عباس والسنوار ونتنياهو.. المتحكمون في مصير غزة يفشلون في إخماد بركانها
كتب - محمد عطايا:
نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريرًا عن تأزم الأوضاع بشكل كبير في غزة، حيث تتكرر الاشتباكات التي كانت تحدث كل أسبوع يوميًا بلا هوادة.
وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، من أن تل أبيب ستوجه ضربة عسكرية على نطاق واسع في غزة ضد حماس. وأكد أن الأوضاع في غزة تحتاج إلى أن يتم السيطرة عليها من خلال توجيه العديد من الضربات إلى حركة "حماس"، إلا أن "هآرتس"، أشارت إلى أن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي لا تزيد عن كونها أحاديث لن تتحقق.
وأوضحت الصحيفة أن الرجال الثلاثة الذين يسيطرون على الأوضاع في غزة؛ بينيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، والرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، ويحيى السنوار رئيس حركة حماس في غزة، غير قادرين على وضع اتفاقية لوقف إطلاق النار، مشيرةً إلى أنهم في الوقت ذاته لا يريدون أي تصعيد في القطاع، فكل فرد منهم يحرص جيدًا على عدم الوصول إلى الذروة، وفق أساليبهم الخاصة.
وأشارت "هآرتس" إلى أن السنوار يعد أول شخص يجمع سيطرته على الذراع السياسي والعسكري لحركة حماس في غزة. وقال في تصريحات لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، إنه لا يوجد أي طرف يسعى إلى الحرب، مشيرًا إلى أن المقاومة الفلسطينية لا تريد مواجهة قوة نووية بمقلاع.
وأكدت الصحيفة أن تصريحات سنوار ستجعل القاصي والداني يعتقد أن رئيس الحركة في غزة، صهيوني، يتحدث مثلهم، منوهة في الوقت ذاته، بأن الجيش الإسرائيلي يعلمون جيدًا الأخير.
وأوضحت "هآرتس" أن السنوار لا يتشابه مع سابقيه، فهو غير متشبث بسياستهم، ولديه آرائه الخاصة في أغلب القضايا المثارة.
وأكد أن طموحه ألا يكون مجرد قائد حرب، ولكن رجل دولة، لذلك حاول جديًا السعي وراء المصالحة مع فتح، مشيرًا إلى أنه الآن جاد بشأن هدنة مع إسرائيل.
وأشارت "هآرتس" إلى أنه في الوقت نفسه لا مانع لديه بأن يستمر في دفع الآلاف من المتظاهرين الفلسطينيين على السياج الحدودي، دون الوضع في الاعتبار أعداد الجرحى والقتلى بنيران القناصة الإسرائيليين، لكنه يفضل التهدئة على أن يستمر باللهجة الحماسية، لأنه -بحسب الصحيفة- ستمكنه تلك اللهجة من كسب المزيد، من خلال السعي إلى صفقة بدلاً من تصعيد العنف وإطلاق الصواريخ ضد إسرائيل.
وزعمت أن السنوار، رجل براجماتي لا يرحم، لكن هناك تقييم متزايد بأنه لا يرى نفسه فقط كقائد لحماس وحاكم غزة، بل يعتقد أنه يستطيع منافسة هيمنة فتح التاريخية على الحركة الوطنية الفلسطينية.
واستكملت أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يعيش فترة ضعف، بعد قرارات إدارة رئيس الولايات المتحدة ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإنهاء تمويل الأونروا وبرامج المساعدات الأخرى للفلسطينيين، وإغلاق تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ما أجبرته على قطع أي حوار مع الولايات المتحدة في هذه الأثناء.
وأضافت "هآرتس" أنه لا أحد غيره يريد تحمل المسؤولية عن ثلاثة ملايين فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية، ما سيجعلها تواصل –بالرغم من ضعفها- ممارسة النفوذ كضامن مشارك مع إسرائيل.
وأكدت أن عباس لا يستطيع أن ينهي التنسيق الأمني مع إسرائيل، لأنه بدونه يفقد بقايا نفوذه السياسي، ويخاطر بأن تستعيد حماس موطئ قدم لها في الضفة الغربية.
وأضافت "هآرتس" أن القائد الثالث الذي يحمل مصير غزة هو نتنياهو، فبالنسبة له، يعتبر الوضع الحالي خاسر بكل الطرق، حيث أن اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد مع حماس سيكلفه مسائلة من اليمينين المتطرفين، حيث أنه لن يشمل في عودة المستوطنين المتواجدين في غزة، أو إطلاق سراح جثامين الجنديين الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.
واستكملت أنه دون أي صفقة، يعني استمرار المناوشات على الحدود، ويثير اتهامات بأن "الردع الإسرائيلي" قد تآكل في ظل حكومته.
وأشارت "هآرتس"، إلى أن كلا الوضعين يؤذيه سياسيًا، ولم يقرر بعد ما هو أسوأ من ذلك.
واستطردت أن حسابات نتنياهو معقدة بسبب موسم الانتخابات، وشن هجمات مكثفة على غزة سيلغي مزاعمه المقدمة للناخبين بأن إسرائيل مزدهرة وآمنة تحت قيادته.
فيديو قد يعجبك: