أفيجدور ليبرمان .. السياسي الإسرائيلي الذي أقالته هُدنة غزة
كتبت - إيمان محمود:
أعلن وزير دفاع جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان استقالته من منصبة، ظهر اليوم الأربعاء، احتجاجًا على موافقة "الكابينت" على وقف لإطلاق النار مع فصائل المقاومة في غزة.
وكشف ليبرمان، خلال تصريح له أمام أعضاء الكتلة البرلمانية لحزبه "إسرائيل بيتنا" في اجتماع طارئ دعا له، أنه ينوي الدعوة لانتخابات مبكرة في إسرائيل.
وفي مؤتمر صحفي عقب لقائه بأعضاء كتلة حزبه البرلمانية، قال ليبرمان إن سبب استقالته "الاستسلام أمام الإرهاب"، معتبرًا اتفاق وقف إطلاق النار أمس استسلاما لإسرائيل أمام المقاومة الفلسطينية. وقال: "نحن نشتري الهدوء على المدى القصير وثمنه الأمن القومي على المدى البعيد".
أفيجدور ليبرمان، من الشخصيات السياسية المثيرة للجدل في إسرائيل، وهو سياسي وزعيم يميني متطرف إسرائيلي، وهو نائب رئيس الحكومة وزعيم حزب إسرائيل بيتنا، وتم تعيينه في شهر مايو عام 2016، وزيرًا الدفاع الإسرائيلي.
من هو وزير الدفاع المُستقيل؟
أفيجدور ليبرمان، ولد في 5 يونيو 1958 في بكيشيناو في مولدوفا، إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. كانت اللغة اليديشية لغة أهله الأساسية ولغته أيضًا حتى عمر 3 سنوات.
عمل حارسًا للأمن بأحد الملاهي الليلية في مولدوفا وهو دون العشرين، ثم انتقل للعمل في أذربيجان، قبل أن يهاجر إلى إسرائيل عام 1978، وبعد وصوله خدم في الجيش الإسرائيلي، وحصل على درجة جامعية في العلوم الاجتماعية من الجامعة العبرية في القُدس.
وفي فترة تعليمه، تعرّف على "ألاه" القادمة الجديدة من الاتحاد السوفيتي من مدينة طشقند عاصمة أوزبكستان وتزوجا عام 1981، ليعيشا معًا في مدينة القُدس المُحتلة، ثم انتقلا عام 1988 إلى مستوطنة نوكديم المجاورة لبيت لحم.
بدأ ليبرمان حياته السياسية في حزب الليكود، وعمل مديرًا عامًا للحزب ما بين عامي 1993 و1996، ثم عملاً مديرًا لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمدة عام، خلال الفترة الأولى التي قضاها نتنياهو في رئاسة الوزراء.
وأسس حزب إسرائيل بيتنا عام 1999، وفاز في أول انتخابات يخوضها الحزب بأربعة مقاعد في الكنيست.
وفي العام ذاته؛ عمل ليبرمان وزيرًا للبنية التحتية حتى عام 2002، ثم وزيرًا للنقل والمواصلات بين عامي 2003 و2004.
لكن ليبرمان طرد من الائتلاف الحاكم عام 2004، بعدما عارض خطة رئيس الوزراء حينها أرئيل شارون للانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة، والتي نفذت في صيف عام 2005.
وفي عام 2009 قاد ليبرمان حزب إسرائيل بيتنا ليفوز بثالث أكبر كتلة برلمانية، ليحل في ذلك محل حزب العمل، وهو نفس العام الذي دخل فيه قائمة الـ100 المؤثرين التي تنشرها مجلة "تايم" الأمريكية الأسبوعية.
ولأنه بات متحكمًا في 15 مقعدا في الكنيست فقد أصبح بمثابة "صانع الملوك"، وعرقل جهود حزب كاديما صاحب النصيب الأكبر في الكنيست لتشكيل ائتلاف حكومي، وأعلن بدلا من ذلك تأييده لحزب الليكود وزعيمه نتنياهو.
وفي مقابل ذلك مُنح ليبرمان منصبي وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء.
علاقته بمصر
اتسمت تصريحاته عن مصر بالتضارب؛ ففي أعقاب ثورة 25 يناير، بدا القلق واضحًا في تصريحاته تجاه مصر، إذ قال ليبرمان الذي كان وزيرًا للخارجية وقتذاك؛ في رسالة إلى رئيس الوزراء نتانياهو إن "مصر أخطر على إسرائيل من إيران بسبب الثورة المصرية وتغيير الحكم وأنه يجب حشد المزيد من قوات الجيش الإسرائيلي عند الحدود معها".
ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، عن ليبرمان قوله في رسالته إن "الموضوع المصري مقلق أكثر بكثير من القضية الإيرانية" لكون مصر هي الدولة العربية الأكبر التي لديها حدود مشتركة مع إسرائيل وعلى الرغم من اتفاقية سلام بين الدولتين منذ أكثر من 30 عاما.
وفي سياق آخر؛ نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، تقريرًا عن وزير الدفاع المُستقيل، كشفت الصحيفة أنه ضمن الخلل في مسيرة ليبرمان واقعة نادرة، مع الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، تسببت في إحراج كبير لإسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس السابق محمد حسني مبارك، تجاهل تصريحات ليبرمان خلال جلسة خاصة للكنيست عام 2008 عقدت لتأبين وزير السياحة الإسرائيلي السابق رحبعام زئيفي، وقال ليبرمان "يذهب قادتنا كل مرة إلى مصر لمقابلة مبارك، لكن مبارك لم يقم بزيارة واحدة إلى إسرائيل".
وتابع ليبرمان: "إن زئيفي لم يكن ليوافق على هذا التقليل من شأننا، وعند تعاملنا مع المصريين يجب على كل زعيم أن يفرض شرط أن تكون الزيارات إلى مصر متبادلة، فإذا أراد مبارك أن يتحدث معنا يجب أن يأتي إلى هنا، وإن لم يرد فليذهب إلى الجحيم".
وذكرت الصحيفة أن تصريحات ليبرمان تسببت في حرج بالغ لإسرائيل عندما اضطر الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز للاعتذار لنظيره المصري حسني مبارك خوفًا من ردة الفعل المصرية.
وفي الفترة الأخيرة، كانت تصريحات ليبرمان عن مصر تتسم بـ"الإيجابية"، ففي مايو الماضي، وصف ليبرمان مصر بأنها "الحليف الأكثر أهمية لبلاده".
وذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية أن ليبرمان، أكد في رده على بعض الأسئلة بالكنيست الإسرائيلي "مصر هي الحليف الأكثر أهمية وجدية في الشرق الأوسط وبين الدول العربية.
وأضاف " استثمرت كثيرًا من الجهود في بناء علاقات ثقة وتعاون.. نقطة الانطلاق في اتفاقنا مع تركيا يجب ان تكون مصر".
وفي يناير الماضي؛ أكد ليبرمان، أن مصر تنسّق مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي في العديد من القضايا المتعلقة بالشأن الفلسطيني، أبرزها قضية فتح معبر رفح البري.
ووفق تصريحات ليبرمان التي أدلى بها لموقع "ماكور ريشون" العبري، فإن لدى حكومة الاحتلال اعتبارات خاصة بفتح معبر رفح.
اتهامات بالفساد
في ديسمبر عام 2012؛ أعلن الادعاء الإسرائيلي، أنه سيوجه اتهام إلى ليبرمان بخيانة الأمانة، في قضية تتعلق بسفير إسرائيلي سابق في بيلاروسيا.
واتهم ليبرمان بترقية السفير الإسرائيلي السابق لدى بيلاروسيا، زئيف بن أرييه، إلى منصب أرفع، وذلك بعد أن زوده بمعلومات سرية تتعلق بتحقيقات تجريها الشرطة في أنشطته.
وفي اليوم التالي أدهش ليبرمان كثيرين، باستقالته من منصبه الوزاري وتنازله عن حصانته البرلمانية، وتعهد حينها بإثبات براءته وإنهاء القضية دون تأجيل.
وفي نوفمبر من عام 2013؛ برأته محكمة بالقدس من تهمة خيانة الأمانة، ورأت فقط أنه تصرف بشكل غير لائق، عندما لم يخبر لجنة التعيينات بوزارة الخارجية عن تعاملاته السابقة مع بن أرييه.
وخلصت المحكمة إلى أن ليبرمان لم يدرك خطورة الموقف، وأن تعيين بن أرييه في المنصب الجديد لم يكن ترقية.
فيديو قد يعجبك: