لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تسونامي إندونيسيا| مقابر جماعية لآلاف القتلى وفرار 1200 سجين (صور وفيديوهات)

03:02 م الإثنين 01 أكتوبر 2018

كتبت- رنا أسامة:

ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المُدمر والتسونامي اللذين ضربا مدينتيّ بالو ودونجالا بجزيرة سولاويسي الإندونيسية إلى 1203 قتلى، مع توقّعات بانتشال مزيد من الضحايا، في ظل حالة طوارئ تستمر حتى 11 أكتوبر المقبل، حسبما أعلنت الوكالة الوطنية للكوارث في إندونيسيا، الاثنين.

ونقلت وكالة الأنباء المحلية (أنتارا) عن نائب رئيس منظمة خيرية كُبرى في إندونيسيا، إنسان نورهمان، قوله "وصل عدد الضحايا إلى 1203 قتلى في عدد من المواقع، كان أغلبها في بيتوبو، التي تساوت منازلها بالأرض بعد أن اجتاحتها موجات المد العاتية (التسونامي)".

كان مئات الإندونيسيين قد تجمّعوا لحضور مهرجان على شاطئ مدينة بالو، الجمعة الماضي، عندما اجتاحت أمواج وصل ارتفاعها إلى 6 أمتار المدينة وقت الغروب، أعقبها زلزال عنيف بلغت قوته 7.5 درجة بمقياس ريختر. واستمرت الهزات الارتدادية القوية حتى بعد ظُهر السبت.

"دمار شامل"

ذكرت الوكالة الإندونيسية المعنيّة بتقييم وتطبيق التكنولوجيا في بيان، السبت، أن الطاقة التي نجمت عن الزلزال كانت تزيد بنحو 200 مرة عن قوة القنبلة النووية التي أُسقطت على هيروشيما في الحرب العالمية الثانية.

ووصفت الدمار بأنه "شامل" بعد انهيار آلاف المنازل والمستشفيات والمراكز التجارية والفنادق ومراكز التسوق. وجرفت المياه أحد الجسور بينما انقطع الطريق الرئيسي المؤدّي إلى بالو بسبب انهيار أرضي.

وغطّت شوارع بالو هياكل سيارات وأنقاض مبان وأشجار مكسرة وخطوط كهرباء مقطوعة، تعكس عنف الهزات الأرضية التي شعر بها سكان مناطق تبعد مئات الكيلومترات، والموجة التي ضربت الشاطئ بارتفاع 1,5 مترًا.

وجرى إجلاء 16 ألفًا و732 ونقلهم إلى مُخيّمات في 123 مركزًا بمدينة بالو، مُقاطعات دونجالا. ولا يزال الكثيرون عالقين تحت ركام الأبنية المُنهارة جراء الزلزال العنيف.

وقضى الناجون في بالو، ليل السبت، مُستلقين على أسرّتهم في الهواء. وحثّ المسؤولون السكان على عدم العودة إلى منازلهم كإجراء احترازي.

وتتعرض إندونيسيا باستمرار للزلازل لوجودها في منطقة "طوق النار"، وهي حزام من سلسلة من الزلازل المتواصلة والثورات البركانية التي تحيط بسواحل المحيط الهادي.

وفي عام 2004، ضربت أمواج عاتية في أعقاب زلزال شديد جزيرة سومطرة الإندونيسية، وقتلت 226 ألفًا في أنحاء المحيط الهندي، بينهم أكثر من 120 ألفًا في إندونيسيا.

"دفن جماعي"

ذكرت تقارير محلية أن متطوّعين إندونيسيين في بوبويا، على التلال المطلة على مدينة بالو الساحلية، حفروا قبورًا لأكثر من ألف شخص، في أعقاب تلقّيهم تعليمات بالاستعداد لدفن 1300 شخص.

وشوهِد عدد من الناجين وهم يبحثون في المشارح عن أقرباء لهم، في الوقت الذي تواصل فيه السلطات جهودها لانتشال مزيد من الأحياء ومحاولة منع انتشار أي مرض بسبب تحلّل الجثث.

وقال المتحدث باسم وكالة إدارة الكوارث، سوتوبو بوروو نوجروهو، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "أعداد القتلى ستواصل الارتفاع"، مُشيرًا إلى بدء الدفن الجماعي للضحايا.

انتشرت جثث القتلى في شوارع مدينة بالو بجزيرة سولاسي. ولقي مراقب جوي في مطار بالو مصرعه بعد بقائه في برج المراقبة بمفرده للتأكد من سلامة إقلاع إحدى الطائرات وقت وقوع الزلزال، الجمعة.

ورجّح نائب الرئيس الإندونيسي، يوسف كالا، ارتفاع الحصيلة النهائية لضحايا تسونامي إندونيسيا إلى "آلاف القتلى"، مع تعذّر الوصول إلى عدة مناطق متضررة وفقد عديد من الأشخاص، بينهم 61 أجنبيًا. فيما لا يزال 540 في حالة حرِجة موزّعين على عدد من المستشفيات.

ونقلت الوكالة الفرنسية عن ريزا كوسوما (35 عامًا)، وهي تحضن طفلها الذي يعاني من الحمى داخل مركز لإيواء النازحين في مدينة بالو، قولها "الوضع شديد التوتر".

وتابعت كوسوما "سيارات الإسعاف تحضر جثثًا على مر الدقائق. مياه الشرب شحيحة. المحال تتعرض للنهب في كل مكان".

"تحذير مُسبق"

كانت وكالة الأرصاد والجيوفيزياء الإندونيسية أصدرت تحذيرًا من أمواج المد العاتية بعد الزلزال، لكنها رفعته بعد 34 دقيقة، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة؛ لاسيّما وأنها سحبت التحذير بسرعة للغاية.

لكنّ المسؤولين قالوا إن الأمواج كانت قد وصلت بالفعل وقت صدور التحذير.

وذكرت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، أن النقص المالي في تفعيل نظام الإنذار المبكر من أمواج تسونامي "ظل في مرحلة الاختبار منذ سنوات بسبب خلافات داخلية بين المؤسسات، وتأخير في التمويل اللازم الذي لم يتعدّ 69 ألف دولار".

وأوضحت أنه كان من المقرر أن يتم في قاع البحر نصب أجهزة جديدة للاستشعار بالهزات عقب تسونامي 2004، الذي أودى بحياة 250 ألف شخص.

بيد أن خلافات داخلية بين الوكالات المعنية بإنشاء النظام الجديد، وتأخير التمويل أبقى النظام عند مرحلة "نموذج مبدئي"، تم تطويره من قِبل مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية بمبلغ 3 ملايين دولار.

وعرضت دول مجاورة، منها أستراليا وتايلاند والصين، تقديم المساعدة. وأعلن الاتحاد الأوروبي تقديم مساعدات فورية بقيمة 1.5 مليون يورو (1.74 مليون دولار أمريكي).

"فرار سجناء"

وفي جاكرتا، أعلنت السلطات، الاثنين، أن نحو 1200 سجين فروا من 3 سجون في إندونيسيا، مُستغلين فرصة الزلزال الذي ضرب جزيرة سيليبيس.

وأوضح مسؤول في وزارة العدل، سري بوجوه أوتامي، أن السجناء وجدوا وسيلة للفرار من السجون التي تضم عددًا من المعتقلين يفوق طاقتها في بالو ودونجالا، بحسب وكالة الأنباء المحلية.

وقال لوكالة الأنباء الفرنسية: "إنني واثق من أنهم هربوا؛ لأنهم كانوا يخشون أن يتضرروا بالزلزال. إنها بالتأكيد مسألة حياة أو موت بالنسبة للسجناء".

وتابع أن سجن دونجبالا على وجه الخصوص تعرّض للحرق، وفر السجناء الـ343 المحتجزين فيه، مشيرا إلى أن معظم هؤلاء كانوا مسجونين بتهم فساد وجنح مرتبطة بالمخدرات.

وأضاف أن الحراس لم يتمكنوا من منع السجناء من الفرار بسبب انقطاع التيار الكهربائي، فضلا عن أعداد السجناء كانت تفوق عدد حراس السجن.

وإندونيسيا هي أكبر دولة إسلامية في العالم من حيث عدد السكان، لكن يوجد بها مسيحيون في بعض المناطق مثل جزيرة سولاويسي المُتضررة من الزلزال.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان