واشنطن بوست: احتجاجات إيران تتضاءل والغضب مستمر
كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إنه مع انتهاء العام الماضي شهدت إيران احتجاجات بدأت منذ 8 ديسمبر، اعتراضًا على رفع أسعار البيض، وما لبثت أن انتقلت إلى عدة مدن وولايات تدين الحكومة الحالية، وتطالب بالقضاء على الفساد وتحسين الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
وأوضحت الصحيفة في تحليل نُشر على موقعها الإلكتروني، صباح اليوم الخميس، أن المتظاهرين رددوا شعارات مثل "الموت للديكتاتور"، وطالب بعضهم المرشد الأعلى للبلاد آية الله علي خامنئي بمغادرة البلاد، ومنهم من حرق صوره المُعلقة في الشوارع.
وأشارت إلى أن هذه الاحتجاجات تعد الأكبر منذ "الحركة الخضراء" التي حدثت عام 2009، عندما اعترض ملايين المتظاهرين على إعادة انتخاب الرئيس الإيراني المحافظ محمود أحمدي نجاد، ثم هدأت الأوضاع فجأة، بعد اعتقال الشرطة لمئات المتظاهرين، وحجبت السلطات مواقع التواصل الاجتماعي، واتهمت الحكومة المتظاهرين بأنهم عملاء أجانب.
وبحسب الصحفيين والمراسلين المتواجدين في إيران، فإن الاحتجاجات الحالية تضاءلت، وعلى ما يبدو أن اللواء محمد علي جعفري، رئيس قوات الحرس الثوري الإيراني، استطاع السيطرة على الأوضاع.
وقال جعفري، في تصريحات، الأربعاء الماضي، إن "الفتنة هُزمت، وأن الأعداء لا تهديد إيران عسكريا، لذلك يعملون على تهديدها من الناحية الثقافية والاقتصادية والعسكرية".
ومع ذلك، ترى الصحيفة أن غضب المواطنين مستمر. وترجح واشنطن بوست أن الاضطرابات مستمرة لفترة أطول، ومن الممكن أن تؤدي إلى زعزعة استقرار الحكومة المنتخبة.
وترى روبين رايت، الصحفية بمجلة نيويوركر، إن الاحتجاجات الحالية تختلف عن ثورة 7919، وأوضحت أنها لم تبدأ في طهران، بل في مدينة أصغر وهي مشهد، ثاني أكبر مدنها وأكثرها قدسية.
وذكرت رايت أن الاحتجاجات الحالية تقوم بها الطبقة العاملة والشباب.
وقال نائب وزير الداخلية الإيراني إسماعيل جبار زادة إن 90 بالمئة من المعتقلين شباب دون الـ25 عامًا.
وبحسب الصحيفة، فإن الشباب الذي شارك في الاحتجاجات كان غاضبا من ارتفاع نسبة البطالة، والتي وصلت إلى حوالي 12.7 بالمئة، وارتفاع اسعار بعض البضائع والمنتجات بنسبة 40 بالمئة عام 2017.
وقال عباس ميلاني، مدير الدراسات الإيرانية في جامعة ستانفورد، إن الحكومة الإيرانية لن تستطيع فعل الكثير لتغيير الحقائق، مُشيرا إلى أن النظام ضعيف استراتيجيا، ويواجه الكثير من التحديات التي يصعب حلها، منها خفض سعر النفط، ونقص المياه، وارتفاع معدل التضخم، وزيادة نسبة البطالة والفساد.
فيديو قد يعجبك: