السلطات التركية تقبض على أطباء بسبب بيان يدين الحرب
اسطنبول - (د ب أ):
ألقت السلطات التركية اليوم الثلاثاء القبض على عدد من الأطباء البارزين الأعضاء في مجلس إدارة نقابة الأطباء التركية، ما أثار انتقادات دولية من بينها إدانة من الاتحاد الطبي العالمي لهذه ا لاعتقالات.
وجاءت الاعتقالات على خلفية بيان نشرته نقابة الأطباء الأسبوع الماضي أدان الحرب بوصفها تهديدا للصحة العامة.
وذكرت وكالة "الأناضول" الرسمية للأنباء اليوم الثلاثاء أنه تم القبض على ثمانية من المسؤولين التنفيذيين في النقابة، ومن بينهم رئيس مجلس إدارتها، بتهمة الإرهاب في أنقرة.
وذكرت وكالة "دوجان" الخاصة للأنباء أنه من المقرر القبض على إجمالي 11 طبيبا. فيما أشارت صحيفة "جمهوريت" إلى أن عددا من المداهمات استهدف منازل بعض هؤلاء الأطباء قبيل الفجر.
وقد قوبلت الاعتقالات بإدانة مجلس أوروبا، الذي تعتبر تركيا عضوا فيه، والاتحاد الطبي العالمي (وما)، الذي يمثل الأطباء في جميع أنحاء العالم.
وكتب نيلز ميزنيكس مفوض حقوق الانسان في مجلس اوروبا على موقع تويتر "مضمون بيان نقابة الأطباء التركية الصادر في 24 يناير والذي يدعو الى السلام يشمله بوضوح الحق في حرية التعبير". وأضاف أن "استهدافهم واعتقالهم اليوم غير مقبول".
وقال يوشيتاكي يوكوكورا ،رئيس الاتحاد الطبي العالمي، :"ندعو السلطات التركية إلى إطلاق سراح زعماء الأطباء على الفور وإنهاء حملة الترهيب".
وأضاف أن "الأطباء والنقابات الطبية الوطنية يجب أن تنبه الحكومات إلى العواقب البشرية للحرب".
وجاء في البيان اليوم :"يدعم الاتحاد الطبي العالمي بشكل كامل زملاءنا الأتراك في بياناتهم العامة التي قالت إن الحرب هي مشكلة تواجه الصحة العامة.."
ومن ناحيته ، قال أندرو جاردنر ،وهو باحث في منظمة "العفو الدولية" المعنية بحقوق الإنسان، إنه "من واجب الحكومة التركية حماية نقابة الأطباء من خطر العنف. ولكنها بدلا من ذلك ألقت القبض على الأطباء في اسرتهم هذا الصباح بناء على اتهامات كاذبة بـ"الترويج للإرهاب".
وواجهت نقابة الأطباء، التي ينتمي إليها معظم الأطباء الأتراك، عددا من التهديدات منذ إصدار البيان الأسبوع الماضي.
وانتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان النقابة بشكل متكرر خلال الأيام الأخيرة، واصفا أعضاء مجلس إدارتها بـ"محبي الإرهابيين" وبالحمقى وأنصار الإمبريالية .
وأدان علي صقر ،وهو أحد العاملين فى مجال المعاونة الطبية وعضو برلماني من حزب المعارضة الرئيسي "حزب الشعب الجمهوري"، الاعتقالات ، مع تشبيهها بانقلاب عسكري وقع عام 1980 عندما واجه الأطباء الاحتجاز من جانب السلطات .
وكتب صقر على تويتر :"الفاشية تستهدف هذا البلد مجددا".
يشار إلى أن الجيش التركي أطلق في وقت سابق هذا الشهر عملية "غصن الزيتون" التي استهدفت مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية. وتتحالف "وحدات حماية الشعب" مع الولايات المتحدة في مناطق أخرى في سورية في مواجهة تنظيم داعش.
فيديو قد يعجبك: