الصين وأمريكا.. صراعات تجارية واحتمالات أزمة عسكرية
كتب - محمد عطايا:
قال الكاتب الأمريكي، والباحث في شئون الدفاع بمؤسسة "راند"، تيموثي آر هيث، إن الولايات المتحدة والصين تعملان حاليًا على تهدئة الصراعات التجارية بينهما، مشيرًا إلى أن الحوارات بين كبارة القادة في البلدين أمر مبشر، إلا أن التهديدات المستمرة في بحر الصين الجنوبي ينذر من احتمالية إندلاع حربًا بين واشنطن وبكين.
وأوضح في مقاله بموقع "نيوزويك" الأمريكي، أن الحوارات بين كبار قادة الولايات المتحدة والصين أثارت الآمال بأن تخف حدة التوترات حول الصراعات التجارة بين البلدين، مشيرًا إلى أن الخلافات العميقة حول مجموعة من القضايا، تثير خطرًا مستمرًا يزيد من الأزمة العسكرية.
وأشار إلى أن المحادثات التي يمكن أن يجريها قادة البلدين في اجتماعات المجموعة العشرين الشهر القادم، تبشر بخفض التوترات الثنائية حول المعارك التجارية الدائرة بينهما في الوقت الراهن.
وأضاف هيث أن القاذفات الأمريكية مرت فوق بحر الصين الجنوبي في أكتوبر، قبل أيام من لقاء وزير الدفاع جيمس ماتيس بنظيره الصيني، وي فنج، على هامش اجتماع منتدى الآسيان في سنغافورة.
جاء هذا الاجتماع بعد خطاب لاذع من نائب الرئيس مايك بنس في 4 أكتوبر حذر من اتباع نهج أمريكي أكثر صرامة تجاه الصين.
واستكمل أن الخلافات تفاقمت في أواخر سبتمبر، بعدما وافقت الولايات المتحدة على بيع 300 مليون دولار من المعدات العسكرية إلى تايوان، مما أغضب بكين، بالإضافة إلى عدم رضا الصين عن القرارات الأمريكية بإجراءات خاصة بها.
في سبتمبر، استدعت بكين مسؤولا رفيعا كان في زيارة الولايات المتحدة.
أوضح هيث أن لدى كلا البلدين أسباب استراتيجية وسياسية لمتابعة سياسات عدائية على المستوى الاستراتيجي، كنوع من المنافسة التي يجب أن تنتهي بتميز جانب واحد على حساب الآخر.
واستطرد أن تصميم الصين على أن تصبح قوة عالمية عظمى في مجال التكنولوجيا يهدد مكانة أمريكا في ذلك المجال، ما أدى إلى فرض الولايات المتحدة قيودًا للحرص على عدم وصول بكين لذلك الهدف.
وبالمثل، فإن عزم واشنطن في الحفاظ على الوصول والتأثير في آسيا - التي أصبحت بشكل متزايد مركز الاقتصاد العالمي - يعرقل خطط الصين لقيادة اندماج أوراسيا.
وأشار هيث في مقاله بـ"نيوزويك"، إلى أن وتيرة التوتر بين البلدين تسارعت حيث يحاول الجانبان تقويض مصداقية الطرف الآخر كزعيم إقليمي.
وأضاف أن الرئيسين يواجهان حوافز سياسية محلية ودولية لمتابعة تلك السياسات العدائية، حيث أن الولايات المتحدة رفعت الحالة السياسية المستقطبة بعمق حتمية تعبئة قاعدة من المؤيدين مع تأمين ما يكفي من الأصوات "الوسطية" أو المترددة لتنتصر في المنافسات الانتخابية.
واستكمل أنه ليس من المرجح أن تنقلب واشنطن أو بكين من قوة هذه الحدة في التعاملات في أي وقت قريب، لأنهم سيواجهون خطرين رئيسيين، يكمن الأول في تزايد إمكانية حدوث أزمة ناجمة عن سوء تقدير، والثانية صدامات عسكرية خاصة بالقرب من المناطق الساخنة مثل تايوان وبحر الصين الجنوبي.
فيديو قد يعجبك: