واشنطن بوست: العقوبات الأمريكية الجديدة ضد إيران ستلحق الضرر بالمواطنين
كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن العقوبات الجديدة التي وقعتها واشنطن ضد طهران لن تُلحق الضرر إلا بالمواطنين العاديين، ولن تؤثر كثيرًا على نظام الملالي ولن تجبره على التراجع عن موقفه إزاء الكثير من الأمور في الشرق الأوسط، أو تغيير سياسته في المنطقة.
ولفتت الصحيفة، في تحليل منشور على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، إلى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي عن فرض حزمة جديدة من العقوبات ضد النظام الإيراني، حيث كتب تغريدة على حسابه بموقع تويتر مستوحاة من شعار مسلسل الفانتازيا الشهير "صراع العروش"، قال فيها: "العقوبات آتية".
وأشارت الصحيفة، إلى تأكيد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ووزير الخزانة ستيفن منوشين، أن واشنطن ستفرض عقوبات على أجزاء حيوية من الاقتصاد الإيراني، من بينها قطاعي الطاقة والسفن البحرية، بهدف الضغط على النظام الملالي، وتخفيض صادرات النفط الإيراني لتصل إلى صفر.
وتوضح الصحيفة أن الشركات والحكومات الأجنبية التي تسعى إلى التحايل على الأمر، ستخاطر بإمكانية فرض عقوبات عليها هي أيضًا.
وترى واشنطن بوست أن العقوبات الجديدة تعد أحدث حلقات الضغط الذي تمارسه إدارة ترامب على طهران، بعد إعلان واشنطن انسحابها من الاتفاق النووي في وقت مُبكر من هذا العام.
وتقول الصحيفة إن المسؤولين الكبار في إدارة ترامب، خاصة مستشار الأمن القومي جون بولتون، يعتقدون أن العقوبات ستجبر إيران على تغيير سلوكها وتصرفاتها في الشرق الأوسط.
ويرى معارضو الرئيس الأمريكي أن استراتيجية إدارته ستخلق أضرارًا كبيرة بالمواطنين الإيرانيين، الذين لا حول لهم ولا قوة، ولن يستطيعوا فعل أي شيء لإقناع حكومتهم بالتراجع عن موقفها.
وهذا ما تؤكده تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني، والذي رد على النظام الأمريكي بلهجة يغلب عليها التحدي، وأكد أن بلاده لن تتوقف عن بيع النفط.
وقال: "سوف نفتخر بأن نخرق العقوبات".
وتشير واشنطن بوست إلى أن الاقتصاد الإيراني عانى كثيرًا في الأشهر التي تلت انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، وأدى انسحاب الشركات الكُبرى من البلاد إلى زيادة الطين بلّة.
ويقول خبراء إن ترامب لا يزال يتطلع إلى تكرار قمته مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، التي عُقدت في سنغافورة في يونيو الماضي، ولكن هذه المرة مع الإيرانيين.
وهذا ما استبعده الخبراء الذين قالوا إن الإيرانيين لم يظهروا أي شيء يرجح إمكانية الجلوس مع ترامب على طاولة المفاوضات.
وفي الوقت نفسه، سيعاني الإيرانيون من تداعيات العقوبات وستؤثر على حياتهم اليومية، والتي ستسفر عن نقص الأدوية، وارتفاع تكاليف السلع الأساسية، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تدهور حياتهم.
وفي هذا الشأن، قال المُحلل الإيراني اسفنديار باتمانجليدج إن مواطنيه يعانون لمعرفة لماذا فُرضت عليهم العقوبات الفرض مرة أخرى، ولماذا يجب أن يعانوا.
ويتابع: "حتمية هذه المعاناة وتأثيرها على الأوضاع، يجعل الحرب المالية الأمريكية مُدمرة للغاية".
فيديو قد يعجبك: