"الصغار يحملون السلاح".. الجيش السوري يسلح المواطنين لمقاومة داعش
كتب - هشام عبد الخالق:
امتلأت عيون الفتاة السورية ميسون صعب بالدموع، عندما تذكرت مشهد والديها اللذان نزفا حتى الموت خارج منزلهم بعد إصابتهما برصاص تنظيم داعش في القرية الهادئة بمدينة السويداء جنوب شرق سوريا.
وفي خلال ساعة واحدة في الخامس والعشرين من يوليو الماضي، كانت ميسون فقدت والديها وشقيقها و34 من أقاربها، وفي هذا اليوم قُتل أكثر من 200 شخص واُختطف 30 آخرين على أيدي التنظيم الإرهابي في الهجوم الذي وقع على القرية التابعة لمدينة السويداء.
كان الهجوم على تلك القرية واحدًا من أكبر المذابح الفردية التي ارتكبها التنظيم خلال الحرب الأهلية السورية التي بدأت في 2011، حسبما تذكر وكالة أسوشيتدبرس في تقرير لها اليوم السبت، مما يؤكد على التهديد المستمر الذي يشكله تنظيم داعش، والذي هُزم إلى حد كبير في سوريا والعراق، ولكنه لا يزال يحتفظ بعدة جيوب في جنوب وشرق سوريا.
والآن لا يزال التوتر مرتفعًا في السويداء بعد مرور شهرين من الحادث، بسبب المختطفين - جميعهم نساء وأطفال - ويتزايد الغضب وسط الشباب الذين أقدموا على حمل السلاح، مما يعكس تغيرًا اجتماعيًا ملحوظًا في المحافظة التي تمتعت بالسلام واستطاعت تجنب ويلات الحرب الأهلية الدائرة منذ أكثر من سبع سنوات بشكل كبير، والتي يعمل معظم السكان بها في رعي الماشية.
وتقول ميسون، لوكالة "أسوشيتدبرٍس" الأمريكية، لم نستوعب بعد ما حدث لنا، فهذا مثل حلم أو كابوس لم نستيقظ منه بعد.
وذكرت الوكالة، أنه في زيارة نادرة لريف السويداء، تم رؤية شباب وأطفال - بعضهم يبلغ من العمر 14 عامًا فقط - يحملون السلاح ويطوفون في دوريات بالشوارع، وارتدى بعضهم زيًا عسكريًا، وقالوا إن الجيش السوري أمدهم بالسلاح للدفاع عن مدنهم وقراهم.
وتتذكر ميسون اليوم الدامي الذي شهدته، وتقول: "كنت نائمة مع زوجي في غرفتنا وفي الغرفة الأخرى ابنينا حبيب وبيار، واستطعت رؤية منزل مجاور لي يدخله المسلحون ويطلقون النيران على من بداخله، ولم أستطع كتم صرخاتي التي سمعها المسلحون ورموا قنبلة يدوية باتجاهي".
وتابعت، بدأ زوجي في إطلاق النيران على المسلحين من بندقية صيد على سطح المنزل، في الوقت الذي احتميت فيه مع الأطفال في الطابق السفلي، وعندئذ سمعت صوت ينادي "أبا خالد قُتل"، (في إشارة إلى والدها) ما دفعني لتجاهل تعليمات زوجي بالبقاء في المنزل وذهبت إلى منزل والديّ لأري أبي ملقيًا على الأرض غارقًا في دمائه ومن ثم وجدت أمي مصابة في قدمها والدماء تغطي المكان.
وتصف ميسون ما حدث: "لا يوجد شيء أكثر مأساوية من أن ترى والديك على هذا النحو، ملقيين على الأرض أمام عينيك، بعدما كنا معًا في الليلة السابقة، وسهرنا حتى وقت متأخر نتحدث".
في الوقت الذي قُتل فيه والدا ميسون، كان شقيقها خالد محاصرًا مع زوجته في منزلهما، يشاهد مقاتلي داعش يقتلون الأشخاص خارج المنزل من النافذة، ورأى شقيقه يُقتل عندما حاول مساعدتهما، وبعد ساعة اتصلت ميسون به لتخبره بوفاة والديهما.
حاول خالد صد هجوم داعش في ذلك الوقت بمساعدة بعض الجيران، وقتلوا أكبر عدد ممكن منهم، ولكنه قُتل هو وجميع من حاولوا المساعدة، ويقول سائق شاحنة كان شاهدًا على الأحداث: "حاول سُكان القرية المقاومة بأي سلاح يستطيعون الحصول عليه وكان من ضمنها بنادق صيد أو مسدسات، وحتى العصا الخشبية، وكان هذا في مواجهة نيران أسلحة داعش الكثيفة".
وتقول الوكالة في ختام تقريرها: "يخشى البعض هنا من أن البقية الباقية من تنظيم داعش سيهربون من مواجهة قوات الجيش السوري، وسيحاولون إعادة تجميع صفوفهم في جيوب بعيدة مثل هذه الزاوية الهادئة في سوريا (السويداء والقرى المحيطة بها)، ويخشون أيضًا من وقوع غارة أخرى أو مشاكل بسبب التوترات حول الرهائن الذين لا يزال تنظيم داعش يحتفظ بهم".
فيديو قد يعجبك: