حوار| معارض إيراني: "خامنئي" فقد شرعيته.. والنظام عاجز أمام الانتفاضة
كتبت - مروة شوقي:
قال موسى أفشار، عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، إن الانتفاضة الإيرانية التي اندلعت منذ أسبوع، تختلف عن مثيلاتها، لاتساع رقعتها الجغرافية والتي شملت أنحاء إيران كافة وهو ما ينبئ بتحولها لثورة لإسقاط نظام علي الخامنئي.
وأضاف أفشار، في حوار أجراه معه "مصراوي" عبر الهاتف من مقر إقامته في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الخميس، أن وضع إيران الكارثي بعد عقود من الظلم والقهر والفساد، كان السبب في تحول شعارات الجماهير المنتفضة من المطالبة بحقوقها المستباحة إلى شعارات سياسية مطالبة برحيل النظام.
ووصف عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، اتهام النظام للمتظاهرين بالخيانة وتلقي تمويل من الخارج بالادعاءات الكاذبة للنظام، لافتًا إلى أن إيران لن تشهد أي انحراف في حال سقوط نظام الفقيه لوجود بديل ديمقراطي يتمثل في "المعارضة الإيرانية".. وإلى نص الحوار..،
في رأيك.. هل ستتحول المظاهرات الإيرانية عقب أسبوع من اندلاعها إلى ثورة؟
الانتفاضة الإيرانية المباركة تختلف هذه المرة عن السابقة، حيث يكمن اختلافها في اتساع الرقعة الجغرافية لها، والتي باتت تشمل جميع المحافظات الإيرانية، وهناك ما يجعلها مميزة ومستمرة وستكون انتفاضة عارمة تبشر بالثورة ضد النظام الإيراني، فموجبات الاحتجاجات تترسخ في الوضع الكارثي الذي يعيشه المواطن الإيراني بعد أربع عقود من ظلم النظام المستمر، والبطالة واستمرار الجوع والفساد واستغلال ثروات الشعب الإيراني، فـ 50 % من الشعب الإيراني تحت خط الفقر، وهناك 20% تحت خط الفقر المدُقع، ولذا فقد ضاق المواطن ذرعاً.
ما أهم الشعارات التي أطلقتها الجماهير المنتفضة؟
أبرز الشعارات التي نادى بها المتظاهرون قبل أسبوع سرعان ما تحولت إلى شعارات سياسية ومنها "إطلاق سراح السجناء السياسيين" و"الموت للدكتاتور" والمطالبة برحيل المرشد الخامنئي والموت لروحاني، وإسقاط نظام ولاية الفقيه لاستعادة إيران.
ما هي أكثر الإجراءات التي اتخذها النظام في قمع المتظاهرين؟
اتجه النظام إلى تحريك المظاهرات المضادة، لفرض سيطرة النظام على الشارع، ولكنها ظلت محدودة ما اضطر باللواء محمد على جعفري، القائد العام للحرس الثوري الإيراني، لإطلاق تصريح بقدرة قوات الحرس على إنهاء المظاهرات، والتي قوبلت بخروج الملايين بالعديد من المدن في مظاهرات واسعة كرد قوي على النظام رغم إجراءاته القمعية.
كما قام النظام بالعديد من حملات الاعتقال لشباب المتظاهرين وحجب الانترنت في كثير من المناطق، والذي كان تأثيره السلبي على المحتجين عابر ومحدود، نتيجة استخدام النشطاء الإيرانيين لطرق تمويهية لإرسال الأفلام والتقارير المصورة عن الاحتجاجات.
كيف تدعم المقاومة الإيرانية في الخارج تلك المظاهرات؟
المقاومة الإيرانية جسد واحد سواء داخل إيران وخارجها، فنحن في الخارج نُمثل صوت الجماهير الغاضبة التي يمنع النظام الإيراني وصولها إلى داخل طهران، علاوة على ذلك فإن الجالية الإيرانية تعمل معنا بشكل تضامني، وتقوم بجهود كبيرة تمت مشاهدتها في العواصم الأوروبية بخروج المتضامنين في مظاهرات يومية، كما أن هناك تواصل مستمر مع باقي الجاليات العربية الداعمة للشعب الإيراني في تقرير مصيره وهو ما يُعطي بعداً إنسانياً هاماً لجموع الشعب الإيراني في الداخل.
تبنت بعض الدول آلية دعم مطالب دعم المحتجين المشروعة في إيران.. فما تعليقك؟
ناشدنا كمعارضة إيرانية وعلى رأسنا مريم رجوي، رئيس الجمهورية المنتخبة للمقاومة الإيرانية للمرحلة الانتقالية، المجتمع الدولي بالالتزامات الإنسانية والأخلاقية وفق الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، فالشعب الإيراني له حرية تقرير مصيره، وله الحق في التعبير الحًر لتغيير النظام، وهناك حراك من قبل مجلس الأمن الدولي للنظر في الانتهاكات التي يمارسها النظام في حق الشعب الإيراني لاتخاذ الإجراءات اللازمة والتي ستنعكس بشكل جيد على الوضع في إيران.
ما البديل لنظام خامئني إن سقط؟
الحالة الإيرانية تتميز عن الحالات الأخرى التي شهدتها الثورات في بعض الدول كسوريا والعراق وليبيا، فهناك مقاومة إيرانية مُنظمة منذ 30 عاماً ولها برنامج وخريطة عمل معلنة ووجوه معروفة، كما نقوم بعقد مؤتمرات مستمرة لتقرير خطوات واضحة لمستقبل أفضل لإيران يقوم على المساواة بين الرجل والمرأة والاعتراف بالقوميات في إيران وفصل الدين عن الدولة، ولذلك فإن إيران لن تشهد أي انحراف إن سقط النظام الحالي لأن هناك بديل ديمقراطي جاهز ومعروف داخلياً ودولياً يؤمن أن التغيير قادم لا محالة.
بماذا ترد على الاتهامات التي لاحقت المتظاهرين بأنهم ممولين من السعودية وأمريكا؟
الشعب الإيراني لم ينتظر أحداً حتى يخرج، فحالة الشعب مستقلة وبعد عقود من الظلم والفقر والمصائب التي تحملها من نظام الحكم، خرج إلى الشارع، وعادة النظام ينسب تلك المظاهرات إلى جهات خارجية وهو ما يُعد هراءً، وتهرب من الحقيقة الواضحة بأن النظام فقد شرعيته بشكل كامل.
وهل يعد إعلان دونالد ترامب دعمه للمحتجين في إيران تأكيداً على اتهامات النظام؟
لن تنطلِ تلك "الهرتلات" على أحد، فكما أكدت أنها عادة النظام في الادعاءات الكاذبة التي تدل على الخوف وعجز النظام أمام الانتفاضة العارمة من الشعب الإيراني.
فيديو قد يعجبك: