إعلان

هآرتس: كيف مُنع العدوان الإسرائيلي على غزة في اللحظة الأخيرة؟

03:45 م السبت 17 نوفمبر 2018

بنيامين نتنياهو

كتبت- هدى الشيمي:

في محادثات خاصة، وعلى غير العادة، في العديد من الخطابات التي ألقاها مؤخرًا، كان رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واضحًا تمامًا، وأكد أنه سيبذل قصارى جهده لمنع حدوث حرب ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، يعتبرها "خطيرة وغير ضرورية."

تقول صحيفة هآرتس الإسرائيلية إنه في المقابل هناك أشخاص آخرين مثل وزير الدفاع الإسرائيلي إفيجادور ليبرمان، الذي استقال منذ أيام احتجاجًا على الهدنة مع حركة حماس، والذي يؤكد أن طريقة تعامل نتنياهو مع الأزمة قد تؤدي إلى أضرار سياسية وعسكرية.

ووجد استطلاع رأي جديد أجراه "تليفزيون إسرائيل" أن حزب الليكود (الحزب الحاكم في إسرائيل) حصل على أسوأ تقييم أداء خلال الأشهر الثمانية الماضية.

وفي خضم المعركة التي يواجهها نتنياهو إلا أنه تمكن من العثور على حليف موثوق وهو رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي غادي ايزنكوت، تقول هآرتس إنه على ما يبدو أن الاثنين منسجمان تمامًا، ويتفقان في كل شيء.

سلطت هآرتس الضوء على الدور الذي لعبته مصر لمنع تفاقم الأزمة، مُشيرة إلى أنه بفضل مصر، وافقت حماس على كبح جماح المظاهرات العنيفة على طول السياج الحدودي خلال الأسبوعين الماضيين.

ولفتت الصحيفة إلى أن قادة إسرائيل اعتقدوا أن الأجواء السائدة في غزة، خاصة بعد وصول النفط والمال من قطر، ما ساعد على مضاعفة عدد ساعات الكهرباء اليومية في المنازل بالقطاع، ستساعد على التوصل إلى هدنة طويلة المدى.

وعقب انتهاء الأحداث الدامية، تقول الصحيفة إن الجيش الإسرائيلي كان يرى أن رد فعل حماس لم يكن مُبررًا ولكنه مفهومًا، خاصة وأنها فقدت عدد كبير من الضحايا، وفي اجتماع مجلس الوزراء أثيرت عدة خيارات للرد على حماس، أولها هو الامتناع عن الرد، أو تأديب حماس، أو بدء عملية عسكرية كبيرة لا تختلف شيء عن العدوان على غزة في 2014.

طالب بعض الوزراء الإسرائيليين الجيش بتقديم أسباب وتفسيرات لعدم قيامهم بعلميات اغتيال لمسؤولين كبار في حماس، وتقول هآرتس إن الإجابة هنا تكمن جزئيًا في الطريقة التي بدأت بها الجولة الأخيرة في القتال، إذ أن سلطات الاحتلال لم تخطط لذلك مُسبقًا، وبعد اندلاع الحرب اختفى قادة الحركة الإسلامية، ففقد الأمر عنصر المفاجأة.

وتقول هآرتس إن جيش الاحتلال ليس متحمسًا لاغتيال قادة حماس.

واقترح بعض الوزراء الإسرائيليين، وفقًا لهآرتس، بشن قتال دون إرسال قوات برية إلى غزة، وهذا ما عارضه ايزنكوت، موضحًا أن هذا الأمر سيثير حفيظة الفلسطينيين ويدفعهم إلى احداث الأضرار في تل أبيب، ويستمر التصعيد فتضطر حكومة الاحتلال في نهاية الأمر إلى إرسال قوات إلى غزة.

لا يتفق جيش الاحتلال الإسرائيلي مع وجهة نظر ليبرمان بأنه من الضروري شن حرب، موضحين أنهم كانوا يقومون بعمليات عسكرية واسعة النطاق كل أسبوعين على مدار 70 عامًا، لذا ربما حان الوقت لأخذ نفس عميق والتفكير جيدًا قبل القيام بأي تصرف غبي.

ويقول جيش الاحتلال إن الحرب يجب أن تكون الخيار الأخير الذي تلجأ إليه سلطة الاحتلال عقب طرقها على كافة الأبواب، وهذه الاستراتيجية هي التي اتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون، والذي اتخذ قرارًا ببدء عملية الدرع الواقي في الضفة الغربية، عقب مقتل ما يزيد عن 130 جندي إسرائيل في شهر واحد.

وقالت وكالات الاستخبارات إن حماس تعي جيدًا أهمية ميزان القوى العسكري، وهي تحاول أيضًا تجنب الحرب، مع العلم أن الفلسطينيين هم من يدفعون الثمن.

وتُشير هآرتس إلى أن مصر وقطر أثبتتا خلال الأزمة التزامهما العميق بالترتيب للهدنة ووقف إطلاق النار، ما يعني أنه لا يزال هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق غير مباشر، يمنع نشوب حرب جديدة في غزة، ويخفف من المعاناة التي يعيشها أهالي غزة.

فيديو قد يعجبك: