أسوشيتدبرس: مخاطر ووعود تواجه ترامب في انتخابات الكونجرس
كتب - هشام عبد الخالق:
نشرت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية، تقريرًا حول المخاطر التي تواجهها رئاسة دونالد ترامب مع اقتراب الانتخابات النصفية للكونجرس الأمريكي، والتي من المقرر إجرائها في السادس من نوفمبر المقبل.
وقالت الوكالة في مستهل تقريرها: "إن الرئيس الأمريكي في الفترة الحالية ينظم تجمعات انتخابية بشكل شبه يومي لدعم المرشحين الجمهوريين في الانتخابات القادمة، كما لو أنه كان مرشحًا هو نفسه فيها".
وتواجه ترامب أمام إعادة انتخابه في 2020 عدة تحديات منها، بحسب الوكالة، التحقيقات في التدخل الروسي بالانتخابات في 2016، والجمود الحزبي وغيرها، وإمكانية خسارة الجمهوريين لإحدى غرفتي الكونجرس أو كليهما (مجلسي النواب والشيوخ)، وسوف يتم اختبار الرئيس الذي حاول الحفاظ على وحدة البيت الأبيض خلال العامين الماضيين، وإذا فاز الديمقراطيون سيواجه معارضة غير متسامحة معه مثلما كان الجمهوريون.
وعلى الجانب الآخر، إذا حافظ الجمهوريون على مجلسي النواب والشيوخ، سيكون هذا ليس انتصارًا لصالح الحزب الجمهوري فقط، ولكن أيضًا سيكون بمثابة توثيق لسياسات ترامب ورئاسته غير التقليدية، وستشجع هذه النتيجة -غير المرجحة حتى من البيت الأبيض نفسه- ترامب على إطلاق حملة إعادة انتخابه.
وتقول الوكالة، إن مساعدي البيت الأبيض يصرون على أن الرئيس لا يقضي الكثير من الوقت في التفكير في الهزيمة، لكنه بدأ في محاولة حساب التوقعات، وركز في الفترة الأخيرة على الحشد لمرشحي الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ في الأيام الأخيرة من الحملات الانتخابية، لينأى بنفسه عن اللوم إذا ما خسر الجمهوريون مجلس النواب، وإذا ما نجحت مجهوداته وحافظ الجمهوريون على مجلس الشيوخ سيطالب ترامب بالنصر، بحجة أن جهوده في الحملة الانتخابية قللت من خسائر الحزب الجمهوري وساعدته على الاحتفاظ بمجلس الشيوخ، وذلك طبقًا لأحد الأشخاص الذي على علم بتفكير ترامب وطلب عدم الكشف عن هويته لكونه غير مصرح له بمناقشة محادثات البيت الأبيض.
ترامب نفسه، قال لوكالة "أسوشيتدبرس" الشهر الماضي، إنه "لن يتحمل أي مسؤولية إذا ما استطاع الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب"، وأعلن في أحد التجمعات الانتخابية بـ "ويست فيرجينيا"، أن سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب "أمر ممكن"، مضيفًا "لا تقلقوا حيال هذا الأمر، أستطيع التعامل معه".
وفي الوقت نفسه، بدأ مساعدوه في التعامل مع احتمالية مذكرات الاستدعاء التي من الممكن أن تطالهم إذا ما سيطر الديمقراطيون على بعض اللجان في المجلس، واستعان مكتب محاميي البيت الأبيض ببعض المحامين المخضرمين ليتولوا مهمة الاستفسارات القانونية.
وأوضحت الوكالة، أنه في حالة سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب، فإنهم يخططون لإعادة فتح التحقيق الذي أجرته لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب في صلة حملة ترامب بروسيا، في الوقت الذي ستخطط فيه لجان أخرى لفرض رقابة صارمة على إدارة ترامب بالإضافة إلى شبكة أعماله التجارية، ويبحث بعض الديمقراطيين في استخدام لجنة السُبل والوسائل للحصول على نسخ من عائدات الرئيس للضرائب بعد أن حجبها عن التدقيق العام خلال حملته الانتخابية.
وتضيف الوكالة، أن فوز الجمهوريين بمجلس النواب بأغلبية ضئيلة سيمثل تحديات أيضًا، منها تأجيج النزاع بين الحزبين، والتي سيكون أهمها التنافس على مقعد المتحدث باسم المجلس باول ريان الذي سيستقيل، لكن الأغلبية الضئيلة ستؤدي أيضًا إلى تفاقم الانقسامات حول السياسات عند التصويت على أي قرار جديد يُتخذ، كما أن استمرار سيطرة الحزب الجمهوري ستؤدي إلى تحمله اللوم في السياسات التي يتم تمريرها.
ويقول المستشار الجمهوري جوش هولمز، إنه "يوجد الكثير على المحك بالنسبة لجدول الأعمال التشريعي، واحتمالية وجود مجلس نواب أو شيوخ يسيطر عليه الديمقراطيون تضع عائقًا حقيقيًا تمرير أي شيء من خلال الكونجرس".
بعض مسؤولي البيت الأبيض، بحسب الوكالة، يرون أن خسارة مجلس النواب لصالح الديمقراطيين أمرًا "مفضلًا" بالنسبة لهم، حيث ينظرون إلى شغف الديمقراطيين بالتحقيق مع الرئيس كشيء مقدس أثناء الاستعداد لانتخابات 2020، كما أنهم يرون زعيمة الأقلية نانسي بيلوسي كخصم محتمل أمام ترامب.
ويقول آري فلايشر، السكرتير الصحفي للرئيس الأسبق جورج دبليو بوش: إن "السيطرة الديمقراطية على مجلس النواب تنطوي على مخاطر للرئيس ووعود أيضًا، وتتمثل المخاطر في أوامر الاستدعاء التي من الممكن أن تطاله أو المقربين منه، والتحقيقات، وغيرها، أما الوعود تتمثل في أن ترامب سيكون لديه شيء يلقي عليه باللوم وهو: بيلوسي والقيادة الديمقراطية لمجلس النواب".
ويقول المستشار الديمقراطي جيم مانلي، إن "الثلاثاء (يوم الانتخابات) سيكشف ما إذا كان الديمقراطيون سينجحون في استعادة أصوات الطبقة العاملة من البيض في الغرب الأوسط، والتي كانت دعمت ترامب في 2016، مضيفًا أن ترامب يساعد في هذا، فهو أصبح أكثر نشاطًا، وهناك فرصة في الفوز بأصواتهم مرة أخرى".
وتختتم الوكالة تقريرها بـ: "على الرغم من أن نتائج الانتخابات قد تكشف عن شقوق وانقسامات في الحزب الجمهوري، إلا أن الجمهوريين سارعوا من الآن بالإشارة إلى أن الحزب الذي منه الرئيس عادة ما يخسر في الانتخابات النصفية، وكان أقرب مثال على هذا الرئيس باراك أوباما، الذي خسر في الانتخابات النصفية عام 2010، ولكنه فاز في انتخابات الرئاسة عام 2012".
فيديو قد يعجبك: