لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف يحتوي ماكرون احتجاجات "السُترات الصفراء" في باريس؟

04:15 م الثلاثاء 27 نوفمبر 2018

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

كتبت- رنا أسامة:

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، آلية تسمح أن تكون الضريبة "أكثر ذكاء وليونة"؛ بحيث تُراجع قيمتها على الوقود كل ثلاثة أشهر للتوافق مع أسعار النفط، في محاولة لاحتواء الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تقودها حركة "السترات الصفراء"- غير السياسية- ردًا على زيادة الضرائب ورفع أسعار المحروقات.

ودعا ماكرون في حوار مُطوّل من باريس نقلته وكالة فرانس برس، الثلاثاء، إلى وضع آلية من شأنها تقديم حلول ملموسة وفقًا للمناطق الفرنسية وخصوصية كل منها، قائلًا: "يحب أن يتفاعل الجميع في وضع هذه الآلية، بما في ذلك محتجو السترات الصفراء".

وأوضح أن رئيس الوزراء الفرنسي، إدوار فيليب، سيقوم بإعداد منهجية للتشاور لإيجاد حلول مناسبة حسب طبيعة كل منطقة، موضحًا أن ارتفاع ضريبة الوقود تم الإعداد له في السنوات الماضية، ولكن واكب الإعلان عن ذلك ارتفاع أسعار النفط على المستوي العالمي في الوقت الحالي.

وأعلن ماكرون إنشاء "مجلس أعلى للمناخ"، مشيرًا إلى أن فرنسا لم تقم إلا بالقليل في مواجهة التغير المناخي.

وفي هذا الصدد نوّه الرئيس الفرنسي إلى أنه "سيتم إغلاق جميع مناجم الفحم الحجري بحلول عام 2020"، بهدف تقليص استخدام الغاز والنفط والفحم.

وقال ماكرون "استراتيجيتنا تهدف إلى استخدام الغاز الحيوي والطاقة المتجددة كالرياح والشمس والطاقة الهيدرولوجية. كل تلك الأعمال مكلفة، ونحن نستخدم في الوقت الحالي 5 مليارات يورو سنويا وهذا المبلغ سيرتفع إلى 8 مليارات سنويا".

وتابع ماكرون: "أنا لم أُنتخب بناء على برنامج يهدف إلى الخروج من استخدام الطاقة النووية وأنا سألتزم بهذا الأمر. ومن ثمّ سيتم إيقاف 14 مفاعلا نوويا بحلول العام 2035 حسب جدول زمني محدد".

وذكر أن الفرنسيين يدفعون فاتورة 40 عامًا من الإجراءات التصحيحية المُتعاقية، الأمر الذي يُحمّل الأجيال القادمة عبئًا بيئيًا.

وقال: "كيف يمكننا أن نقول لأولادنا أنهم يستنشقون هواء ملوثا بسبب سياساتنا؟ من مسؤوليتي ضمان الانتقال البيئي وهذا له كلفة، علينا أن نخرج من الوقود الأحفوري".

كما تحدّث عن أهمية الخروج من استخدام الوقود الأحفوري ودور ذلك في التقليل من انبعاث الغازات الدفيئة، مشددا على أن التحول البيئي "يحتاج نهجًا وتحالفًا أساسه المجتمع".

وشدّد ماكرون على أن إحداث التغيير "لن يتم إلا من خلال الالتزام بالمسؤوليات وما تم التعهد به خلال الحملة الانتقالية"، مشيرا إلى أن ضريبة الكربون اعتُمِدت في أعوام: 2009 و2014 و2015.

وفي الوقت ذاته، أعرب ماكرون عن تفهّمه لغضب الفرنسيين المُحتجين، قائلًا "استمع للغضب وهو مشروع. ولكن يجب أن نوضح الحلول البديلة للمواطنين".

وتابع "المواطنون يعبرون عن آلامهم، ولذلك ينبغي لنا خلال 3 أشهر بناء حلول ملموسة بالتعاون مع السلطات المحلية المختلفة. سنقدم خلال الثلاثة أشهر القادمة حلولًا بعد إجراء حوار مجتمعي شامل". وشدّد ماكرون على أنه "لن يختبئ أمام الالتزامات السابقة"، مشيرًا إلى أن ما يحدث نِتاج الانتقال البيئي.

وقال الرئيس الفرنسي: "علينا تحديد ميزانيات خاصة لمواجهة ذلك. هذه الأزمة لا تمر فقط بسعر الوقود، وأنا أعترف أنني أتشاطر كل مشاعر الغضب التي تم التعبير عنها".

لكنه أكّد في الوقت نفسه أنه "لن يتناول عن مواجهة الذين يهدفون إلى التخريب"، قائلًا "لن أكون ضعيفا أمام أعمال العنف"، بحسب الخطاب.

واعتبر أحداث العنف التي شهدتها البلاد خلال التظاهرات بأنها "غير مقبولة".

كان المتظاهرون قد أغلقوا الطرق السريعة والمطارات والمحطّات وعدد من المواقع الأخرى في جميع أنحاء البلاد، بحواجز محترقة وقوافل من الشاحنات بطيئة الحركة، الأمر الذي عرقل الوصول إلى مُستودعات الوقود ومراكز التسوق وبعض المصانع.

واصطدم آلاف المتظاهرين في الشانزليزيه، السبت الماضي، بحواجز معدنية ومتاريس نصبتها الشرطة، لحيلولتهم دون السير باتجاه مواقع حساسة، مثل المقر الرسمي لإقامة الرئيس إيمانويل ماكرون. ورشقوا أفراد الشرطة بالحجارة والألعاب النارية.

والسبت الماضي، قُدّر عدد المتظاهرين بنحو 300 ألف متظاهر، وانخفض أمس الاثنين إلى 27 ألفًا، وفقًا لوزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير.

بحسب بيانات الداخلية الفرنسية، جرت التظاهرات التي بدأت السبت قبل الماضي في أكثر من ألفيّ مدينة وقرية في جميع أنحاء البلاد، بمشاركة أكثر من 287 ألف شخص، واحتُجِز 282 مُتظاهرًا.

أُصيب 409 أشخاص بجروح، 14 جروحهم خطيرة، و28 من الإصابات بين أفراد الشرطة وفرق الإطفاء. فيما وقع قتيلان إحداهما سيدة توفيت الأحد قبل الماضي، بعد أن صدمتها سيارة أُصيب قائدها بالفزع مما دفعه إلى قيادة السيارة نحو جموع المتظاهرين.

ووقعت معظم الإصابات بين المتظاهرين بسبب استهداف سائقين لهم؛ فأُصيب اثنين من المتظاهرين، على سبيل المثال، بعد انحراف شاحنة عن الطريق لتصعد أعلى رصيف الطريق بعد أن دخل السائق بالمركبة وسط المتظاهرين، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

وفي وقت سابق، صرّح المتحدث باسم الحكومة الفرنسية بنجامين جريفو، بأن ماكرون يرغب في تغيير أسلوبه، ولكن ليس سياساته، ردًا على تظاهرات "السترات الصفراء".

وتابع جريفو، عقب اجتماع أسبوعي لمجلس الوزراء، أمس الاثنين، أن "الحكومة احترمت مشاعر الغضب التي عبر عنها المحتجون"، مضيفا أن "أجزاء من فرنسا لم تجد مكانا لها في الاتحاد الأوروبي أو في عملية العولمة".

سُميت الحركة الشعبية المناهضة لغلاء المعيشة في فرنسا بـ"السترات الصفراء" لأن المتظاهرين يرتدون سُترات صفراء عاكِسة للضوء (نيون).

يُشار إلى أن المتظاهرين استوحوا اسم حركة "السُترات الصفراء"، المماثل للسترات الصفراء العاكسة للضوء التي يرتدونها، من قانون فرنسي دخل حيّز التنفيذ في 2008، يوصي جميع قائدي السيارات حمل سترات صفراء وارتدائها عند الخروج على الطريق في حالات الطوارئ.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان