إعلان

"أطفال ومهددون بالقتل".. أسوشيتد برس مع "عائلة" قافلة المهاجرين لأمريكا

03:47 م السبت 27 أكتوبر 2018

قافلة المهاجرين لأمريكا

كتب - هشام عبد الخالق:

فكرت كينيا يوسيلين، إحدى المهاجرات على متن القافلة التي تتحرك باتجاه الولايات المتحدة، كثيرًا قبل أن تقرر ترك بلادها الأصلية هندوراس وتهاجر إلى أمريكا، وكان هذا في الغالب بسبب ما سمعته من حكايات مهاجرات أخريات عن تعرضهن للاغتصاب وسرقة أطفالهن.

وتقول كينيا، عندما رأيت القافلة تتحرك باتجاه الولايات المتحدة وقد بلغ قوامها بضعة آلاف، لم أتردد وأخذت ابنتي معي، وانضمت أختي وإحدى أقربائي أيضًا.

وتشرح كينيا البالغة من العمر 23 عامًا ظروفها لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية قائلة: "ليس من السهل أبدًا أن تقطع هذا الطريق وحدك خاصة لو معك أطفال، ولكن عندما نكون في قافلة مثل هذه لن يكون الأمر خطيرًا للغاية".

وتستطرد الوكالة، في تقريرها المنشور على الموقع الإلكتروني السبت، قد تكون الشمس قاحلة، والطريق طويل، والسلطات المكسيكية غير متعاونة، ولكن بحسب تصريحات العديد من الأشخاص في القافلة، فإن السفر في مجموعة كبيرة يساعدهم في تخطي الأخطار التي تواجههم في طريقهم باتجاه الولايات المتحدة.

1

الهجرة الجماعية أيضًا غير مكلفة، بحسب ما ذكرت الوكالة، فبعد توتر الأمور من جانب الولايات المتحدة التي تنوي إغلاق الحدود، رفع المهربون أسعارهم لتصبح 12.000 دولار أمريكي مقابل كل شخص، وهو السعر الذي يستطيع القليلون تحمله خاصة أنهم يهربون من الفجر والعنف في بلادهم.

وفي نفس الوقت، بحسب الوكالة، أصبح الخطف وطلب الفدية من المهاجرين عملًا رائجًا لدى العصابات المكسيكية خاصة قرب الحدود مع الولايات المتحدة، مما صعّب من محاولة الأفراد للعبور على ضمانتهم الخاصة، وكانت النتيجة قوافل مثل هذه والصداقات الحميمة التي تتكون ما بين آلاف من الغرباء الذين يتشاركون جميعًا هدفًا واحدًا.

ويقول أحد الأشخاص في القافلة، لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، نحن ننتمي جميعًا لنفس الدولة، ولذلك أشعر أكثر بالأمان وسط القافلة.

4

وتضيف الوكالة، أن هذه ليست المرة الأولى التي تقطع فيها قافلة كبرى الطريق نحو الحدود الأمريكية، ولكن كان لا يتم ملاحظتها في السابق، وعلى العكس من ذلك، حظيت هذه القافلة بتغطية إعلامية بسبب المعارضة الشديدة من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ويوم الجمعة الماضي، وافقت وزارة الدفاع الأمريكية على إرسال قوات إضافية إلى الحدود، وذلك لمساعدة دوريات الحدود الأمريكية، في الوقت الذي يأمل فيه ترامب في تحويل المخاوف بشأن الهجرة لصالحه قبل الانتخابات النصفية في نوفمبر المقبل.

2

وقال ترامب، إن "القافلة بها أعضاء عصابات"، وهو ما أنكرته المجموعة مؤكدة أنه لا دليل على ذلك.

ورفض الآلاف من أفراد القافلة، عرض الرئيس المكسيكي المنتهية ولايته إنريكي بينا نييتو، بشأن السكن في فنادق محلية صغيرة وتوفير التعليم لأبنائهم وخدمات اجتماعية أخرى، إذا قدموا طلبات لجوء في ولايتي "تشيباس" وأكوساكا" الواقعتين جنوب البلاد.

وقال المهاجرون - حسبما نقلت شبكة "يورونيوز" الأوروبية - إنهم مصممون على الوصول إلى الولايات المتحدة الأمريكية وسيواصلون رحلتهم الطويلة إلى الحدود.

وسمحت حكومة المكسيك للمهاجرين بدخول البلاد، ولكنها لم توفر لهم أي طعام أو مأوى، ولكنهم كانوا يسيرون في ضوء النهار على العكس من المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون المكسيك كل يوم ويختبئون عادة في سيارات المهربين أو يسيرون في الظلام لتجنب ضبطهم.

3

وتذكر الوكالة، أن جنيفر راميرز - التي تسافر مع زوجها و3 من أولادها - ترى في القافلة فرصة ألقاها الحظ في طريقها، فالعائلة لم تكن تمتلك أموالًا على الإطلاق لتدفع للمهربين، وكان لزامًا عليها السفر بعد أن هدد أعضاء العصابات زوجها بالقتل.

وتقول جنيفر للوكالة: "في القافلة تتلقى المساعدات من المحيطين بك، وإذا لم يكن معك أموالًا يمكنك دومًا الحصول على طعام أو ملابس مجانًا".

وتختتم الوكالة تقريرها بما قالته كينيا: "أتمنى أن تتحول كل هذه المعاناة إلى ذكريات سعيدة يومًا ما، عندما أصل إلى الولايات المتحدة، وتتذكر ابنتي أنني أفعل كل هذا من أجلها سعيًا لإعطائها حياة أفضل مما لم أحظَ به في طفولتي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان