لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"ديلي بيست": لماذا يستهدف قراصنة قطر المعارضة السورية؟

09:47 م الإثنين 15 أكتوبر 2018

القرصنة الالكترونية

كتب - هشام عبد الخالق:

نشر موقع "ديلي بيست" الأمريكي تقريرًا حول القرصنة التي يقوم بها النظام القطري بحق قادة المعارضة السورية. ويقول التقرير: "إن القراصنة التابعون لقطر يحاولون اختراق رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بأعضاء بارزين في المعارضة السورية مقيمين في الولايات المتحدة".

وتم الكشف عن هذا الاختراق، الذي نشرت عنه وكالة "بلومبرج" وصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكيتين، عن طريق دعوى قضائية قدمها الممول الجمهوري السابق المتصل بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إليوت برويدي، الذي تعرض هو نفسه للاختراق من قبل.

ويقوم الاختراق على أساس استهداف موقع "TinyUrl.com" الذي يختصر الروابط لإخفاء عمليات التصيّد الاحتيالي ولأهداف أخرى، ومن ثم إرسال رسائل بريد إلكتروني خادعة تهدف إلى جذب المستهدفين وإغوائهم بإدخال كلمات مرور البريد الإلكتروني الخاصة بهم إلى موقع إلكتروني مزيف يديره قراصنة محترفون.

ويوضح الموقع أن شركة TinyUrlقدمت عددًا هائلًا بلغ 11000 صفحة من المواقع الإلكترونية ورسائل البريد الإلكتروني التي تم استخدامها لمحاولة اختراق 1200 هدف خلال عام واحد، في الفترة من 1 يونيو 2017 إلى 31 مايو 2018، حسبما تدل البيانات التي التي اطلع عليها الموقع.

ويقول أحد خبراء الطب الشرعي، على دراية بالبيانات: "من المستبعد للغاية أن يقوم أفراد بذلك"، في إشارة لتوجيه الاتهام للدوحة العاصمة القطرية.

ويقول جاسم بن منصور آل ثاني، الملحق الإعلامي في السفارة القطرية بواشنطن لصحيفة "نيويورك تايمز": "إن هذه الاتهامات ضعيفة وقائمة على الافتراضات والتخمينات".

وكان معظم الأهداف التي بلغ عددها 1200 أعداء بارزون للإمارة الخليجية الغنية بالغاز، على الرغم من أن بعض الأهداف كانت غير ذات أهمية مثل فنانات بوليوود.

وكان لدى الأهداف الأكثر وضوحًا والمقيمة في الولايات المتحدة وأوروبا، منصات تابعة شركة "جوجل" كانت سهلة الاختراق، وكانوا يستخدمون تلك المنصات لإصدار بيانات ضد قطر، أو تم توظيفهم من قِبل السعودية أو الإمارات أو البحرين، لممارسة بعض أعمال الضغط في الغرب.

ومن بين الأهداف التي تعيش في الشرق الأوسط، تم استهداف جهات ملكية أو مسؤولين حكوميين من البلدان الثلاثة نفسها، التي انخرطت في حصار مستمر منذ أكثر من عام ضد قطر، بسبب سياستها الخارجية، ودعمها لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في مصر كمنظمة سياسية، ولتأمينها عدة مجموعات إسلامية متمردة مختلفة في ليبيا وسوريا، بالإضافة إلى شبكة أخبار الجزيرة.

وبسبب وقوف الولايات المتحدة إلى جانب السعودية في موقفها ضد قطر، تم اختراق إليوت برويدي، حسبما يذكر الموقع.

ولكن، لماذا يستهدف القراصنة المعارضة السورية؟

وكانت قطر أحد أعضاء ما يمكن وصفه بـ "تحالف أصدقاء سوريا"، الذي أسسته واشنطن لعزل نظام بشار الأسد، ومنذ 2011، شنت قناة الجزيرة التي تديرها قطر حملة إعلامية لفضح جرائم النظام السوري ضد الإنسانية، وظهر بعض السوريين الذين يهاجمون النظام على القنوات الإنجليزية والعربية التابعة للشبكة.

ويقول كينان رحماني، مدير الدعايا لجماعة حقوق الإنسان "الحملة السورية" للموقع: "خلال الدوائر السورية المعارضة، كنت معارضًا دائمًا للتنظيمات الإسلامية بشكل عام، وجماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص، ولم أدرك أن ذلك من شأنه أن يجعل قطر تستهدفني كعدو"، وكان تم استهداف الحاسب الخاص بـ "الحملة السورية" على موقع Gmail من قبل القطريين.

وائل السواح، عضو مجلس إدارة المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، وباحث سوري، قال للموقع: إنه "مندهش من وجوده على قائمة أهداف الدوحة، وليس لديّ أي فكرة. أنا منشق عن عائلة الأسد، واضطررت إلى مغادرة سوريا بسبب ذلك، ولست على اتصال بأي جهة حكومية أو أي ممثل غير حكومي في الخليج، ولم أتدخل أبدًا في شؤون الخليج".

ويقول معارضون سياسيون سوريون آخرون، إن القطريين يريدون أن يعلموا ما الحكومات الأخرى التي يتحدثون معها، وذكر أحد النشطاء الذين تم استهدافهم رفض ذكر اسمه، أنه قد يكون تم استهدافه بسبب لقاءاته بإدارة ترامب، والتي من ضمنها لقاء بمجلس الأمن الوطني.

ساشا جوش سيمونوف ليس سوريًا من الأساس، فهو يهودي يحمل الجنسية الأمريكية الكندية، لكنه كان على القائمة، وذلك بسبب عمله على مدار عدة سنوات مع مجموعات متنوعة من المعارضة السورية، بما في ذلك فرقة العمل السورية للطوارئ، ويتعاون سيمونوف اليوم مع بسام باراباندي، وهو دبلوماسي سابق في السفارة السورية في واشنطن، الذي ساعد في تهريب مواطنيه من سوريا التي مزقتها الحرب من خلال إصدار جوازات سفر لأفراد أسرهم المقيمين في الولايات المتحدة، وقد تم استهداف باراباندي أيضًا من قبل القراصنة لكنه رفض التعليق على هذا.

وطبقًا لتقارير إعلامية، دفعت قطر ما لا يقل عن 770 مليون دولار، وما يصل إلى مليار دولار، لتأمين الإفراج عن 26 من أفراد عائلتها المالكة الذين تم اختطافهم من قبل جماعة شيعية تدعمها إيران في العراق.

ويختتم التقرير بنقل قول أحد محللي الصراع السوري الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "في كل مرة نتبع صفقة بين إيران أو الميليشيات الموالية لإيران والمتشددين الإسلاميين في سوريا، نجد أموال قطر".​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان