دير شبيجل: ماكرون حاول التحليق فسقط وسيضطر للحكم بأجنحة مقطوعة
كتبت- هدى الشيمي:
وصفت صحيفة دير شبيجل الألمانية، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"إيكاروس" (بطل أسطورة يونانية)، حاول أن يطير عاليًا ولكنه سقط، وقالت إن الرئيس الفرنسي الذي تراجع في قراراته لإرضاء السترات الصفراء، سيتعين عليه الحكم بأجنحة مقطوعة.
كانت فرنسا، شهدت في الأسابيع الأخيرة الماضية، أحداثًا درامية؛ إذ نزل الفرنسيون إلى الشوارع ينددون بحكم الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي حكم بلاده 19 شهرًا فقط، وكان من بين هؤلاء المحتجين أشخاص منحوه أصواتهم في الانتخابات الماضية.
وقالت دير شبيجل، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني، إن حركة السترات الصفراء التي قادت الاحتجاجات منذ منتصف نوفمبر الماضي، أراد أصحابها اقتحام قصر الإليزيه وطرد ماكرون منه، بعد أن أنهكتهم سياساته الاقتصادية وإصلاحاته التي تسببت في غلاء المعيشة.
وتابعت: اضطرار ماكرون للتراجع عن سياساته، بمثابة انعطاف عن الخط الذي رسمه لنفسه منذ تولي الرئاسة، مشيرة إلى أن اللحظة التي تراجع فيها ماكرون كانت نقطة فاصلة في حياته السياسية، وسيكافح كثيرًا للتعافي من هذا الموقف.
كان ماكرون أقر، في خطاب ألقاه أمس الاثنين، بمسؤوليته في إثارة مشاعر الغضب لدى المحتجين، ولكنه في الوقت نفسه لم يجد ما يبرر أعمال العنف والشغب.
وأعلن الرئيس الفرنسي سلسلة إجراءات تهدف إلى تعزيز القدرة الشرائية للفرنسيين في محاولة منه لحل الأزمة، ومن بينها رفع الحد الأدنى للأجور 100 يورو، اعتبارا من 2019، دون أن يتحمل أرباب العمل أي تكلفة إضافية، وإلغاء الضرائب على ساعات العمل الإضافية اعتبارا من 2019 وإلغاء الزيادات الضريبية على معاشات التقاعد لمن يتقاضون أقل من ألفي يورو شهريا.
لكن حركة السترات الصفراء وجدت وعود الرئيس الفرنسي غير مقنعة، وأكدت، اليوم الثلاثاء، أنها لن تتنازل عن قائمة الطلبات الأربعين التي قدمتها إلى وسائل الإعلام المحلية في وقت سابق.
تقريبًا كل ما أراد ماكرون تحقيقه أصبح في خطر الآن، تقول دير شبيجل إن الرئيس الفرنسي وحكومته رغبوا في منح فرنسا قبلة الحياة، وإعادة إحيائها وجعل كل شيء فيها جديدًا ومختلفًا، ولكن الأمور لم تسِر على النحو المُخطط له.
لفتت الصحيفة الألمانية إلى أن الفوضى وصلت أشدها مطلع ديسمبر الماضي، فشهدت البلاد أحداثًا لم تحدث منذ احتجاجات مايو 1968، ولم ينزل الفرنسيون إلى شوارع العاصمة باريس فقط، ولكنهم نزلوا إلى كل مكان في فرنسا، حرق المحتجون عددا لا يُحصى من المسيرات، وكذلك دمروا بعض المحلات التجارية والمنازل في جادة الشانزليزيه الشهيرة والراقية، وكذلك ألحقوا الضرر بقوس النصر.
ونادى المتظاهرون باستقالة ماكرون، ورفعوا لافتاتٍ كُتب عليها "السترات الصفراء سينتصرون".
وفي خطوة لاحتواء الغضب الشعبي، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب عن تأجيل فرض الزيادة الضريبية على النفط والمحروقات، ومع ذلك استمرت الاحتجاجات ونزل المواطنون إلى الشوارع السبت الماضي، وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي) إلى أن عدد المتظاهرين في جميع أنحاء البلاد وصل إلى 31 ألف شخص.
وانضم إلى الاحتجاجات الآن آلاف الطلاب الجامعيين والمزارعين الذين أعلنوا أنهم سيضربون عن العمل هذا الأسبوع، ورغم كل الفوضى والاضطرابات التي تشهدها فرنسا، أظهرت استطلاعات الرأي أن سبعة من بين كل 10 فرنسيين ما زالوا يؤيدون السترات الصفراء.
تقول الصحيفة الألمانية إنه في الأوضاع الطبيعية ستحاول المعارضة استغلال هذه الفرصة، خاصة وأن فوز ماكرون بالانتخابات الرئاسية دمرهم جميعًا، وباتوا في حاجة إلى وقت طويل جدًا للتعافي والوقوف على أقدامهم مرة أخرى، مضيفة: "إذا سرت في الشارع الفرنسي الآن، فستجد الفرنسيين يقولون إن ماكرون فاز في الانتخابات لأنه لم يكن هناك بديل آخر، فيما يقول سياسيون إن انتصاره كان هشًا منذ البداية".
فيديو قد يعجبك: