لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"خرج ولم يعد": رزان ورفاقها.. خمس سنوات من المصير المجهول

11:30 ص الجمعة 12 أكتوبر 2018

الناشطة الحقوقية رزان زيتونة

كتب – محمد الصباغ:

خلال الحرب الأهلية السورية التي بدأت في عام 2011، ربما لم يتوحد السوريون أبدًا. حرب طاحنة بين القوات الحكومية وحلفائها وبين المعارضة المسلحة السُنّية والداعمين لها، ما أسفر عن نزوح الملايين ومقتل مئات الآلاف.

لكن هناك أربعة أشخاص شكّلوا واقعًا مختلفًا في سوريا، حيث توحّدت أطراف الحرب في التعبير عن دعمهم لهم بعد اختفاء قسري ومصير مجهول منذ ديسمبر 2013.

في تلك الليلة الباردة بمدينة دوما بغوطة العاصمة السورية دمشق، تم اختطاف الرباعي رزان زيتونة، وزوجها وائل حمادة، ومعهم زملائهم سميرة خليل، وناظم حمادي، الذين عُرفوا فيما بعد بـ"نشطاء دوما الأربعة".

كان تنظيم "جيش الإسلام" هو المسيطر على منطقة الغوطة الشرقية، وفي يوم الثالث عشر من ديسمبر 2013، اقتحم مسلحون مكتب "مركز توثيق الانتهاكات في سوريا" واختطفوا الناشطين الأربعة، ولا يعرف حتى الآن مصير أي منهم.

انطلقت بعدها حملات كبيرة شارك فيها مناصرون ومعارضون للحكومة، وطالبوا بالكشف عن مصير الرباعي، وكان من بين شعاراتها "خاين يللي بيخطف ثائر".- "خائن الذي يخطف ثائرا."

كانت رزان زيتونة أشهرهم ومن أكثر النشطاء المعروفين بمجال حقوق الإنسان في سوريا، ووصفتها وسائل الإعلام المحلية المعارضة بالشجاعة ضد الحكومة السورية والأجهزة الأمنية، وهي ذات توجه علماني.

لم يرض المسلحون المعارضون أيضًا عن توجهات ونشاط الرفاق الأربعة وعمل مركزهم، حيث كانوا يفضحون انتهاكات المعارضة المسلحة التي تقاتل ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

وبالتالي ربما للحكومة والمعارضة المسلحة دافع لقتل أو إخفاء الأربعة، لكن حتى اللحظة لم يُعلن عن مصير زيتونة ورفاقها سواء كانوا قد قتلوا أو تم اختطافهم.

كانت زيتونة من بين أول المشاركين في المظاهرات السورية ضد حكومة الأسد في عام 2011، وعملت مع زملائها على توثيق ما تشهده من خلال مركزهم الحقوقي سواء انتهاكات ارتكبتها الحكومة أو المعارضة المسلحة.

في مقطع فيديو يعود إلى ثمانية أشهر بعد انطلاق المظاهرات السورية ضد الأسد وتحديدا في ديسمبر من عام 2011، نشرت رزان زيتونة مقطع فيديو أشارت فيه إلى "وحشية النظام السوري" وقالت إنها تواجه واحدا من أشرس الأنظمة في العالم.

بعد خمس سنوات على اختفاء الرباعي، بدأت بعض الدلائل في الظهور حول المسؤولين عن الجريمة، مثل بعض الكتابات بخط اليد التي تقول "سوف أقتلك"، وكذلك تسجيل دخول إلى الحاسب الشخصي الخاص بها بعد أن سرقه المختطفون من مكتبها.

في أغسطس الماضي، نشرت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية تحقيقًا حول اختفاء الرباعي، ذكر أن هناك إشارة واضحة على أن جماعة "جيش الإسلام" المسلحة تقف وراء عملية اختطاف النشطاء وحبسهم في سجن "التوبة" الخاص بالتنظيم.

كان "جيش الإسلام" أقوى التنظيمات المعارضة المسلحة في دوما في ذلك الوقت، وأنكر باستمرار أن يكون له أي دور في اختفاء النشطاء، وقال العديد من أصدقائها وزملائها إنه من المرجح أن تكون قتلت بعد الاختطاف بفترة لا يعلمها أحد.

في أبريل، استعادت قوات الحكومة السورية السيطرة على مدينة دوما، وتم إجلاء مقاتلي جيش الإسلام وعائلاتهم وآلاف المدنيين، وإطلاق سراح السجناء الذين اختطفوهم، إلا أن زيتونة وزملائها لم يظهروا، مما أثر بالسلب على أمل أصدقائها في أن تكون حية.

زار صحفيون سجن التوبة المهجور، حيث احتجز جيش الإسلام مئات الأشخاص على مر السنين، بما في ذلك معارضي الأسد.

من بين الإشارات أيضًا على تورط "جيش الإسلام" كان قبل الاختطاف بأسابيع، حينما تلقت زيتونة العديد من التهديدات، كان منها مذكرة مكتوبة بخط اليد حملت عبارة "سوف أقتلك".

منحت المذكرة زيتونة ثلاثة أيام لتغادر وإلا سوف تُقتل، واعترف مسؤول بجيش الإسلام في وقت لاحق، في محكمة محلية أنه هو من أرسل الرسالة بأمر من الجماعة المعارضة، ولكن أطلقت المحكمة سراح المسؤول بعد تدخل زعيم جيش الإسلام زهران علوش.

لفت تحقيق أسوشيتد برس إلى احتمالية الوصول إلى المكان الذي دُفنت فيه زيتونة وزملائها، حيث ذكرت أن جيش الإسلام دفنها في مزرعة بالقرب من السجن، أو ربما تم دفنهم في حوش ناصري، وهي قرية قريبة.

بينما صرح مسئول موال للحكومة السورية للوكالة أن رزان وزملائها ربما دفنوا في النشابية، المدينة التي تبعد أميالًا عن دوما، وذكر أن مجموعته بالتعاون مع الجيش السوري تقوم بحفر أحد القبور الجماعية لأشخاص قتلهم جيش الإسلام، وإن لديه معلومة بأن جثمان زيتونة من الممكن أن يكون هناك أيضًا.

يبقى حتى الآن مصير الرباعي غير معلوم وتظل التكهنات قائمة حول مصيرهم. ومع اقتراب الحرب السورية من النهاية، والوصول لحل نهائي سياسي مع استعادة بشار الأسد لأغلب الأراضي التي سبق وسيطر عليها المعارضون المسلحون، تبقى الرغبة في الوصول إلى مصير رزان ورفاقهما قائمة.

رزان هي مدافعة سورية عن حقوق الإنسان وكاتبة، وبحسب مركز رصد الانتهاكات الخاص بالرباعي، فإنها تلقت في 2011 جائزة آنا بوليتيكوفسكايا وجائزة سخاروف من البرلمان الأوروبي على حرية الفكر. كما تلقت جائزة شجاعة النساء الدولية لعام 2013.

وينشر موقع المركز الحقوقي إلى الآن قائمة بالأفراد الأربعة منذ اختطافهم في ديسمبر 2013، ويذكر أنهم اختطفوا على يد مجموعة مسلحة "ومصيرهم ومكانهم مجهول".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان