لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل سجل خاشقجي لحظات مقتله.. أم تكذب تركيا؟

04:05 م الأحد 14 أكتوبر 2018

الصحفي السعودي جمال خاشقجي

كتب - أشرف جهاد:

"خاشقجي وثق عملية اغتياله بساعته (أبل)، وتركيا تملك تسجيلات لوقائع التحقيق وتعذيب خاشقجي حتى الموت".. يبدو تصريحًا شبه ختامي يوحي بقرب حل لغز اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي بعد دخوله قنصلية بلاده في أنقرة.

فقط لو كانت ساعة "Iwatch" التي كان يرتديها خاشقجي يمكنها فعلا أن تسجل تفاصيل ما جرى له، ونقله لهاتف الآيفون الذي تركه مع خطيبته التركية التي كانت تنتظر خارج السفارة، كما وصفت المصادر الأمنية التركية لصحيفة "صباح" التركية مساء الجمعة 12 أكتوبر. فهل يمكن لساعة أبل الشهيرة فعل ذلك؟

ثغرات في رواية الأمن التركي

في تقريرها، نسبت صحيفة صباح إلى "مصادر يمكن الاعتماد عليها في إدارة مخابراتية خاصة" قولها "خاشقجي شغّل خاصية التسجيل على ساعته قبل أن يدخل القنصلية".

وأضافت الصحيفة: "لحظات استجواب خاشقجي وتعذيبه وقتله مسجلة في ذاكرة ساعة أبل الخاصة به"، مشيرة إلى أن التسجيلات أرسلت إلى هاتفه الآيفون الذي تركه بحوزة خطيبته التي كانت تنتظره خارج القنصلية، إضافة إلى مخزن icloud".

وشكك روبرت باير، المحلل في أمن المعلومات والاستخبارات لدى "سي. إن. إن: في الرواية التركية، قائلا: خاشقجي كان بعيدا جدا عن هاتفه ليتم الاتصال بينهما بالبلوتوث، ومن غير المرجح أن يكون خاشقجي قد رتب لنقل التسجيل مقدما".

الاتصال مستحيل

لمعرفة أسباب تشكيك باير، ينبغي فهم كيف تعمل الـ"آي واتش" أولا:

لإرسال التسجيلات تحتاج ساعة "أبل" بطرازاتها الأربعة إلى واحدة من 3 أشياء:

1- أن تكون مقترنة بجهاز أبل الذي تم تعريفها عليه، وعن طريق البلوتوث يتم نقل المعلومات بينهما أو إلى الإنترنت عبر جهاز الهاتف كوسيط. وهنا هذا الأمر صعب جدا، لأن الهاتف ترك مع خطيبة خاشقجي على بعد عشرات الأمتار، ودخل الصحفي إلى القنصلية، ما يجعل من المستحيل حدوث اقتران واتصال بين الهاتف والساعة.

2- الاتصال عبر شبكة واي فاي، تم الدخول عليها مسبقا عبر هاتف الآي فون المقترن. وفي هذه الحالة سيكون الهاتف متصلًا بالإنترنت مستقلا عن الهاتف.

للمزيد: اضغط هنا

ويتم تحديث النسخة الاحتياطية لأية تسجيلات في هذه الحالة عندما يعود الاقتران مع الهاتف. ووفق الرواية التركية، فهم لا يعرفون مكان الساعة، ما يعني أنه لم يحدث أي اقتران بين الهاتف والساعة بعد دخول خاشقجي لمقر القنصلية.

لمعرفة المزيد اضغط هنا:

3- الاتصال عبر cellular وهي تقنية متوفرة فقط في أبل واتش 3 و4، ولا تتوفر للإصدارات السابقة، وهي خدمة يقدمها بعض مقدمي خدمات الاتصالات المحمولة في عدة دول، تمكن الساعة من إجراء الاتصالات والدخول للإنترنت بدون وجود الهاتف، وبأسعار مخفضة. لكن هذه الخدمة غير متوفرة في تركيا كما يوضح موقع أبل:

بصمة الإصبع غير الموجودة

لذا كان من الصعب، وربما المستحيل حدوث اقتران بين الساعة وهاتف خاشقجي الذي كان بحوزة خطيبته، وبالتالي يصعب الحصول على نسخة من التسجيلات من الساعة على هاتف خاشقجي الذي ترك بحوزة خطيبته.

لكن ماذا عن احتمال دخول الساعة على شبكة واي فاي القنصلية، فربما يكون خاشقجي سبق أن دخل عليها عبر هاتفه الذي تركه هذه المرة مع خطيبته، لذا حفظت إعداداته في الساعة التي دخلت تلقائيا على الشبكة المخزنة بياناتها لديها؟

في هذه الفرضية، سجل خاشقجي ما حدث حتى النهاية عبر برنامج IREG، اقرأ: اضغط هنا

ثم أرسله قبل وفاته عبر الإنترنت لحسابه على الميل أو أي شخص.

لكن هذا ليس ما حدث وفق الرواية التركية، فوفق ما جاء في صحيفة صباح "اكتشف المحققون السعوديون أثناء التحقيقات أن خاشقجي يسجل ما يحدث عبر ساعته، فسارعوا لغلقها بإدخال أكثر من رمز خاطئ، وفي النهاية أغلقوها ببصمة إصبعه بعد وفاته ونجحوا في مسح بعض الملفات".

لكن موقع أبل لم يذكر وجود بصمة الإصبع ضمن الخصائص المتضمنة في ساعة آي واتش، وقال مصدر بالشركة لـ"سي إن إن": "لا توجد هذه الخاصية في ساعة أبل".

اقرأ تقرير سي إن إن

حتى في أحدث طرازات ساعة أبل، يبدو أنه من المستحيل أن يحدث اقتران بين الساعة والموبايل وICLOUD، بطريقة مماثلة لما قالته الرواية التركية.. للقراءة أكثر عن الساعة:اضغط هنا

الحديث عن التسجيلات وترك بيانات أهم

اقتصر المسؤولون الأتراك على الحديث عن تسجيلات للحظات التحقيق والتعذيب والقتل وما بعده، لكن إذا كانت التسجيلات قادمة فعلا من ساعة خاشقجي، لكان معها ربما ما هو أهم.

فبإمكان مستشعر دقات القلب، الموجود بالشاشة والذي يرسل تقارير دورية للساعة في حالة الاقتران، إعطاء تقارير دقيقة عن حالة خاشقجي الصحية ودقات قلبه، خصوصا في حالات التسارع والتوقف.

وإذا كان لدى خاشقجي طراز حديث من Apple Watch، لحددت جهات التحقيق مكانه بدقة عبر رقاقة مستقبل GPS المدمجة في الساعة.

هنا قضايا مختلفة تم حلها بالاعتماد على ساعة أبل، نظرًا لاقترانها مع الهاتف وقت الحادث، اقرأ:

إن وجدت... من أين جاءت التسجيلات؟

إذا كانت كل الشواهد تقول إنه لا يمكن أن تكون هناك تسجيلات لدى تركيا عبر الآي واتش، فهل هذا يعني أن تركيا تناور وليس لديها تسجيلات؟

ليس هناك إجابة حاسمة عن هذا التساؤل، ربما لا توجد تسجيلات، وربما هناك تسجيلات، يقول المحلل الاستخباراتي أندرسون كوبر، لـ"سي إن إن": "إن كانت هناك تسجيلات، فأعتقد أن ما حدث هو بوضوح أن الأتراك لديهم أجهزة تنصت على القنصلية السعودية".

وتابع: "الأتراك لا يثقون في البعثات الدبلوماسية، لذا معظم السفارات والقنصليات مراقبة هناك، وإذا كانت هناك تسجيلات فهي عن طريق المراقبة اللا سلكية للقنصلية السعودية، لكن تركيا لا تريد أن تعترف بذلك".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان