"الحب دفعني لمساعدة باورز".. قصة ممرض يهودي عالج قاتل أبناء ديانته

كتب - هشام عبد الخالق:

في الثامن والعشرين من أكتوبر الماضي، دخل روبرت باورز كنيس يهودي بمدينة بتسبرج في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، صائحًا "الموت لكل اليهود"، وأطلق النار على الحضور مسقطًا 11 قتيلاً يهوديًا. ولم يكتفِ بذلك، بل ردد الجملة نفسها أثناء نقله إلى المستشفى بعد إصابته في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.

المثير للدهشة في هذه القضية، أن من عالجه من جراحه في المستشفى كان ممرضًا يهوديًا يُدعى "آري ماهلر"، والذي نشر قصة علاجه للمشتبه به. وقد أسرت قلوب الآلاف من متابعيها حول العالم.

ماهلر كتب في منشور على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك" تفاصيل علاجه "باورز"، واعتنائه به على الرغم من قتله 11 شخصًا من أبناء ديانته.

وبدأ ماهلر التفاصيل بجملة "أنا الممرض اليهودي". وكشف تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" أن الممرض شعر بالشفقة والعطف تجاه باورز المسؤول عن أعنف هجوم على اليهود في تاريخ الولايات المتحدة، في الوقت الذي كان اهتمام العالم منصبًا على كراهيته.

وكتب ماهلر في المنشور: "كان الحب هو من دفعني لفعل ما قمت به، فالحب كفعل أقوى من الكلام، والحب في وجه الشر يعطي الآخرين الأمل ويدل على الإنسانية، ويذكرنا بسبب وجودنا هنا. أنا لا أهتم بما يعتقده روبرت باورز، ولكن يا من تقرأ هذا الكلام؛ الحب هو الرسالة الوحيدة التي أرغب في غرسها فيك".

وأعلن ماهلر أنه هو الممرض اليهودي الذي تحدث عنه الجميع في حادث إطلاق النار بمدينة بتسبرج في ولاية بنسلفانيا.

وانتشرت قصة ماهلر في البداية، عندما صرح بها رئيس المستشفى جيفري كوهين، وأضاف للصحفيين أن ممرضًا وطبيبًا يهوديين كانا من أوائل الناس الذين عالجوا باورز من إصابات متعددة تلقاها أثناء قتاله مع الشرطة.

وعندما وصل باورز إلى المستشفى ودخل غرفة العمليات، يقول ماهلر في المنشور الخاص به: "لم أرَ شرًا في عينيه وسبب رعايتي له كان العطف. وبغض النظر عن طبيعة شخصيتك عندما تكون في رعايتي هنا كل نفس جديد تأخذه يكون أجمل في عينيّ من سابقه".

وأضاف ماهلر أن "باورز الذي كان يعتني به، هو نفسه باورز الذي أطلق النار داخل الكنيس اليهودي وقتل 11 شخصًا، وزرع الرعب في نفسي قبل وصوله".

وتضيف الصحيفة، أن ماهلر اتخذ قراره عند علاج باورز داخل غرفة العمليات، وفضل عدم التصريح له بديانته، مشيرةً إلى أن باورز شكر ماهلر دون أن يعرف ديانته، وعلق ماهلر على ذلك قائلاً: "لماذا تشكر ممرضًا يهوديًا في حين أنك قتلت 11 شخصًا قبل ذلك بـ 15 دقيقة؟". وتابع ماهلر: "قررت أن أريه تعاطفي، وأن هذه أفضل طريقة لتكريم ضحاياه أن يعالجه ممرض يهودي".​