"كان جحيمًا".. ناجون من مذبحة الملهى المشئوم يروون قصصهم
كتب - هشام عبدالخالق:
"كان الأمر يشبه الجحيم بالداخل".. كانت هذه كلمات أحد الناجين من مذبحة "بار بوردرلاين آند جريل"، في مدينة ثاوزند أوكس شمال غرب وسط مدينة لوس أنجلوس، والتي نتج عنها مقتل 12 شخصًا بالإضافة لمطلق النار إيان ديفيد لونج البالغ من العمر 28 عامًا.
مأمور شرطة مقاطعة فينتورا، جيوف دين، قال لصحيفة "واشنطن بوست"، عند سؤاله بعد نجاته من المذبحة عن كيف كانت الأوضاع بالداخل أثناء إطلاق النار: "كان الأمر يشبه الجحيم".
ووقع الحادث في أحد الليالي الهادئة داخل أحد الحانات المشهورة بتقديم الأغاني الريفية في ثالث المدن الأمريكية أمنًا، بحسب الصحيفة، وبدأ عندما قام أحد الأشخاص المتشحين بالسواد بإطلاق النار على حارس الملهى الليلي ثم دخل.
وفي الدقائق التالية، بحسب الصحيفة، استطاع مُطلق النار -الذي حددته الشرطة على أنه إيان ديفيد لونج البالغ من العمر 28 عامًا- أن يقتل 11 شخصًا آخرين، من ضمنهم مأمور مقاطعة حاول إيقافه.
وتقول الصحيفة: "كان أغلب المتواجدين في الملهى من صغار السن يدركون أن كونهم شبابًا داخل الولايات المتحدة سلاح ذو حدين"، ويضيف مأمور الشرطة دين، أن "الشباب بمجرد رؤيتهم لمطلق النار أدركوا ما على وشك الحدوث، فهربوا من الأبواب الخلفية، وكسروا النوافذ، اختبأوا على السطح وداخل دورات المياه".
ويقول شهود العيان إن بعض الضحايا حاولوا البقاء وحماية أصدقائهم، وخسروا حيواتهم جراء ذلك.
ونقلت الصحيفة عن الشرطة، أن مطلق النار إيان لونج، انتحر بإطلاق النار على نفسه داخل مكتب بالملهى، مثلما فعل مطلق النار في لاس فيجاس أيضًا، وقبل أن يعرف أحد لماذا فعل هذا، حيث أكد شهود العيان والناجين أنه لم ينطق بلفظ واحد يدل على سبب اختياره لهذا المكان أو لهؤلاء الأشخاص.
يوم الخميس، تم التعرف على الشرطيّ القتيل على أنه رون هيلوس البالغ من العمر 29 عامًا، وتعرف أفراد العائلات على ذويهم وضحايا آخرين والذين كانوا في الغالب شبابًا مراهقين أو في أوائل العشرينات، وكان من ضمنهم كودي كوفمان البالغ من العمر 22 عامًا. ويتذكر والده جيسون كوفمان حديثه مع نجله قبل مغادرته للحفل ويقول للصحيفة: "كانت آخر كلماتي لابني لا تقد السيارة وأنت مخمور.. أنا أحبك".
ديفيد أندرسون البالغ من العمر 23 عامًا، كان أحد الناجين من المذبحة، وشهد قبل 13 شهرًا فقط مذبحة لوس أنجلوس التي أوقعت 58 قتيلًا في أكتوبر من العام الماضي، ويقول للصحيفة: "كنت في الخارج عندما رأيت إيان يدخل، وعرفت على الفور ما بصدد القيام به، ومن طريقة تحركه والطريقة التي صوّب بها على الضحايا أدركت أنه تلقى تدريبًا عسكريًا
وقدر أندرسون، بحسب الصحيفة، أن "إيان أطلق النار ما بين 10 إلى 15 مرة، ولم يقل أي شيء بل كان وجهه صارم ومركزًا على إطلاق النار فحسب".
تايلور ويتلر، البالغة من العمر 19 عامًا، كانت داخل الملهى أثناء إطلاق النار قالت للصحيفة: "كان الأمر مفزعًا للغاية، حاولت الخروج من الباب الخلفي ولكنني تعثرت في طريقي لأجد الجميع يدوس عليّ في محاولتهم الفرار، وعندما وصلت إلى هناك بعد توقف إطلاق النار لفترة قصيرة وجدت شخصًا يصرخ "إنه قادم".
بعض الناجين مدحوا كوفمان لشجاعته حيث ضحى بنفسه لإنقاذ بعضهم، وتقول سارة ديسون البالغة من العمر 19 عامًا: "في البداية اعتقدت أن الأمر مجرد سرقة، خاصة بعد إطلاق قنابل الغاز وبعض الطلقات، ولكن كوفمان أخبرني أن أركض خارج المكان من الباب الأمامي بأقصى سرعة لأن مطلق النار كان ابتعد عنه قليلًا، فركضت حتى خرجت من المكان ومن ثم سمعت الدفعة الثانية من الطلقات".
روشيل هامونس، 24 عامًا، قالت إنها سمعت وابلًا من الطلقات قبل أن تستطيع الخروج من المكان، وعندما خرجت وجدت أحد ضباط الشرطة لتصيح به: "يوجد شخص يطلق النار بالداخل.. عليك أن تسرع"، وكان ضابط الشرطة هو هيلوس -الضابط القتيل- الذي كان يتحدث إلى زوجته، فأخبرها أنه يحبها قبل أن يتجه إلى الملهى.
وقالت الشرطة إن هيلوس وصل حوالي الساعة 11:22 مساءً، وأبلغ عن وجود جثة واحدة خارج المكان قبل أن يدخل ليستقبله القاتل بعدة طلقات ويرديه قتيلًا على الفور.
ويقول جيوف دين: "لقد مات هيلوس بطلًا.. حيث كان يحاول إنقاذ حيوات أشخاص آخرين".
فيديو قد يعجبك: