شاهد على قصف "الرحمة" لمصراوي: صواريخ الاحتلال تتوالى وأهل غزة يُكبّرون

كتب – محمد الصباغ:

"هذه العمارة مهددة".. عبارة كتبها شاب فلسطيني عبر حسابه على تويتر مع صورة لبناية مكونة من خمسة طوابق. وبعد دقائق قليلة وسبعة صواريخ إسرائيلية على الأقل، كان كل ما تبقى منها هو الحطام والأتربة التي أعمت العيون.

استهدف طيران الاحتلال الإسرائيلي الاثنين قطاع غزة عبر الضربات الجوية المتتالية، ونشر جيش الاحتلال مقطع فيديو وصور لبناية الرحمة لحظة تدميرها في وسط غزة، زاعمًا أنها مقر قناة الأقصى الفضائية الفلسطينية.

بدأ القصف الإسرائيلي للقطاع بعد أكثر من مئتي صاروخًا فلسطينيًا على المستوطنات القريبة من غزة، والذي جاء أيضًا بعد عملية إسرائيلية تسلل خلالها جنود جيش إسرائيليون داخل غزة تم كشف أمرها وأسفرت اشتباكات عن مقتل جندي إسرائيلي واستشهاد 8 فلسطينيين بينهم قيادي بحركة حماس.

انتشرت صورة المبنى السكني في وسط قطاع غزة للشاب أحمد أبورية، ومعها صورة أخرى للشاب لنفس المبنى بعد القصف الإسرائيلي.

وتواصل مصراوي مع أبورية، الذي قال إن المبنى ليس مقر قناة الأقصى بل بناية كانت قديمًا مقرًا لإذاعة تحمل نفس الاسم.

وتابع الشاب عبر حسابه على تويتر اللحظات المرعبة التي عاشتها أسرته والسكان بمنطقة القصف، مؤكدًا أن الجميع كانوا في حالة رعب شديد وهرول السكان إلى الشوارع وبدأوا في التكبير بعد صواريخ تحذيرية إسرائيلية.

قال أبورية "معظم المباني المحيطة أخلت سكانها. احنا ما قدرنا ننزل بسبب وضع والدي الصحي. وأضاف أن هذا التصعيد الإسرائيلي ضد القطاع "مصيبة.. والشعب هو الضحية".

وتابع في تصريحات لمصراوي: "الشعب هو الضحية. هو اللي بيعاني. إسرائيل كسرت أي ملامح للتهدئة. وبتهدد حياة المدنيين. كل اللي أعرفه إن الناس الغلابة هي اللي بتتبهدل، بتعيش في رعب وبتتكبد خسائر مادية كثيرة مع كل قصف".

وأسفر القصف الإسرائيلي للقطاع عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين، بينما ردت الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ نحو المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للقطاع وأصابت 27 شخصًا على الأقل، واستهدفت أيضًا حافلة جنود إسرائيلية.

شعر أحمد بالقصف يقترب من منطقته، وغرد قائلًا "العمارة كلها بتخلي. كل سكان العمارة نزلوا. الوضع حرفيًا زفت".

علم أن عمارة الرحمة مهددة بعد صواريخ تحذيرية إسرائيلية نحوها، وحينها كان للمرة الأولى يخشى القصف، على حد وصفه.

تابع الصواريخ التحذيرية نحو المبنى وبدأ في إحصائهم "ضربوها تحذيري... كمان صاروخ.. ضربوا الثالث... الرابع والناس بتكبّر في الشارع".

وصل العدد إلى ثمانية صواريخ ثم حلّ الظلام. انقطعت الكهرباء، ووصف الوضع "الريحة قاتلة والبيت كل غبرة... أول مرة ماما تنهار عياط من قصف".

حينما انقشع الغبار قليلًا بعد القصف، التقط أحمد أبورية صورة أخرى لموقع عمارة الرحمة، فلم يكن بالصورة إلا الأنقاض.

بعد قليل، استهدف الاحتلال الإسرائيلي فندقًا في قطاع غزة يحمل اسم "الأمل"، ووصف أبورية الأمر بعبارة قصيرة " خلال ساعة انقصفت عمارة الرحمة وفندق الأمل".