مؤتمر "زعماء العالم والأديان التقليدية" يبحث اليوم قضايا العولمة والدين والإرهاب بالأستانا
أستانا - (أ ش أ):
واصل مؤتمر "زعماء العالم والأديان التقليدية" في دورته السادسة، المنعقدة بالأستانا عاصمة كازاخستان، أعماله لليوم الثاني على التوالي، اليوم الخميس، لمناقشة عدة قضايا معاصرة، من خلال أربع جلسات عمل تحت عناوين "العالم في القرن الحادي والعشرين كمنهج للأمن العالمي" و"الأديان في الجيوسياسة المتغيرة: فرص جديدة لتضامن الإنسانية" و"الدين والعولمة: التحديات وسبل مواجهتها" و"زعماء والشخصيات السياسية في مواجهة التطرف والإرهاب".
وأكد المشاركون في الجلسة الأولى، أهمية مواجهة التحديات الحالية، حيث يتم حاليا بناء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب في السياسة الدولية، وتشهد العلاقات الدولية توترا متزايدا ويتصاعد خطر استخدام الدين في حل النزاعات الدولية ودعم أنشطة التنظيمات الدولية وانتهاك حقوق وحريات الإنسان.
وأضافوا أن الاقتصاد العالمي يشهد حالة من عدم الاستقرار نتيجة لسياسة العقوبات والحروب التجارية وتقلب البورصات العالمية وتقلص الاستثمارات، وأشاروا إلى أن التهديدات الأمنية وعدم السيطرة على حركة المهاجرين ومسارات تجارة المخدرات والجريمة المنظمة وتنامي ظاهرة عدم قبول الآخر وزيادة التعصب والتطرف الديني والإرهاب تمثل تحديات كبيرة لكافة دول العالم.
وفي الجلسة الثانية، بحث المشاركون دور الأديان في العالم، حيث تحدث العولمة تغييرات كبيرة في التصورات التقليدية حول السياسة والاقتصاد والثقافة والدين والتقاليد والقيم الروحية، مؤكدين انتشار وتضاعف أعداد الجماعات الراديكيالية التي تقوم بنشر بذور العداء الديني وعدم قبول الآخر والتعصب.
وأشاروا إلى أن هناك رؤية لدى المجتمع الدولي حول أهمية إنشاء نظام للأمن العالمي الذي يحول دون تفاقم الخلافات بين الحضارات والأديان، مضيفين أن الأديان تعتبر أساس الجانب الروحي والأخلاقي للإنسان، وهي آليات مطلوبة في الجيوسياسية وتحتاج المجتمعات المعاصرة إلى القدرات التكاملية التي تمتلكها المعتقدات للتأثير على الوعي وإثارة الاستفزازات.
وأكدوا أهمية الأديان التي تعتبر ضمانا لتفادي التصعيد في المواقف المختلفة على المستوى المحلي والإقليمي، موضحين أن المعرفة الواسعة والمتعمقة للأديان تعد عاملا مهما في الجيوسياسية.
أما الجلسة الثالثة، فقد ناقش المشاركون فيها ظاهرة العولمة التي تعتبر معقدة ومتعددة الأشكال ولها جوانب إيجابية وسلبية، مؤكدين أن العولمة المتجسدة في صورة التغريب وتعميم الثقافات تدفع المجتمعات إلى تبني ممارسات حثيثة رامية إلى تعزيز الهوية الذاتية وتقوي الشعور بالوعي الذاتي الوطني والانتماء الثقافي والتاريخي والديني.
وأضافوا أن المعتقدات الدينية الدخيلة المستمدة من مختلف الديانات والتصورات الفكرية المعاد صياغتها وصور الثقافة الجماهرية تلقى انتشارا واسعا، مشددين على ضرورة أن يقوم زعماء الأديان بتقديم - بشكل مسئول ومناسب - البرامج البناءة لزعماء العالم السياسيين من أجل بناء عالم خالٍ من الصراعات.
وبحث المشاركون في الجلسة الرابعة، دور الزعماء والشخصيات السياسية في مواجهة التطرف والإرهاب، حيث أكدوا أن الوضع الحالي في العالم يمثل مخاوف مشروعة، حيث يكتسب الإرهاب الدولي أبعادا جديدة ، خاصة وأن الأعمال الإرهابية لم تعد منفردة بل اتخذت طابع العداء ضد الإنسانية بأسرها.
وأوضحوا أن التنظيمات الراديكالية تستخدم التكنولوجيا الحديثة بشكل فعال، وتكشف صراحة عن رغبتها في الحصول على صفة "كيان شبه رسمي" وأن مواجهة الإرهاب والتطرف تعتبر مسؤولية المجتمع الدولي وكافة الدول والمجتمعات.
وأكد المشاركون، أن الأديان تعد العنصر الحاسم في الصراعات الحضارية المتحكم في حدتها، حيث أن الأديان تتعامل بتحفظ شديد وثبات عند مواجهة الزحف الروحي الراديكالي، موضحين أن كازاخستان تسهم بنشاط في تهيئة الظروف لإقامة حوار بناء في مواجهة التطرف والإرهاب وبشكل عام التصدي للتحديات القائمة والمستقبلية في مجال الأمن العالمي.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: