لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مجلة أمريكية: هل يمهد ترامب لشن ضربة عسكرية ضد إيران؟

09:23 م الإثنين 26 نوفمبر 2018

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

كتب - هشام عبد الخالق:

بدأ التدخل الأمريكي في سوريا -الذي يدخل عامه الرابع الآن- كوحدة صغيرة من القوات الخاصة تشبه التي ينشرها البنتاجون في عدد من الدول، وكانت مهمتهم الأساسية في 2015 بأوامر من الرئيس الأمريكي حينئذ باراك أوباما تتمثل في تقديم النصح للأكراد السوريين في حربهم ضد تنظيم داعش، وأنكرت إدارة أوباما مخالفته للوعد الذي صرح فيه بأن القوات الأمريكية لن تطأ الأراضي السورية.

ولكن، منذ ذلك الحين ازداد عدد القوات الأمريكية في سوريا بشكل كبير بعد أن كان مجرد 50 شخصًا أصبح 250 ومن ثم 500 وبعد ذلك 2000، وبحسب مجلة "نيويوركر" الأمريكية، توجد بعض الأسباب للاعتقاد أن الرقم الحقيقي أكبر من هذا.

وتقول المجلة، في تقرير لها اليوم الإثنين، إن الكونجرس لم يوافق على عمل عسكري في سوريا، كما أنه لا توجد بعثة للأمم المتحدة تسمح باستخدام القوة، وعلى الرغم من ذلك -وعلى مدار الثلاث سنوات الماضية- تحولت مهمة الولايات المتحدة إلى شيء أشبه بالحرب التقليدية، وقامت واشنطن ببناء عشرات القواعد في المنطقة بين منبج والحسكة السوريتين بما في ذلك أربعة مطارات، وتسيطر القوات المدعومة أمريكيًا الآن على جميع المناطق السورية الواقعة شرق نهر الفرات.

وعلى الرغم من وفاة أربعة من أعضاء الخدمة الأمريكية في سوريا، إلا أن عملية "الإصلاح المتأصل"، كما يسميها البنتاجون تقع تحت سلطة قيادة العمليات الخاصة المشتركة، ولذلك فإن الحقائق الأساسية لا تزال سرية، بما في ذلك تكلفة المهمة، والوحدات المعنية، وعدد الجرحى.

ويضيف التقرير، أن المهمة المعلنة للقوات الأمريكية في سوريا هي هزيمة تنظيم داعش، وفي عهد أوباما ، استولى ائتلاف من المليشيات بقيادة الأكراد وتدعمه الولايات المتحدة، ويعرف باسم قوات سوريا الديمقراطية، على مناطق سيطرة داعش خلال 2016، ويرجع الفضل في ذلك بشكل كبير إلى القوة الجوية الأمريكية، التي دمرت مواقع داعش قبل أن يأتي الأكراد.

عند انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، كانت قوات سوريا الديمقراطية تفرض حصارًا على عاصمة تنظيم داعش الرقة، وبعد توليه السلطة ضاعف ترامب -بهدوء- من أعداد الكوماندوز، وأرسل عددًا من القوات، بما في ذلك المارينز، وعزز قوة الجيش في سوريا، وأدى ذلك إلى سقوط الرقة لصالح قوات سوريا الديمقراطية في أكتوبر 2017، وانتهاء تنظيم داعش كقوة إقليمية.

وأشار التقرير، إلى أن الدولة السورية أصبحت الآن مقسمة بين تحالفين، الأول يضم روسيا وإيران وبشار الأسد ويسيطر على ثلثي سوريا ومدن مثل دمشق وحلب وحمص، والثاني تحالف الولايات المتحدة مع قوات سوريا الديمقراطية ويسيطر على باقي البلاد، ومن ضمنها الرقة العاصمة القديمة لتنظيم داعش. ويرفع هذا من احتمالية التفاوض لإحلال السلام بين الطرفين، بما أن -بحسب المجلة- لم يعلن الأكراد السوريين والرئيس بشار الأسد الحرب على بعضهما البعض، كما أن روسيا والولايات المتحدة ليس لديهما مصلحة في محاربة بعضهما البعض.

أهداف الولايات المتحدة المعلنة حتى الآن من سوريا، هي هزيمة تنظيم داعش وإخراج الأسد من منصبه عن طريق عملية انتقال سلمية للسلطة، والهدف الأول تم تحقيقه بشكل كبير، ولكن الثاني أصبح خارج النقاش بحسب الروس، الذين أصبحوا في موضع قوة لإملاء شروطهم وما يحدث، وقد يعلن الرئيس ترامب في أي وقت الانتصار على تنظيم داعش ويخرج من سوريا، ولكن هذا لن يحدث بسبب واحد، وهو إيران.

وبصرف النظر عن روسيا، كانت إيران الداعم الأكبر لنظام الأسد منذ بدء الحربـ، ويقود الحرس الثوري وفيلق القدس مجموعة كبيرة من المرتزقة الأفغان والباكستانيين في سوريا، كما أن حزب الله الموالي لإيران دخل في الجيش السوري التابع للأسد، في الأغلب ، وكانت هناك حوادث متفرقة عن إسقاط القوات الأمريكية للطائرات بدون طيار الإيرانية، ولا سيما حول معبر التنف الحدودي مع العراق، وتحاول الولايات المتحدة منع دخول الإيرانيين إلى الطريق السريع بين بغداد ودمشق.

وتقول المجلة، في شهر مارس الماضي، أعلن ترامب أن أفراد القوات الأمريكية سينسحبون من سوريا "قريبًا"، وفي أبريل بعد استقالة مستشار الأمن القومي مايكل فلين وطرد بديله اتش آر ماكمستر، تم تعيين جون بولتون، الذي كان صرح في وقت سابق بأنه "يجب أن يكون هدفنا تغيير النظام في إيران".

وبعد شهر من انضمام بولتون للبيت الأبيض، أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية عليها في أكتوبر الماضي، وتم تعيين بريان هوك، أحد مساعدي بولتون خلال إدارة بوش "ممثلًا خاصًا بالشأن الإيراني في الإدارة الأمريكية"، وتعيين جيمس جيفري، وهو دبلوماسي شغل منصب القائم بالأعمال الأمريكي في بغداد في إدارة بوش، في منصب المبعوث الخاص لوزير الخارجية الأمريكي إلى سوريا.

في السادس من سبتمبر الماضي، أعلن جيفري أن إدارة ترامب وافقت على بقاء القوات الأمريكية في سوريا "إلى ما لا نهاية"، وقال: "نحن لسنا في عجلة من أمرنا"، وفي 22 من سبتمبر تحدث رودي جولياني محامي الرئيس الأمريكي في "قمة الثورة الإيرانية" بمانهاتن الأمريكية وقال: "لا أعرف متى سنطيح بالنظام الإيراني، قد يكون هذا خلال عدة أيام أو أشهر أو سنوات، ولكن هذا سيحدث".

في 24 سبتمبر، أكد بولتون للمراسلين في نيويورك، أن القوات الأمريكية لن تنسحب من سوريا حتى تختفي جميع القوات الإيرانية، ويشمل ذلك الوكلاء وغيرهم وأي فرد إيراني مسلح، واستمر في الحديث ليصف النظام الإيراني بـ "المارق"، وأصدر وثيقة لمجلس الأمن القومي وصفت فيها إيران بأنها أعلى أولويات الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، وفي 28 سبتمبر، أمر وزير الخارجية مايك بومبيو بإخلاء القنصلية الأمريكية في البصرة بناء على مزاعم مشكوك فيها بتعرضها لإطلاق الصواريخ من الميليشيات الإيرانية.

في 25 سبتمبر، قال ترامب في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 73 عن إيران: "لا يمكننا أن نسمح لراعيي الإرهاب العالميين بأن يمتلكوا أخطر الأسلحة على كوكب الأرض"، بنفس اللهجة التي استخدمها بوش لتهديد الرئيس العراقي صدام حسين في 2002.

وتضيف المجلة، أن اللهجة العنيفة المستخدمة من قبل إيران قد تكون حيلة لتخويف إيران، وهو تحرك محسوب لتحويل طبيعة ترامب غير المتوقعة إلى قوة استراتيجية، ولكن يبدو أن الإيرانيين على استعداد للرد بالمثل. ففي الأول من أكتوبر، أطلقت إيران صواريخ باليستية عبر العراق وضربت موقعًا لتنظيم داعش في دير الزور، ليس ببعيد عن القوات الأمريكية.

وجاءت الضربة الإيرانية كرد فعل على الهجوم الإرهابي على عرض عسكري إيراني، ولكن بعد ذلك قال مستشار الأمن القومي الإيراني علي شمخاني في تصريح للولايات المتحدة: "قال جون بولتون يجب أن نأخذ الولايات المتحدة على محمل الجد، وذلك ما حدث حيث سقطت صواريخنا على بعد ثلاثة أميال من أماكن تواجدكم".

ويقول التقرير إن مثل هذه الحادثة قد تعطي بولتون والآخرين ذريعة لإقناع ترامب بشن حملة قصف على البنية التحتية العسكرية الإيرانية، وإذا قام ترامب بضرب إيران، فإن القوات الأمريكية سوف تشارك في حرب جديدة في الشرق الأوسط تمتد لأربعة دول متجاورة وهي سوريا والعراق وإيران وأفغانستان.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان