"الشتاء قادم".. هل تتجمد العلاقات الأمريكية الصينية؟
كتب - هشام عبدالخالق:
يتصاعد التوتر والخوف لدى المسؤولين الصينيين أن الرئيس الأمريكي قد يكون جادًا في تهديداته بقلب جميع العلاقات الثنائية بين الدولتين التي تم تكوينها على مدار عقود.
شبكة "سي إن إن" الأمريكية، قالت في تحليل لها، السبت، إن إدراك الصين أن تلك التهديدات من جانب واشنطن أكبر من كونها مجرد إشاعات، كان بمثابة الصدمة لها.
ومنذ شهر يونيو، تدهورت العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والصين بشكل سريع، من خلال مجموعة من الجبهات، ليس فقط في مجال التجارة، ولكن أيضا في المجالين العسكري والسياسي.
وتذكر الوكالة، أن هذا قد لا يكون بداية حرب باردة جديدة بين الدولتين، على الأقل ليس الآن، لكن العلاقات بين الدولتين تدهورت لمنحنى عميق لم يسبق له مثيل.
وقد يلتقي الرئيس الصيني شي جين بينج بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، في قمة الدول العشرين السنوية في بوينس آيرس بالأرجنتين في نوفمبر المقبل، وذلك في محاولة منه (شي) للوصول لحل، ولكن يخشى خبراء السياسة في كلا الجانبين أنه قد يكون قد فات الوقت للتوصل إلى حل لعودة العلاقات كما كانت.
ويقول مدير منظمة "المجتمع الآسيوي" التي تركز على العلاقات بين الصين وأمريكا، ومقرها نيويورك، أورفيل شيل: "يوجد تحول جذري في الولايات المتحدة بنسب لم أرها في حياتي، وأعتقد أننا في المرحلة الأخيرة حيث يمكن جزء من العلاقات بين الدولتين".
وعندما أعلن نائب الرئيس الأمريكي الأسبوع الماضي أن الصين تتدخل في الانتخابات الأمريكية، في خطاب شديد اللهجة انتقد فيه أيضًا اعتداءات حقوق الإنسان، قارن الكثيرون بينه وبين خطاب ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني السابق حول الحاجز الحديدي، وتوقع البعض اندلاع حرب باردة جديدة ولكن هذه المرة يكون طرفاها الولايات المتحدة والصين.
بعد أيام من خطاب بنس، ضاعف مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية كريستوفر راي من تصريحات نائب الرئيس، حيث قال إن "الصين تشكل خطرًا أكبر على الولايات المتحدة من روسيا"، وذلك في جلسة استماع بالكونجرس يوم الأربعاء.
ومثلت تصريحات المسؤولين الأمريكيين صدمة بالنسبة لنظرائهم الصينيين، الذين أداروا حملة كبيرة لتملق الرئيس الأمريكي.
واختلفت ردود الفعل على هذه التصريحات في كلًا من بكين وواشنطن، ففي الولايات المتحدة، أصبحت الصين بمثابة العدو الأكبر الذي استطاع توحيد السياسيين من الجمهوريين والديمقراطيين، وهو ما يُعد شيئًا رائعًا بالنسبة للرئيس ترامب.
يتفق المسؤولون الحكوميون والخبراء الأكاديميون وقادة الأعمال في الولايات المتحدة، بحسب ما ذكرت شبكة "سي إن إن"، على ضرورة زعزعة العلاقات الأمريكية - الصينية، والتي يقولون إنها كانت مائلة لصالح الصين لفترة طويلة جدًا، وهي النقطة التي كثيرًا ما تحدث عنها ترامب.
هل تتراجع بكين؟
قال مسؤول أمريكي بارز لشبكة "سي إن إن" مؤخرًا إن التعريفات الجمركية المتتالية التي فرضها ترامب على الواردات الصينية، جعلت الحكومة في بكين تتخبط من أجل الوصول إلى رد فعل، وعدم وجود إجراءات مضادة بغية الفوز في تلك الحرب التجارية.
وأكد المسؤول الأمريكي، الذي رفض ذكر اسمه، أن استراتيجية ترامب تعمل، وأن الصينيين سيتعرضون لضغط اقتصادي متصاعد.
وتضيف الوكالة، توجد بعض علامات تخفيف الضغط من بكين، بعد الخطاب المتشدد الأولي من المسؤولين الحكوميين ووسائل الإعلام، وقال السفير الصيني في واشنطن لأحد المراسلين الأمريكيين مؤخرًا، إن بلاده (الصين) مستعدة لتقديم تنازلات إذا أظهرت الولايات المتحدة "صدقها".
وأصرّ بعض المسؤولين الصينيين، على الصعيد الشخصي، على أن العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والصين "مفيدة للطرفين"، وعن استيائهم من بعض تصريحات الرئيس الصيني شي، وموقفه العدواني بشأن قضايا مثل التجارة وبحر الصين الجنوبي، والتي يعتقدون أنها أدت إلى رد فعل قوي من الولايات المتحدة ضد الصين.
ويقول أحد المحللين لشبكة "سي إن إن" إنه يوجد بعض الضغط المتزايد من المسؤولين الصينيين ضد الرئيس شي، بسبب عدم رضاهم عن الطريقة التي تم التعامل بها مع العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الولايات المتحدة.
ويخشى بعض المسؤولين الصينيين، بحسب الشبكة، من أن الصدامات المستقبلية بين الصين والولايات المتحدة، إذا لم يتوصل أي القائدين إلى حل وسط وتسوية، ستشعل - بلا شك - حماسة المتشديين في الصين من أعضاء الحكومة والعسكريين وحتى عامة الشعب.
وتختتم الشبكة تحليلها بقولها: "مع اقتراب الشتاء على كلا الدولتين، يتصاعد الخوف من تجمد العلاقات بين الولايات المتحدة والصين".
فيديو قد يعجبك: