إعلان

ديلي بيست: أردوغان يخطط لاستخدام "منظمة إرهابية" في حربه ضد أكراد سوريا

12:01 ص الثلاثاء 09 أكتوبر 2018

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

كتب - هشام عبدالخالق:

عقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صفقة لتجنب ما يمكن وصفه بأنه "مذبحة بشعة" في إدلب الواقعة في شمال سوريا، بحسب ما نشره موقع "ديلي بيست" الأمريكي.

وذكر تقرير للموقع، اليوم الإثنين، أنه تم توقيع الاتفاقية التي حملت اسم "مذكرة استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد بإدلب" من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 17 سبتمبر الماضي، ولدى هذا الاتفاق العديد من القواعد، من ضمنها منطقة عازلة واسعة حول إدلب.

ولكن، بحسب الموقع، فإن هذا الاتفاق يتمحور حول الوعد الذي أطلقه أردوغان بانسحاب جميع مقاتلي التنظيمات المتطرفة الموجودة هناك، ومن ضمنها "هيئة تحرير الشام" التي تملك ما يقرب من 10 آلاف مقاتل يعيشون هناك، والمصنفة إرهابيًا من قِبل تركيا.

ومن المتوقع أن ينسحب جميع المقاتلين من هناك قبل يوم 15 أكتوبر المقبل، والذي تم تحديده كموعد نهائي لانسحابهم.

ويقول الموقع: "أي تأخير في القصف المتوقع على إدلب وضواحيها سيكون جيدًا للسُكان الذين يعيشون هناك والبالغ عددهم 3 ملايين شخص، وبالنسبة لأردوغان سيكون هذا التأجيل بمثابة إنجاز كبير له".

وتساءل التقرير حول المكان الذي سيذهب إليه المقاتلون البالغ عددهم 10 آلاف عندما يقرر أردوغان منحهم ممرا آمنا بعد نزع السلاح منهم.

وتشير المؤشرات إلى أن أردوغان سيستخدم هؤلاء المقاتلين لصالحهم ويضعهم في حرب ضد المقاتلين الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة.

وترتبط القوات الكردية، المعروفة بوحدات حماية الشعب، ارتباطًا وثيقًا بمتمردي حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابيًا داخل تركيا.

وتنكر الولايات المتحدة ارتباطها بتلك القوات الكردية على الرغم من اعتمادهم على مقاتلي وحدات حماية الشعب في حربهم ضد تنظيم داعش الذي هُزم بشكل كبير الآن.

كان وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو صرح بأن الخطوة الأولى من الخطة تقضي بنقل قوات هيئة تحرير الشام إلى منطقة قريبة من الحدود التركية ومن ثم إلى مدينة عفرين السورية التي تحتلها القوات التركية، ومن ثم إنهاء سيطرة وحدات حماية الشعب على مدينة منبج، والمخاطرة في طريق تحقيق ذلك بمواجهة مع القوات الأمريكية التي تتمركز هناك.

ولا يزال على هيئة تحرير الشام - التي تسيطر على 60 % من إدلب - قبول تلك الخطة، بحسب تقرير الموقع.

وبحسب الموقع، أردوغان ليس ساذجًا حتى يأخذ على عاتقه مثل هذه المهمة دون العديد من الحسابات الحذرة، وذكر التقرير أن أردوغان لديه باع طويل في التعامل مع الجهاديين السوريين، ومن ضمنهم بعض المقاتلين الأكثر تطرفًا.

ويسيطر الجيش التركي على مدينتين كبيرتين على الحدود السورية التركية وهما عفرين والباب، ومع وجود الجيش التركي داخل سوريا يبدو أن تركيا لديها اليد العُليا مقارنة بمقاتلي هيئة تحرير الشام البالغ عددهم 10 آلاف مقاتل، وسيكون الأمر سهلًا إذا أرادت تنفيذ ما تريده.

وعلى الرغم من أن هيئة تحرير الشام انتقدت الاتفاقية قائلة إنها "لن تلتزم بخطة روسية تركية"، فإن الناتج الحقيقي لن يعرفه أحد في أي وقت قريب، خاصة أن زعيم التنظيم أبو محمد الجولاني ورئيس مجلس الشورى الخاص بها أبو جابر الشيخ يعانيان للحفاظ على وحدة الهيئة بعد انشقاقها عن تنظيم القاعدة.

ويشير التقرير إلى أن العديد من كبار مقاتلي القاعدة لم يكونوا سعداء بالانقسام، في حين توجه آخرون إلى تركيا وأردوغان بسبب الدعم الذي تلقوه في الماضي، ولم ينسوا أبدًا المساعدات العسكرية والإنسانية التي تلقوها من تركيا.

والحقيقة، بحسب تقرير الموقع، فإن مؤسسة الإغاثة الإنسانية (التابعة لتركيا) عملت جنبًا إلى جنب مع القاعدة وكانت تسمح لهم بعبور الحدود التركية السورية دون أن يوقفهم أحد، ولم تقم تركيا بأي عمليات لمحاربة إرهاب تنظيم القاعدة والمجموعات المتصلة به منذ 2014.

كل هذه العوامل جعلت من الصعب على هيئة تحرير الشام مواجهة تركيا علنًا، حتى في الوقت الذي صنفت فيه تركيا الهيئة جماعة إرهابية.

كان هدف تركيا على المدى الطويل، بحسب ما يذكر التقرير، هو السيطرة على المنطقة الحدودية السورية لمنع توسع الحكومة الكردية الانفصالية، المكونة من حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يعد الذراع السياسية لوحدات حماية الشعب.

وتوفر صفقة إدلب ما يريد أردوغان تحقيقه على المدى الطويل، وهو عدم السماح للميليشيا التابعة لحزب العمال الكردستاني بالبقاء في المنطقة، وتتضمن الخطة التركية نشر القوات المدعومة من تركيا ضد وحدات حماية الشعب الكردية، بمجرد مغادرة القوات الأمريكية للمنطقة.

إذا ما فشلت الخطة، سيدّعي أردوغان أنه فعل كل ما في استطاعته لإنقاذ الشعب المحاصر في إدلب من العدوان الروسي والسوري، وسيقوم بشن هجوم ضد عناصر هيئة تحرير الشام في المنطقة، وكذلك شن عمليات محاربة الإرهاب ضد عناصر القاعدة في تركيا.

ومن ناحية أخرى، الخطة التي يقدمها أردوغان لهيئة تحرير الشام لا يمكنهم رفضها، فهو يخيرهم بين الضربات الروسية والسورية، أو فتح أبواب الهروب أمامهم.

وإذا ما أقنع أردوغان هيئة تحرير الشام بخطته، سيكون قد غزا إدلب وسيحكم الجزء الشمالي من سوريا المتمثل في عفرين والباب بالإضافة إلى مدينة منبج بعد رحيل القوات الأمريكية.

وإذا ما نجحت الخطة سيكون لأردوغان اليد العليا في قتاله ضد وحدات حماية الشعب الكردية، وسيكون قد قضى على خطر أكثر من 700 ألف لاجئ يعيشون في إدلب ويتحركون باتجاه الحدود الجنوبية لتركيا، وستسمح أنقرة لبعض المسؤولين البارزين في هيئة تحرير الشام باللجوء لتركيا، وهو ما فعلته أثناء العمليات التي تمت في حلب.

ويقول الموقع في ختام التقرير: "في حال نجاح هذه الخطة، سيكون أردوغان قائد العالم الإسلامي بلا منازع، ومنقذ مدينة إدلب، والمتحكم في جيش مكون من 100 ألف جندي من المرتزقة على الحدود الجنوبية للبلاد".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان