كيف تحايل ترامب على الوضع وتجنب قول الحقيقية؟
كتبت - هدى الشيمي:
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الرئيس الأمريكي تمكن مرة أخرى من التحايل على الوضع، وتجنب قول الحقيقة، كما يفعل دائمًا.
وألقت الصحيفة الأمريكية، في تحليل منشور على موقعها الإلكتروني، الضوء على تصريحات ترامب في حواره مع برنامج "60 دقيقة" الذي يُعرض على قناة سي بي إس، والتي تحدث فيها عن الكثير من الأمور من بينها قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي بعد دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول التركية، وعلاقته بحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والعلاقات الأمريكية مع كوريا الشمالية، وغيرها.
ولفتت الصحيفة إلى تصريح ترامب بأن بلاده كانت على وشك الدخول في حرب مع كوريا الشمالية، لولا تدخله الذي ساعد على تهدئة الأوضاع، وإنهاء الأزمة.
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن المقابلة التي استمرت 26 دقيقة لم تختلف شيئًا عن مقابلات ترامب الأخرى، والتي يقول فيها سلسلة من الادعاءات الكاذبة والحقائق المُضللة والمبالغ فيها.
وترى واشنطن بوست أن ترامب أثبت ما يؤكده الآخرون وهو أن تصريحاته وكلماته لا تستند على أي حقائق، وأنه شخصًا مخادعًا، يتلاعب بجمهوره.
تختلف منصة "60 دقيقة" عن المنصات الإعلامية الأخرى التي يحرص ترامب على الظهور فيها، وتقول واشنطن بوست إن هذه المقابلة لم تكن سهلة أبدًا، لاسيما وأن المحاورة لا تجمعها علاقة صداقة بترامب، على عكس أصدقائه العاملين في شبكة فوكس، والذي يهللون ويفرحون بأي شيء يقوله لهم، ونتيجة لذلك لجأ الرئيس الأمريكي إلى الخداع عوضًا عن الحقيقة .
تغير المناخ
في بداية الأمر، عندما سُئل عما إذا كان يعتقد أن تغير المناخ خدعة، قال الرئيس الأمريكي: "بالطبع لا، لا أنكر أن المناخ يتغير بالفعل".
وذكر الرئيس الأمريكي أن المناخ سيتغير المناخ مرة أخرى، على الرغم من أن تقييم المناخ الوطني الذي وافق عليه البيت الأبيض العام الماضي، قال إنه لا يمكن العودة إلى الوراء، وأنه لا يمكن إصلاح ما فسد.
كوريا الشمالية
وتعامل ترامب بالطريقة ذاتها عندما سُئل عما إذا كانت كوريا الشمالية تبني المزيد من المفاعلات النووية، وقال في استهجان: "حسنًا، لا يعرف أحد حقيقة هذا الأمر، أعنى، أن الناس يتحدثون عن ذلك".
وأشارت واشنطن بوست إلى أن التقارير الصادرة عن وكالات الاستخبارات الأمريكية خلصت إلى أن بيونجيانج لا تنوي التخلص عن أسلحتها النووية بالكامل، وأنها عوضًا عن ذلك تعمل على إنتاج المزيد من المفاعلات النووية.
حتى إذا استخدم لهجة مُعتدلة في الحديث، تقول الصحيفة الأمريكية إنه غالبًا ما يُدلي بتصريحات متناقضة عما قاله من قبل.
وتوضح الصحيفة أن ترامب يثق جدًا فيما يقوله، ويرفض الاعتراف بأن هناك مشاكل في سياسته المتعلقة بكوريا الشمالية.
كما أنه تجاهل أسئلة متعلقة بالتصريحات التى أدلى بها خلال انعقاد فعاليات الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة، والتي عُقدت في نيويورك، عن علاقته بنظيره الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وأصر على أن جونغ أون موافق على التخلص من الأسلحة النووية.
التدخل الروسي في الانتخابات
وعن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكي، قال ترامب: "اعتقد أنهم تدخلوا في الانتخابات، ولكن اعتقد أن الصين تدخلت في الانتخابات أيضًا".
وعندما اخبرته المحاورة أنه افعاله وتصريحاته ربما تصرف الانتباه عن روسيا، انكر ذلك تمامًا، وقال إنه لا يفعل أي شيء، موضحًا أنه يتهم روسيا بالتدخل في الانتخابات وكذلك الصين.
وذكرت واشنطن بوست أن الاستخبارات الأمريكية والتحقيقات الخاصة بالتدخل الروسي في الانتخابات لعام 2016، لم تجد أي أدلة تدين الصين، أو تثبت محاولتها بالتأثير على اراء الناخبين.
الهجوم على أوباما
وأخيرًا، واصل ترامب هجوم على سلفه باراك أوباما، وانتقد قرارت إدارته، وزعم أن الرئيس الأمريكي السابق تخلى عن شبه جزيرة القرم بعد الغزو الروسي لها.
ودافع عن سياسة الفصل العائلي، التي دعا إلى تطبيقها لمنع دخول المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة.
وتقول واشنطن بوست إن ترامب جعل الأمر واضحًا للجميع، أنه يشعر بأنه حاكم البلاد وبامكانه فعل ما يحلو له. فقال للمحاورة: "أنا الرئيس، وأنتِ لا".
فيديو قد يعجبك: