظاهرين بالاستمرار في الاحتجاجات التي سترتفع يوم بعد يوم، على حد قوله.
وأضاف لمصراوي: "في ظل حالة القهر والقمع من قبل الحكومة، سيشتعل النار وسيقترب النظام من سقوطه، وفي حالة عدم استخدام العنف، ستتسع المظاهرات حتي ينتهي إلى اسقاطه، إذن في كلا الحالتين لا يوجد أمام النظام الإيراني سوى السقوط عاجلا ام آجلا".
ويتوقع المعارض الإيراني أن تقل أو ربما تنتهي التدخلات الإيرانية في المنطقة حال اتساع الانتفاضة، لاسيّما وأن المتظاهرين رددوا شعارات مناهضة لانخراط حكومة بلادهم في الشؤون الداخلية لبعض الدول، ومنها "اتركوا سوريا و فكروا في حالنا"، و"لا غزة، لا لبنان، روحنا ضحية إيران".
"سحق المعارضة"
ولا يتوقع الخبير في العلاقات الدولية، محمد حامد، أن تؤدي هذه الاحتجاجات إلى سقوط النظام الإيراني، أو تغيير رؤوسه.
وقال حامد لمصراوي: "النظام الإيراني ليس ضعيفًا، ولا يسهل اختراقه، وهو نظام قمعي دائما يسحق معارضيه"، موضحًا أن قوات الحرس الثوري الإيراني وغيرها من المليشيات الإيرانية ستقمع المتظاهرين بشدّة، ولن تحقق لهم أي مطلب.
وبحسب المحلل السياسي، فإن ما يحدث في إيران يرجع إلى الخلافات بين الإصلاحيين والذين يمثلهم روحاني، والتيار المحافظ، والذي يرفض سياسات الرئيس الحالي التي تعتمد على الانفتاح على الغرب من أجل تحقيق انتعاشا اقتصاديا.
كما أشارت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية إلى أن الحكومة الإيرانية قادرة على التصدي للمظاهرات الحالية، لاسيما وأن عدد المشاركين فيها ليس كبيرا بما يكفي.
وقالت الصحيفة، في تقرير نُشر على موقعها الإلكتروني، إن القوات الإيرانية تمكنت من إخماد احتجاجات 2009، والذي عُرف باسم "التحرك الأخضر"، رغم مشاركة الملايين في المسيرات والتظاهرات، لذلك فهي قادرة على انهاء ما يحدث الآن بكل بساطة.
"حملة اعتقالات"
وترى المحللة الإيرانية الأمريكية هولي داغريس أن الاحتجاجات الحالية لن تنتهي بسلام إذا تم التخلص من رموز النظام، وهذا ما استبعدته، مع وجود حوالي 80 مليون شخص من خلفيات عرقية ودينية مختلفة.
وقالت داغريس، في حوار أجراه معها مصراوي، إن الاحتجاجات لن تستمر طويلا، وستشهد البلاد حملة اعتقالات واسعة النطاق ستُلقى فيها القوات القبض على المئات إذا لم يكن الآلاف، مُرجحة أن تغيير السياسة الخارجية الإيرانية أمر غاية في الصعوبة، لأن التدخل في الشؤون دول المنطقة أصبح جزءًا من جيوستراتيجية بلادها.
"الطريق إلى المجهول"
وفي المقابل، تقول وكالة أسوشتيد برس الإخبارية الأمريكية إن بعض الإيرانيين الذين منحوا روحاني أصواتهم في انتخابات الرئاسة الأخيرة، يشعرون أنه فشل في تنفيذ وعوده بتحقيق انتعاشا اقتصاديا في البلاد.
ورجحّت أنه في حالة شعور عدد أكبر من المواطنين بخيبة الأمل من النظام الحالي فستزداد حدة المظاهرات وربما تتجاوز احتجاجات 2009. وفي نفس الوقت تقول المجلة إن البعض يتردد في المشاركة في الاحتجاجات ويروا أن تفاقم الوضع سيقود إيران إلى المجهول، وأنه من الأفضل أن يحققوا مكاسب تحت حكم روحاني.
"زيادة العقوبات"
وتوقع عدة محللون غرب في مقالاتهم أن يستغل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأوضاع الجارية، من أجل فرض المزيد من العقوبات على الحكومة الإيرانية، كما أنه سيحاول استخدام عنف وبطش النظام الحالي في مطالبة الدول العالمية الكُبرى بخرق الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع دول الست الكبرى عام 2015.
وفي هذا الشأن، قالت مجلة التايم الأمريكية، في تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني، إن جهود ترامب لتقويض النظام الإيراني الحالي، أو ربما التخلص منه سيكون له نتائج عكسية، مؤكدة أن سقوط روحاني لن يكون في صالح واشنطن أو إسرائيل أو المملكة العربية السعودية، أو أي دولة أخرى من خصوم طهران.
وبحسب المجلة، فإن دعم ترامب وغيره من السياسيين الأمريكيين والإسرائيليين للمعارضة الإيرانية، سيُسيء للمتظاهرين، وسيستخدم النظام ذلك من أجل التعامل مع المحتجين على أنهم عملاء أجانب.
فيديو قد يعجبك: