تطورات جديدة في قضية خاشقجي: تشكيك أوروبي وأمريكي في تسجيلات مقتله
كتبت- رنا أسامة:
تطورات جديدة تشهدها قضية الصحفي السعودي المُختفي جمال خاشقجي، مع تشكيك مصادر أمنية أوروبية وأمريكية في رواية تركيا بامتلاكها تسجيلات صوتية أو مُصوّرة توثّق مقتل خاشقجي بمقر قنصلية بلاده في إسطنبول.
ونقلت وكالة رويترز عن 7 مصادر أمنية أوروبية وأمريكية -لم تُسمهم- إن تركيا لم تُسلّم واشنطن تسجيلات صوتية أو مُصوّرة تزعم أنقرة أنها حصلت عليها، وتروّج إلى أن خاشقجي تعرّض لتعذيب أفضى إلى وفاته بمقر قنصلية بلاده في إسطنبول، بعد ذهابه إليها في 2 أكتوبر لاستخراج بعض الأوراق الرسمية.
وأضافت المصادر أنه "بعد نحو أسبوعين على اختفاء خاشقجي، جمعت الولايات المتحدة وحلفاؤها بعض المعلومات من خلال مصادرها ووسائلها الخاصة التي تؤكد جزئيًا تقارير إخبارية تستند إلى تسريبات لتسجيلات صوتية، تردد تركيا حصولها عليها بشأن زيارة خاشقجي إلى مبنى القنصلية".
كانت وسائل إعلام تركية، بينها صحيفتا "صباح" و"يني شفق"، زعمت امتلاكها تسجيلات صوتية ومُصوّرة تزعم توثيق تعذيب وتقطيع أوصال خاشقجي أثناء استجوابه بمقرّ القنصلية السعودية بإسطنبول.
وتعتقد أنقرة أن خاشقجي لم يغادر مبنى القنصلية وأنه رُبما قُتِل فيها ونُقِلت جثته خارج المبنى، لكن الرياض تنفي ذلك وتؤكّد أنه غادرها بعد فترة وجيزة من دخوله إيّاها.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، نقلت رويترز عن مصادر تركية -لم تكشف هويّتها- أن السلطات تملك "تسجيلًا صوتيًا" يشير إلى أن خاشقجي قُتِل داخل القنصلية وأنها تُطلِع دولا منها السعودية والولايات المتحدة عليه.
غير أن مُراسل "الصباح" التركية لدى واشنطن، أكّد أن الصحيفة ليس لديها أية تسجيلات كما تدّعي.
وكتب راغب سويلو في تغريدة قبل يومين عبر تويتر: "صحيفة صباح التركية لا تملك تسجيلًا صوتيًا لمقتل خاشقجي. وتم إخباري بأن هذه المزاعم عارية عن الصحة".
ومساء الأربعاء، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه طلب من تركيا تسجيلات صوتية ومرئية، في حال وُجدت، بشأن الصحفي السعودي المفقود منذ أسبوعين جمال خاشقجي. وقال في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض: "طلبناها.. طلبناها في حال وجدت".
وأضاف "لستُ متأكدَا حتى الآن أنها موجودة. قد تكون موجودة على الأرجح .. مُحتمل".
وبينما أكّد أنه "لا يسعى على الإطلاق إلى توفير غطاء للرياض" في قضية اختفاء خاشقجي. وصف السعودية بأنها "حليف هام"، وقال إنها "زبون كبير للصادرات العسكرية الأمريكية"، حسبما أوردت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية.
كما أشار إلى أنه سيحصل على تقرير مُفصّل في هذا الشأن من وزير الخارجية مايك بومبيو بمجرد عودته إلى البلاد.
وأجرى بومبيو رحلة على مدى اليومين الماضيين شملت السعودية وتركيا، حيث التقى بزعماء البلدين لبحث قضية اختفاء خاشقجي. ومن المُقرر أن يعود إلى واشنطن الأربعاء المُقبل.
وشكر وزير الخارجية الأمريكي الملك سلمان لالتزامه بإجراء "تحقيق شامل وشفاف" عن اختفاء الصحفي السعودي.
وقال بومبيو إنه ينبغي منح السعودية بضعة أيام أخرى لإكمال التحقيق في اختفاء خاشقجي، كما امتنع عن التعليق عندما سُئِل على متن طائرته عما إذا كان قد استمع إلى أي تسجيل صوتي لتعذيب خاشقجي. لكن متحدثة باسمه قالت لاحقا إنه "لم يستمع إلى شيء".
وجاءت زيارة بومبيو بتوجيه من ترامب بعد اتصال هاتفي أجراه يوم الاثنين مع العاهل السعودي.
وقال ترامب إن الملك سلمان نفى علمه بما حدث "للمواطن السعودي جمال خاشقجي"، موضحًا أن السعودية تتعاون مع تركيا لكشف مُلابسات الاختفاء.
كان ترامب هدّد مؤخرا بـ"عقاب صارم" حال ثبوت صلة السعودية باختفاء خاشقجي أو ربما مقتله. وقال في تصريحات مُتلفزة: "حتى اللحظة، ينفون ذلك.. سنكتشف حقيقة الوضع، وسيكون هناك عقاب صارم".
فيما ردت السعودية بتأكيد رفضها لأي اتهامات تحاول النيل منها أو محاولات للتلويح بعقوبات اقتصادية أو استخدام ضغوط سياسية ضدها، مُشدّدة على أنه سيتم الرد على أي إجراء ضدها بإجراء أكبر، في بيان رسمي نقلته وكالة الأنباء الرسمية (واس) على لسان مصدر سعودي مسؤول لم تُسمه.
وتعمل لجنة تحقيق سعودية تركية مشتركة للكشف عن ملابسات اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
فيديو قد يعجبك: