هل تنجح "قمة باليرمو" في التوفيق بين السراج وحفتر؟
كتب - هشام عبدالخالق:
يحاول قادة العالم الغربي، إنقاذ محادثات السلام الليبية المتعثرة من الانهيار، وذلك بعد أيام من تجاهل الأمم المتحدة رسميًا خطة إجراء انتخابات هذا العام.
وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في تقرير لها اليوم الإثنين، إن: "القمة التي ترعاها إيطاليا في عاصمة صقلية "باليرمو" هي أحدث الجهود التي تبذلها لحل الأزمة السياسية التي عصفت بليبيا منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي، واجتمعت الفصائل المتحاربة الليبية هنا لكسر الجمود مع نظرائهم الأوروبيين والأمريكيين، على الرغم من أن المؤتمر كان يخيم عليه صباح اليوم غياب المشير خليفة حفتر الذي يسيطر على مساحة شاسعة من شرق البلاد، إلا أنه وصل منذ قليل إلى باليرمو للمشاركة".
وكان مسؤولون إيطاليون أكدوا أن المشير حفتر تعهد بالمجيء.
ويأتي هذا التجمع في وقت عصيب تشهده ليبيا، حيث تنقسم البلاد بين حكومتين متنافستين ومجموعة من الفصائل المسلحة التي ما زالت تقاتل بعضها البعض، وقاد الدول الأوروبية والعربية مبادرات منفصلة للتوسط في الصراع، مما عقّد الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لحل الخلاف.
وانهارت جهود الأمم المتحدة الرامية إلى إجراء الانتخابات في ديسمبر الأسبوع الماضي مع استمرار القتال، وتدعو خطة الأمم المتحدة الجديدة، التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي، بدلًا من ذلك إلى برلمان سياسي وطني تعقبه انتخابات عام 2019.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي جيوسيبي كونتي في مقابلة مع صحيفة لا ستامبا الإيطالية نشرت الإثنين: "نواجه تحديًا مشتركًا والمخاطر المترتبة على تدهور الأوضاع على الأرض تثقل كاهلنا جميعًا".
وتقول الصحيفة، إن هذا الاجتماع في باليرمو يومي الإثنين والثلاثاء، يعد ثان مؤتمر سياسي ليبي ترعاه أوروبا هذا العام، بعد اجتماع في باريس في يونيو الماضي، عندما تم الاتفاق على خطة الانتخابات لأول مرة.
وقال مسؤول بارز بالبيت الأبيض قبل القمة في باليرمو: "نحن نواصل عقد اجتماعات واحد تلو الآخر دون تحقيق الكثير من التقدم الملموس على الأرض".
ويواجه المسؤولون عدة قضايا صعبة في التحضير لهذا الاجتماع، تتراوح بين وقت الانتخابات المحتمل لمهمة استعادة الأمن للعاصمة طرابلس، وفي أواخر أغسطس وسبتمبر الماضيين، أدى القتال بين الميليشيات المتناحرة لإصابة طرابلس بالشلل، مما أدى لضرورة السيطرة على الجماعات المسلحة، التي يتقاضى بعضها رواتب من البنك المركزي الليبي.
ويتمثل تحدي آخر في المشير خليفة حفتر، خاصة بعد وصوله إلى باليرمو، فهو يعارض الحكومة المعترف بها دوليًا في طرابلس والتي يرأسها فائز السراج، وحاول الاستيلاء على ثروة ليبيا النفطية الضخمة.
وتضيف الصحيفة، تبدو الآمال في تحقيق إنجاز ضعيفة للغاية، ووزعت الحكومة الإيطالية وثيقة تتضمن جدولًا زمنيًا خاصًا بالأحداث في باليرمو، ويتخلله "عشاء عمل"، وصورة جماعية للحضور، وساعتين فقط تم تخصيصهما للاجتماع السياسي الرئيسي.
ونقلت الصحيفة عن فرديريك ويهيري، باحث في الشؤون الليبية بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في واشنطن قوله: "يوجد كثير من عمليات جذب الانتباه والعمليات المسرحية هنا، ولكن تبقى أن نرى كيف سيشعر الليبيون على الأرض بنتائج هذا الاجتماع".
فيديو قد يعجبك: