أمريكا تهدد الاقتصاد الإيراني بـ"سويفت".. وتخلق أزمة مع أوروبا
كتب – محمد عطايا:
نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، تقريرًا عن العقوبات الأمريكية الجديدة، وما إذا كانت ستستهدف جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك "سويفت"، وهي شبكة دولية تقوم بتبادل الرسائل والمعلومات عن المدفوعات والتحويلات، والتي ستؤدي إلى خنق البنوك الإيرانية، وغلق جميع منافذ الهرب من العقوبات.
وحذرت من مواجهة جديدة بين دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بعدما أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استعدادها لتوقيع عقوبات اقتصادية جديدة على إيران.
وتابعت "وول ستريت جورنال"، أن دول الاتحاد الأوروبي على استعداد لخوض معركة مع واشنطن حول شبكة خدمات مالية "سويفت"، التي يمكن أن توجه مصالح القارة العجوز نفسها، نتيجة علاقاتها مع طهران.
وأشارت إلى أن الأزمة الحالية تدور حول شركة "سويفت"، وهي مؤسسة تعاونية مقرها بلجيكا، تدير النظام العالمي الذي تستخدمه البنوك للتواصل فيما بينها من أجل المعاملات عبر الحدود.
وأكدت "وول ستريت جورنال"، أن التساؤل الحالي يدور حول مدى إمكانية وضع إدارة ترامب خططها للجزاءات المالية على طهران، وهل ستشمل شركة "سويفت" أم لا؟.
وأوضحت أن العقوبات الأمريكية ستكون ذا تأثير كبير للغاية، إذا ما تمكنت من فصل إيران عن خدمات شركة "سويفت"، لأنها بذلك ستجعل المؤسسات المالية في طهران تعاني من تحويل المال من وإلى العالم.
وأكدت الصحيفة الأمريكية، أنه بالطبع توجد بدائل لشركة "سويفت"، ولكن لا يمكن لأي مؤسسة أخرى في العالم، توفير الخدمات التي تقدمها "سويفت" بتلك الدقة والأمن.
وأضافت أن "سويفت"، معرضة بشكل خاص للضغط الأمريكي، مشيرة إلى أن مجلس الإدارة يضم ممثلين عن البنوك الأوروبية والأمريكية، والعديد من الرسائل التي تبعث بها تتوجه إلى أو من الولايات المتحدة.
وتعاونت "سويفت" مع الولايات المتحدة ضد إيران في الفترة 2012-2016، عندما سعت إدارة أوباما للضغط على الملالي، إلا أنه في تلك الفترة، أظهر مسؤولي الشركة قلقهم، بسبب أن أوروبا والولايات المتحدة اتفقتا على تلك السياسة منذ البداية، وفي الوقت الحالي، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، دون موافقة أوروبية، وهو ما جعل هناك خلاف بين الجانبين.
وطرح وزير الخارجية الألماني هيكو ماس، مؤخرًا فكرة أن أوروبا يمكن أن تطور نظام رسائل خاص بها، بديلًا لسويفت، في محاولة لتقويض قدرة واشنطن على فرض عقوبات مالية.
وأشارت "وول ستريت جورنال"، إلى أنه سيكون من دواعي سرور الصين وروسيا أن يكون لديهما بديل يسمحان لهما بتجنب التأثير الأمريكي.
وقال مسؤولو "سويفت"، إنه على الولايات المتحدة أن تقلق من أن البديل سيقوض قدرة الشركة على مساعدة أمريكا وأوروبا في مراقبة العمليات الإرهابية.
وأكدت أن الإرهابين يعرفون بالفعل كيف يتجنبون التعامل مع شركة "سويفت"، ويستخدمون طرقًا أخرى لتمويل عملياتهم.
كما أصدرت بروكسل "قانونًا للحظر"، مما يجعل من غير القانوني للشركات الأوروبية الامتثال للجزاءات التي فرضتها الولايات المتحدة.
وأكدت أنه يمكن الالتفاف على شركة "سويفت"، لتجاهل حظر واشنطن على التعامل مع إيران، بالرغم من أن معظم الشركات الأوروبية أوضحت بالفعل أنها ستختار القيام بأعمال تجارية مع الولايات المتحدة مقابل التعاون مع إيران.
فيديو قد يعجبك: