كيف أصبحت الصين قوة عالمية؟
كتبت - هدى الشيمي:
ألقت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على المشاريع الكُبرى التي تساهم فيها الصين حول العالم، موضحةً أنها كانت أحد الأوراق التي استخدمتها بكين لكي تغدو قوة عالمية.
تقول الصحيفة الأمريكية، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني، إن هناك حوالي 112 دولة تمول فيها الصين مشاريع كُبرى، وذلك بعد سنوات من تعزيز بنيتها التحتية واثبات مهارتها على البناء وإنشاء المشاريع في الداخل.
وتُشير نيويورك تايمز إلى أن الصين تتبع الاستراتيجية نفسها التي استخدمتها الولايات المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، إذ أنها كان لديها خطة لبناء وتمويل المشاريع الكُبرى حول العالم، ما ساعدها على توطيد العلاقات الدبلوماسية بين الدول، ومع ذلك ترى الصحيفة الأمريكية أن استراتيجية بكين أكثر جرأة وتكلفة وخطورة.
توضح نيويورك تايمز أن الصين تملك حوالي شبكة أنابيب واسعة لنقل النفط، وانشأت 203 جسر وطريق وخطوط سكك حديدية ساعدوها على نقل بضائعها حول العالم، علاوة على محطات توليد الطاقة الكهربائية، والتي تعمل بالطاقة النووية والغاز الطبيعي والفحم والطاقة المتجددة.
مشاريع كُبرى حول العالم
على مدار العقد الماضي ساهمت الصين، سواء كان ذلك بإقراض الدول مبالغ مالية كبيرة أو المشاركة في أعمال البناء، في إنشاء 600 مشروع بلغ تكلفتها مليارات الدولارات.
موّلت الصين وانشأت سبع سدود مسؤولة عن انتاج نصف الكهرباء التي تستهلكها كمبوديا، ويبلغ طول أحدهم الواقع بالقرب من الساحل الجنوبي لكمبوديا حوالي 360 قدمًا، وهو يُنتج رابع أكبر قدر من الطاقة في البلاد.
ووافقت الصين على طلب قدمته له سريلانكا باقتراض مليار دولار لبناء ميناء استراتيجي في المياه العميقة، لكنها لم تستطع سداد المبلغ، فباتت بكيت المسؤولة الرسمية عن المياء وتقوم بتأجيره على مدى 99 عامًا مُقبلة.
كذلك لجأت جنوب أفريقيا إلى الصين لمساعدتها على بناء محطة طاقة تعمل بالفحم مقابل 1.5 مليار دولار، وتعتبر هذه المحطة واحدة من بين 63 أخرى تمولها الصين حول العالم.
ودفعت زامبيا 94 مليون دولار للصين لبناء استاد كرة قدم يضم أكثر من 50 ألف مقعد، وهو واحد من بين أكثر من 600 مشروع أخر تمولها بكين من أجل تكوين علاقات صداقة جديدة مع شتى دول العالم، وتعزيز أسواقها.
أهداف جيوسياسية
تحتاج الصين إلى أصدقاء، وبأمكان الجسور والموانئ مساعدتها على تحقيق ذلك، ولهذا السبب تركز الصين على جيرانها، وتوافق على إقراضهم أموالاً لمشاريع بناء الطرق الواسعة، كما أنها تُسدد الديون لباكستان، كما أنها ساهمت في بناء موانئ كُبرى في باكستان وسريلانكا وماليزيا.
فيديو قد يعجبك: