إعلان

جون أبي زيد.. "العربي المجنون" الذي رشّحه ترامب سفيرًا لدى السعودية

12:45 م الأربعاء 14 نوفمبر 2018

جون أبي زيد

كتبت- رنا أسامة:

وقع اختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على جون أبي زيد، الجنرال الأمريكي اللبناني المُتقاعد وقائد القيادة المركزية خلال حرب العراق، ليكون سفيرًا جديدًا لدى المملكة، بينما تبحث واشنطن في الإجراء المناسب اتخاذه حيال جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول.

وفي حال وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على تعيين أبي زيد (67 عامًا)، الذي يتمتع باحترام كبير في واشنطن، سيكون أول سفير للولايات المتحدة في السعودية منذ تولّى ترامب سُدة الرئاسة، إذ ظل هذا المنصب شاغرًا منذ غادره السفير السابق جوزيف ويستفال في يناير 2017.

وبحسب بيان للبيت الأبيض، يعمل أبي زيد حاليًا مستشارًا لشركة "جيه. بي أسوسييتس" وزميلًا زائرًا في مركز هوفر بجامعة ستانفورد، حيث كان مديرًا لمركز محاربة الإرهاب في أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية.

"العربي المجنون"

وُلِد أبي زيد في 28 أكتوبر 1951 في شمال كاليفورنيا، لأبوين لبنانيين نزحا إلى الولايات المتحدة في أواخر القرن الـ19. عَمِل والده ميكانيكيا في خدمة البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية، وتوفيت أمه وهو لا يزال طفلًا بمرض السرطان.

تخرّج أبي زيد من الأكاديمية العسكرية الأمريكية في "ويست بوينت" بنيويورك عام 1973، ونال درجة الماجستير في دراسات الشرق الأوسط من جامعة هارفارد، حيث أعدّ أطروحة عن السعودية، حازت إعجاب وتقدير مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بالجامعة الأمريكية، ناداف سافران.

وركّز الجنرال الأمريكي المتقاعد في أطروحته المؤلّفة من 100 ورقة على كيفية اتخاذ المملكة قرارات بشأن الإنفاق الدفاعي. وقال عنها سافران إنها "أفضل أطروحة رأيتها منذ التحاقي بهارفارد قبل أكثر من 30 عامًا".

كما حصل أبي زيد على منحة ليدرس في الأردن في سبعينات القرن الماضي، حيث تعلم اللغة العربية التي لم يكن يعرفها في طفولته. وكان يُعرف بين زملائه بـ"العربي المجنون".

"لورنس العرب الأمريكي"

وصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه "مُحنّك في شؤون الشرق الأوسط" بحكم الفترة التي تولّى فيها رئاسة القيادة المركزية الأمريكية التي تغطي الشرق الأوسط خلال حرب العراق من 2003 وحتى 2007، حيث قاد عمليات عسكرية في 27 دولة امتدت من القرن الأفريقي وشبه الجزيرة العربية وجنوب ووسط آسيا إلى الشرق الأوسط.

وفي أعقاب توليه مهامه على رأس القيادة المركزية، قال أبي زيد للصحفيين إن الولايات المتحدة تواجه "تمردا كلاسيكيا" من قِبل بقايا حزب البعث في العراق، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

وناقضت تصريحاته -وقتذاك- لما يقوله رؤساؤه الذين وصفوا حرب العراق على أنها انتصار سريع. لكن وزير الدفاع -حينها- دونالد رامسفيلد أبقاه في المنصب بسبب إعجابه الشديد بقدراته.

في 1991، قاد أبي زيد فرقة المظلات التي نفذت عمليات أمنية في شمال العراق لإبعاد قوات صدام حسين عن المناطق الكُردية، الأمر الذي اضطره لإنشاء شبكات استخبارية بالقرى الكردية وتحويل فرقة عسكرية مُدربة للقتال إلى فرقة لحفظ السلام، في منطقة تواصلت فيها المواجهات بين الجنود العراقيين والقبائل الكُردية.

وصفه جون هانا، نائب مستشار الأمن القومي السابق لنائب الرئيس جورج بوش الابن في ولايته الأولى، ديك تشيني بأنه "النسخة الأمريكية من لورنس العرب"، وفق النيويورك تايمز.

وبعد تقاعده في 2007، قال أبي زيد، وهو متزوج ولديه 3 أبناء، إنه "من الممكن التعايش مع إيران نووية"، في موقف يتعارض مع سياسة الرئيس الجمهوري ترامب الذي انسحب من الاتفاق النووي المُبرم بين الجمهورية الإسلامية والدول الكبرى وفرض عقوبات اقتصادية شديدة على طهران.

ووصف أبي زيد سلوك إيران بالعقلاني، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعاملت في الماضي مع اتحاد سوفيتي يمتلك أسلحة نووية.

وبحسب موقع "مونتجمري" الأمريكي، حصد أبي زيد جوائز من عدة دول، بينها ألمانيا وفرنسا وأستراليا ومصر.

ويحظى أبي زيد بتقدير ودعم كبيرين على المستويين الدبلوماسي والعسكري، باعتبار أنه "أكثر الجنرالات خبرة في الشؤون العربية وأرفع ضابط أمريكي عربي الأصل"، وفق النيوويرك تايمز.

ويرى بروس أو ريدل، الباحث في معهد بروكينجز، أن أبي زيد "خيار ممتاز" لشغل منصب سفير الولايات المتحدى لدى السعودي. واتفق معه رونالد نيومان، وهو سفير سابق في أفغانستان ورئيس الأكاديمية الأمريكية للدبلوماسية، قائلًا إنه "ترشح جيد لأنه على دراية واسعة بشؤون المنطقة".

فيديو قد يعجبك: