"يديعوت أحرونوت" ترصد تعمُّق الأزمة الإسرائيلية-الروسية بسبب سوريا
غزة (أ ش أ)
رصدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، تعمُّق الأزمة بين موسكو وتل أبيب على خلفية الهجوم الجوي الإسرائيلي في سوريا قبل نحو شهر، بعد أن تسببت إسرائيل في إسقاط طائرة روسية قبل شهر ونصف على الأراضي السورية.
ونوّهت الصحيفة -في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس- إلى أن الهجوم الأخير على سوريا، الذي أعقب هجوم إسرائيلي مماثل نجم عنه إسقاط طائرة روسية هناك، تسبب في توتر العلاقات الشخصية بين وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان ونظيره الروسي سيرجي شويجو، لافتة إلى أن الرئاسة الروسية (الكرملين) رفضت أي محاولة من قبل نتنياهو لتحديد موعد لعقد اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولفتت إلى وجود غضب في موسكو تجاه إسرائيل بعد هجومها الأخير الذي أكده مصدر إسرائيلي خلال الأسبوع الجاري، بما يكشف عن مدى الأزمة الموجودة بين الجانبين، والتي بدأت بوادرها مع إسقاط طائرة استطلاع روسية في سوريا أسفرت عن مقتل 15 شخصا كانوا على متنها.
ورأت الصحيفة أنه من الأسلم افتراض أن الهجوم الإسرائيلي الأخير كان يهدف إلى اختبار رد الفعل الروسي في محاولة لتقييم مدى عمق الأزمة بين موسكو وإسرائيل، حيث تم تنفيذ الهجوم في وضح النهار، وتم إعطاء الروس إنذارا مبكرا.
وقالت إن الروس لم يَدَعوا الهجوم الإسرائيلي دون رد، ولكن نقلوا احتجاجا قويا من خلال نظام الارتباط العسكري الروسي-الإسرائيلي، مشيرة إلى أن الشيء الوحيد الداعي للاطمئنان قليلا؛ حقيقة أن الروس اختاروا عدم الجهر بالهجوم، الأمر الذي كان من شأنه أن يزيد من تفاقم الأزمة.
وعزت مصادر في الجيش الإسرائيلي هذه الأزمة المستمرة، إلى محاولة الروس فرض قواعد تنسيق جديدة على إسرائيل يمكنها أن تحد بشكل كبير من فعالية الهجمات الإسرائيلية في سوريا، مؤكدة عدم استعداد إسرائيل للامتثال الكامل لهذه المطالب نظرا لأنها ستُشكّل خطرا غير معقول على الطائرات الإسرائيلية المقاتلة، بحسب الصحيفة.
ورصدت تصريحات للمتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشينكوف أمس الأربعاء، والتي تناول خلالها الاستعدادات الجارية في سوريا للبدء في استخدام النظام الصاروخي (إس-300) الذي أعطته روسيا للجيش السوري، وقال إنه من بين أمور أخرى، دون ذكر اسم إسرائيل صراحة: "هذا النظام تحذير لجميع المتهورين في المنطقة".
وأضافت "يديعوت احرونوت" أنه منذ إسقاط الطائرة الروسية قبل شهر ونصف، كان هناك انفصال تام بين وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، ونظيره الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان، إذ تم قطع العلاقات الشخصية الوثيقة بين الاثنين، والتي تم إنشاؤها على مدى السنوات القليلة الماضية لتكون بمثابة قناة اتصال منتظمة بين المؤسستين الدفاعيتين.
واختتمت الصحيفة بقولها: "إن الانفصال بين القيادتين السياسيتين الإسرائيلية والروسية، يجعل من الصعب حل المشكلات الأساسية. وعلى سبيل المثال، لدى إسرائيل تحفظات على التزام الروس بإبقاء الإيرانيين على بُعد عشرات الكيلومترات من مرتفعات الجولان. ومن الناحية العملية، هناك إيرانيون مدمجون ضمن وحدات الجيش السوري المتمركزة في الجولان السوري، وليسوا بعيدين عن الحدود الإسرائيلية. وفي الوضع الحالي، تجد إسرائيل صعوبة في إقناع الروس بالوفاء بالتزاماتهم".
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: