إعلان

آخر معاقل المعارضة.. ماذا يحدث في محافظة إدلب السورية؟

02:42 م الإثنين 08 يناير 2018

كتبت – إيمان محمود:
يواصل الجيش السوري وحلفاؤه التقدم في ريف محافظة إدلب، تحت غطاء جوي روسي، للسيطرة على نحو مائة بلدة وقرية، في المحافظة التي تُعتبر أكبر معقل متبقِ للمعارضة المُسلحة في سوريا.

الغارات والمعارك المُستمرة على المحافظة الحدودية مع تركيا، ساعدت الجيش السوري في الاقتراب من مطار أبو ظهور العسكري؛ الذي فقد السيطرة عليه قبل أكثر من عامين، الذي يحظى بأهمية استراتيجية بالنسبة إلى دمشق في سعيها إلى تأمين طريق استراتيجي يربط مدينة حلب بالعاصمة.

وفي حال سيطر الجيش السوري على المطار فسيصبح أول قاعدة عسكرية تستعيد السيطرة عليها في محافظة إدلب.
وسيطرت فصائل المعارضة على المطار العسكري في سبتمبر عام 2015، وهو العام نفسه التي سقطت فيه المدينة في يد المعارضة، وكان المطار يُشكل وقتها آخر مركز عسكري لقوات الحكومة في محافظة إدلب.

ويأتي تحرك الجيش السوري تجاه إدلب، بعد انتهائه من المعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق.
وكان تنظيم داعش سيطر مؤخرا على بلدتين في ريف حماه الشرقي بعد اشتباكات لا تزال مستمرة مع هيئة تحرير الشام (جبهة النُصرة سابقا) مقتربًا من الحدود الإدارية لمحافظة إدلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن "الطائرات الروسية والسورية شنت قصفًا كثيفًا على مناطق في القطاع الشرقي من ريف إدلب، وأدى القصف على بلدة كفرنبل إلى مقتل شخصين على الأقل، فيما تعرضت مدينتا جرجناز ومعرة النعمان وقرى الغدفة وتل دبس وتل كرسيان لقصف بالبراميل المتفجرة".

كما تسبب القصف على قرى إدلب، اليوم الاثنين، في سقوط 21 قتيلاً بينهم 8 أطفال.
وتدور معارك إدلب العنيفة منذ 25 ديسمبر الماضي، بين الجيش السوري وحلفاءه من جهة، وجبهة النُصرة وفصائل من المعارضة المُسلحة من جهة أخرى، بحسب صحيفة "الحياة" اللندنية.

وبعد اتهامات وجهها نشطاء معارضون لجبهة النُصرة بعدم المشاركة في المعارك بثقلها العسكري الكامل وتسليمها قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي إلى قوات النظام، أصدرت الجبهة بياناً أقرت فيه بسيطرة الجيش السوري على بعض القرى لكنها أكدت أن "حملة نظام الإجرام لن تكون نزهة سهلة".

وأشارت إلى أنها حذرت مُسبقًا من "حملة قريبة للنظام المجرم بعد انتهائه من معارك البوكمال والمنطقة الشرقية".

خفض التوتر
وفي منتصف سبتمبر الماضي؛ أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانة توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة خفض توتر في إدلب، إلى جانب أجزاء محددة من محافظات حلب (شمال) وحماة (وسط) واللاذقية (غرب) ودمشق (جنوب)، وحمص (وسط).

ووفقًا لاتفاق الدول المشاركة في مفاوضات أستانة – روسيا وتركيا وإيران - نشرت تركيا عشرات الجنود والمدرعات في محافظة إدلب لبدء إقامة منطقة لخفض التوتر، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.

وفي 14 أكتوبر؛ نشرت تركيا – التي تعترض على الغارات على إدلب- 14 مركزًا للمراقبة لنشر 500 جندي فيها.

أهمية إدلب
جغرافيًا؛ محافظة إدلب الواقعة شمال غرب سوريا، يحدها من الشمال مدينة حلب، ومن الشرق حماة، ومن الجنوب اللاذقية، وكلها مدن تحت سيطرة الجيش السوري.
أما في الغرب فهي المتنفس الوحيد للمعارضة المسلحة، حيث تقع الحدود بينها وبين تركيا، إذ تشير مزاعم إلى دعم الدولة السُنية لفصائل المعارضة المُسلحة ومدّها بالأسلحة والإغاثة، على الرغم من النفي المتكرر لتركيا بوجود صلة بينها وبين المعارضة المُسلحة.

وبالتالي؛ فسيطرة الحكومة السورية عليها يقطع الإمداد عن معارضيها بعد السيطرة على الحدود.
وتُعتبر محافظة إدلب ملاذًا لعشرات الآلاف من مسلحي المعارضة والمدنيين الذين اضطروا لترك منازلهم في مناطق أخرى في غرب سوريا استعادتها الحكومة السورية وحلفاؤها، بحسب صحيفة "الحياة" اللندنية.

المدنيون
تسببت الغارات المُكثفة والمستمرة على إدلب في نزوح عدد كبير من المدنيين؛ إذ قالت الأمم المتحدة؛ إن وضع المدنيين المشردين مؤخرًا بسبب القتال في إدلب صعب حيث تواجه وكالات الإغاثة صعوبات في الوفاء باحتياجاتهم، بحسب وكالة أنباء "رويترز" البريطانية.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه، إن 55 بالمئة من التجمعات السكانية في محافظة إدلب مثقلون بالأعباء. وفي نحو 10 بالمئة من تلك التجمعات يشكل النازحون أكثر من 70 في المائة من إجمالي عدد السكان.
وأشار المكتب، في بيان له أمس، إلى أن المعارك أجبرت بعض منظمات الإغاثة على وقف عملها في مناطق بجنوب إدلب.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان